شهيدان فلسطينيان ومقتل ضابط إسرائيلي في اشتباك قرب حاجز الجلمة شمال جنين

14 سبتمبر 2022
قال جيش الاحتلال إنه سيبقي الحاجز مغلقاً حتى الجمعة بسبب إطلاق النار (فرانس برس)
+ الخط -

استشهد شابان فلسطينيان خلال اشتباك مسلح وقع بين مقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، بالقرب من حاجز الجلمة شمال شرقي جنين شمال الضفة الغربية، فيما أعلن جيش الاحتلال في وقت لاحق مقتل ضابط إسرائيلي خلال الاشتباك.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شابين قرب حاجز الجلمة شمال شرقي جنين فجر اليوم، ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 148 شهيداً، بينهم 97 في الضفة الغربية و51 في قطاع غزة.

وإضافة إلى 148 شهيداً من الضفة الغربية وقطاع غزة، هناك أربعة شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ما يرفع عدد الشهداء إلى 152.

وأكدت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين أنه مع استشهاد الشابين أحمد وعبد الرحمن عابد واحتجاز جثمانَيْهما لدى الاحتلال، يرتفع عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عودة سياسة الاحتجاز في العام 2015 إلى 106.

وأكدت مصادر عائلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال استدعت أسرتي شابين من عائلة عابد في قرية كفرذان غرب جنين هاتفياً، للحضور إلى حاجز الجلمة، للتعرف على جثماني ابنيهما، فيما نعتهما مساجد القرية. 

وأكدت المصادر ذاتها أن الشابين هما: أحمد أيمن عابد (23 عاماً) ويعمل في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وعبد الرحمن هاني عابد (21  عاماً) ويعمل مزارعا.

من جهته، قال رئيس مجلس قروي الجلمة أمجد أبو فرحة لـ"العربي الجديد"، إن الأهالي سمعوا صوت إطلاق نار فجر اليوم، في المنطقة الشرقية من قرية الجلمة، في منطقة تبعد عن الحاجز العسكري مئات الأمتار، ثم كثفت قوات الاحتلال من تواجدها في محيط الحاجز، وتم إغلاقه للداخلين إلى جنين.

ووفق أبو فرحة، فإن سيارات إسعاف إسرائيلية حضرت للمكان، وسط تحليق لطيران إسرائيلي، واستدعيت جرافات إلى المنطقة.

بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جنود الاحتلال رصدوا مسلحين فلسطينيين قرب الحاجز، قبل أن يندلع اشتباك مع الشبان. وأضافت أن سيارات الإسعاف توجهت إلى المنطقة، وسط إطلاق القنابل المضيئة في سماء المنطقة.

وأعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط إسرائيلي خلال الاشتباك، مشيراً إلى أنه سيبقي حاجز الجلمة مغلقًا حتى يوم الجمعة المقبل بسبب عملية إطلاق النار.

وسبق أن عزا رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، تصاعد عمليات المقاومة في أرجاء الضفة الغربية إلى ضعف السلطة الفلسطينية وتراجع أجهزتها الأمنية عن العمل ضد عناصر المقاومة.

وكان موقع "والاه" قد كشف أخيراً أن قادة الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية حثوا حكومة يئير لبيد على توسيع مساعداتها الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، لتشجيعها على العمل ضد المقاومة في شمال الضفة.

فصائل فلسطينية تبارك عملية الجلمة شمال شرقي جنين

باركت فصائل فلسطينية، اليوم الأربعاء، العملية النوعية على حاجز الجلمة المقام شمال شرقي جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحافي، إن العملية جاءت في ذكرى اتفاق أوسلو المشؤوم، لتعلن تشييعه إلى غير رجعة على أيدي أحد الأبطال العساكر، أحد مُنَفذي العملية، وتؤكد للجميع أن كل الاتفاقات التي تستهدف حق الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين لن تمر، وأن الشعب سيقدم كل غالٍ ونفيس لإعادة حقه المسلوب.

وأضاف البيان: "لقد أثبتت جنين مرة أخرى وعلى أيدي مجاهدي شعبنا، أنها رأس حربة المقاومة، وأن هيبة الاحتلال الصهيوني ستتحطم على أبوابها، وأن مقاومتنا لن تخيفها كل تهديدات الاحتلال وإرهابه المستمر".

من جانبها، عبّرت حركة حماس في تصريح صحافي، عن فخرها بكل الشهداء الأبطال، والشهيد أحمد عابد، الذي قدَّم نموذجاً وطنياً، وتقدَّم زملاءه في الأجهزة الأمنية ليزرع الرَّصاص في قلب جنود الاحتلال، وليؤكّد مجدّداً للعدو أنّ شعبنا عصيّ على التدجين.

وأضافت أن "عملية جنين البطولية اليوم ما هي إلّا رسالة تحذير للاحتلال الصهيوني، الذي يتجهّز لتصعيد انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك، ويحشد مستوطنيه لتدنيسه"، مردفة أن شعبنا ومقاومته مستعدان دوماً للدفاع عن القدس والأقصى مهما بلغت التضحيات.

بدورها، شددت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في تصريحٍ لها، على أنّ "دماء الشهداء لم ولن تذهب هباءً، وستُعبّد لنا حتماً طريق التحرير والعودة"، مُعتبرةً أنّ هذا الاشتباك يؤكّد أنّ ثقافة المقاومة والاستشهاد متأصلة في وجدان أبناء شعبنا، وأنّ الدفاع عن الوطن وشعبنا هو السمة الطبيعيّة والنهج الذي يجب أن يحكم أداء أفراد الأجهزة الأمنيّة.

وأكَّدت "الشعبيّة" أنّ "هذه الثقافة يجب أن تترسّخ وتتوسّع لتشمل كل عناصر الأجهزة الأمنيّة، ليكونوا في خط الدفاع الأوّل عن أبناء شعبنا ضد جنود الاحتلال والمستعربين والمستوطنين، بعيداً عن سياسات التطويع والنهج المدمر الذي حكم عقيدة السلطة".