شركة أميركية لصيانة مقاتلات "أف 16" تقرر مغادرة العراق بسبب هجمات الكاتيوشا

09 مايو 2021
الأعرجي ووفد أمني عراقي في قاعدة بلد لطمأنة العاملين الأجانب فيها (تويتر)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية عراقية إن شركة أميركية تعمل على صيانة طائرات "إف 16" العراقية، في قاعدة بلد الجوية، شمالي البلاد، قررت مغادرة البلاد، بسبب الهجمات التي تتعرض لها من قبل الفصائل المسلحة.

وتعمل شركة "سالي بورت" الأميركية المتخصصة في صيانة وإدامة الطائرات في قاعدة بلد الجوية، الواقعة على بعد نحو 100 كم شمالي بغداد، وفق عقد مع وزارة الدفاع لتقديم خدمات الدعم والإدامة لسرب مقاتلات "أف 16" العراقية، ويبلغ عدد العاملين فيها نحو 80 موظفا، أصيب عدد منهم في هجمات متفرقة العام الماضي ومطلع العام الحالي بصواريخ الكاتيوشا التي تطلقها مليشيات مسلحة حليفة لطهران.

ونقلت وكالات أنباء عراقية، عن مصادر حكومية، أن "موظفي الشركة قرروا مغادرة العراق بسبب الهجمات التي تطاولهم"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق من يوم أمس السبت، زار وفد أمني عراقي رفيع، برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وعدد من المسؤولين الأمنيين، قاعدة بلد الجوية، واطلعوا على وضعها الأمني والتقوا بموظفي الشركة.

وأكد الأعرجي، في بيان، أن "الحديث عن وجود قوات أجنبية قتالية في قاعدة بلد الجوية غير دقيق، بل هناك شركات أجنبية مدنية تعمل على تدريب العراقيين في مجال صيانة الطائرات، وهي موجودة وفق عقود رسمية مع العراق".

وشدد على أنه "يجب أن ندعم وجود هذه القاعدة، لمواصلة جهود محاربة "داعش"، وعلينا دعم الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها، للحفاظ على الأمن الداخلي وتعزيز مكانة العراق داخلياً وخارجياً".

وأشار البيان إلى أن "الأعرجي التقى بالشركات الأجنبية العاملة في قاعدة بلد الجوية"، مؤكداً أن "هذه الشركات تقدم الخدمة للجانب العراقي، وهي تعمل وفق عقود رسمية عراقية".

كما التقى الأعرجي بعدد كبير من الشباب العراقي الموجود في القاعدة، ممن تدربوا واكتسبوا خبرة من هذه الشركات لصيانة عدد كبير من الطائرات العراقية.

ووفقا لمسؤول بوزارة الدفاع العراقية تحدث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، فإنه "إلى غاية الآن لا يوجد أي انسحاب من عاملي الشركة الأميركية، لكنهم أبلغوا السلطات العسكرية العراقية بقرارهم بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف القاعدة الأسبوع الماضي، وتسبب بأضرار مادية فقط في الجزء المخصص لمنامة العاملين الأجانب".

وبيّن المسؤول العراقي أن مستشار الأمن القومي العراقي "حاول طمأنة العاملين الأجانب في القاعدة على سلامة الأوضاع الأمنية والجهود لمنع تكرار أي هجمات صاروخية تستهدفها"، مؤكدا أنه "وعد بتوفير الحماية اللازمة للقاعدة، وأن الحكومة وضعت خطة أمنية شاملة لحمايتها، وسد الفراغات الأمنية، بمشاركة صنوف مختلفة من القوات الأمنية والطيران العراقي".

وفي السياق، حذر سياسيون عراقيون من تبعات انسحاب الشركة، معتبرين أن ذلك يضعف قدرات القوات العراقية على محاربة خلايا تنظيم "داعش"، مطالبين الحكومة العراقية بمحاربة الفصائل المتسببة بذلك.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن "الشركة التي تتولى الاهتمام بالطائرات العراقية ستغادر بكل تأكيد مع استمرار القصف على قاعدة بلد الجوية شمالي العراق"، ذلك "إضعافا للقوة الجوية العراقية، وإضعافا لمجمل القوة العسكرية العراقية، لأن السلاح الجوي له دور كبير في القضاء على تحركات "داعش"".

وشدد شنكالي على أنه: "على الحكومة العراقية، كما أنها تحارب "داعش"، أن تحارب هذه الفصائل التي تستهدف القواعد العسكرية، لأنها (الفصائل) لا تقل خطرا عن "داعش" بتدميرها العراق"، مؤكدا أن "طائرات "أف 16" العراقية ستتعطل في حال انسحاب الشركة، لأنها تحتاج إلى إدامة وصيانة بعد كل طلعة جوية".

وأشار إلى أنه "في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن نلاحظ أنه يريد التهدئة مع إيران، وليس هناك أي رد على القصف الصاروخي الذي تتعرض له القواعد الأميركية في العراق، فلم نلحظ أي رد من حكومته على الفصائل المسلحة الموالية لإيران والناشطة بالعراق، سيما وأن مسؤولين إيرانيين صرحوا علنا أنه مع وجود القوات الأميركية في العراق، فإن عمليات القصف لن تتوقف".

المساهمون