وتبدو الأوضاع الميدانية مرشحة لمزيد من التصعيد، مع محاولات متكررة لجيش الاحتلال، للتقدم برياً في أكثر من محور مدعوماً بالقصف المدفعي والبحري والجوي.
وانتشلت الطواقم الطبية جثامين أربعة شهداء في منطقة خزاعة، شرقي خانيونس، وهم: رسمي أبو ريدة، ومحمد أبو يوسف، وأحمد قديح، ورامي قديح.
وفي بيت حانون شمالاً، استهدفت طائرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين ما أدى لاستشهاد ثلاثة هم، محمد جهاد مطر، وآمنة جهاد مطر، وتمام محمد حمد. أما في منطقة العطاطرة فاستشهد خضر خليل اللوح (50 عاماً)، باستهداف طائرة استطلاع لمجموعة من المواطنين، وأصيب آخرون بجراح مختلفة.
وفي حيّ الشجاعية المنكوب، انتشلت الطواقم الطبية التوأم أنس وسعد أكرم السكافي (18 عاماً)، بعد أيام من تدمير منزل العائلة عليهم، وعدم السماح للطواقم الطبية بانتشالهم، إلى جانب عشرات آخرين يعتقد أنهم شهداء أسفل منازلهم.
وفي خانيونس، استشهد مواطنان من منطقة السطر الغربي في قصف إسرائيلي لمجموعة مواطنين. وذكر مصدر طبي، أن الشهيدين هما أحمد عبد الكريم أحمد حسن، ومحمد إسماعيل خضر، فيما استشهدت علا خليل أبو عايدة في استهداف لمنازل المواطنين في مدينة الزهار.
وفجر اليوم الخميس، استشهد خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة وأصيب أكثر من عشرين آخرين، في قصف استهدف منزلاً بشكل مباشر في شارع العجارمة إلى الشمال الشرقي من مخيم جباليا للاجئين حسبما ذكر مصدر طبي في مستشفى الشهيد كمال عدوان.
وذكر المصدر، أن الشهداء هم: إبراهيم أبو عيطة، ونجله أحمد، وجميلة سليم أبو عيطة، والطفل أدهم أبو عيطة، في حين لم يتم التعرف على هوية الشهيدة الخامسة وهي طفلة صغيرة.
وفي منطقتي عبسان وبني سهيلا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، استشهد سبعة فلسطينيين في القصف العشوائي الذي استهدف عدة منازل في المنطقتين، والشهداء هم: بسام أبو شهلا، وأحمد الرقب، وسلمان البريم، ومحمد إسماعيل الأسطل، ووالده إسماعيل الأسطل، وأحمد محمد إسماعيل الأسطل، ومحمد حسن عبد القادر الأسطل.
وفي المنطقة الغربية من خان يونس، أعلنت مصادر طبية، استشهاد طفلة وإصابة 5 آخرين جراء الاستهداف المتواصل للمنطقة، كذلك قصف الطيران الحربي، أحد المنازل في ذات المنطقة، ما أدى لاستشهاد ستة من عائلة الأسطل على الأقل، وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم جراحه خطيرة.
وقال مصدر طبي، إن الشهداء هم ميلاد عمران الأسطل، ومحمد عمران الأسطل، وملك أمين الأسطل، وأحمد الأسطل، والطفلان أمين ثائر الأسطل (3 سنوات)، وندى ثائر عمران الأسطل (5 سنوات).
في هذه الأثناء، أعلنت "كتائب القسام"، صباح اليوم الخميس، أن عناصرها "تسللوا خلف خطوط العدو المتوغل شرق حي التفاح، والاجهاز على 8 جنود إسرائيليين من مسافة صفر، كما تم تدمير ناقلة جند من نوع " شيزاريت بقذيفة أر بي جي 29".
وفي عملية أخرى، قامت إحدى وحدات النخبة في "القسام" بمهاجمة الآليات في منطقة كسوفيم وتفجير عبوتي شواظ بآليتين وتصيبهما بشكل مباشر، مؤكدة وقوع طاقمهما بين قتيل وجريح.
وعلى الجهة المقابلة، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لتحركات ومحاولات توسيع دائرة التوغل، مستخدمة إمكانياتها البسيطة الموجعة، والتي يعترف الاحتلال الإسرائيلي بشراستها.
وقالت مصادر في المقاومة لـ"العربي الجديد"، إن "ما يجري على الحدود يمكن وصفه بحرب شوارع"، مضيفة أن "المقاومة متنبهة على كل المحاور لمحاولات توسيع العدوان البري، لكنها لا تتوقع مثل هذه الخطوة لأسباب متعددة، أبرزها تقديرات الاحتلال بأن المقاومة تنتظر مثل هذه اللحظات لإيقاع مزيد من الخسائر في صفوفه".
وشهدت مناطق بيت لاهيا وبيت حانون شمالاً، والشجاعية والتفاح والبريج وخان يونس ورفح شرقي القطاع، والتي تشهد عمليات توغل محدودة، عمليات تصدٍ واسعة من المقاومة وخاصة من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
وتقوم المدفعية الإسرائيلية بدور في محاولات التقدم، عبر القصف العشوائي للمنازل والمناطق الفارغة، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي في المناطق التي يجري فيها التوغل، إلى جانب إطلاق أنواع من الغاز والتي تؤثر في الجهاز التنفسي والعينين.
وتستخدم فصائل المقاومة العبوات الأرضية والقذائف المضادة للدروع بأنواعها المختلفة وما توفر في أيديها، وسلاح القناصة في تصديها للتوغل البري، لكن أكثر ما يقلق الإسرائيليين هو استمرار عمليات إطلاق الصواريخ بمعدلاتها المعتادة قبل العدوان البري، وبنفس دائرة الاستهداف السابقة.
وفي غضون ذلك، ذكرت إحصائية لـ"المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، أن الاحتلال دمّر، أمس الأربعاء، 497 منزلاً، 44 منها دمرت بشكل كامل، و453 أخرى دمرت بشكل جزئي.
وأشار "المرصد" إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية، أمس الأربعاء، ثلاثة مساجد دمر أحدها بشكل كلي، ليرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء العدوان إلى 59 مسجداً، دمر 14 منها بشكل كلي، كما قام الاحتلال بقصف بنك البريد في رفح، ومقر البنك الوطني الإسلامي.