أعلنت مفوضة شرطة العاصمة البريطانية لندن كريسيدا ديك، اليوم الثلاثاء، عن فتح تحقيق بشأن خرق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وفريقه إجراءات الإغلاق المرتبطة بكوفيد-19.
ولفتت، وفق "ذا غارديان" البريطانية، إلى أن مكتب مجلس الوزراء أجرى تحقيقاً بالأمر خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونتيجة للمعلومات التي قدّمها، بالإضافة إلى تقييم الضباط، بدأت الشرطة تحقيقاً في سلسلة من الأحداث التي وقعت في "داونينغ ستريت" و"وايت هول" خلال العامين الماضيين، في ما يتعلق بالانتهاكات المحتملة لقواعد كوفيد-19.
وشددت على أن فتح تحقيق بالأمر لا يعني بالطبع أن بلاغات بالعقوبات الثابتة ستصدر في كلّ حالة وبحقّ كلّ شخص معني.
Met commissioner suggests some No 10 parties could be 'most serious and flagrant' breach of Covid rules - https://t.co/GbjNeWdvDZ
— AndrewSparrow (@AndrewSparrow) January 25, 2022
وإذ أكدت أن غالبية الأشخاص المعنيين تجاوبوا بطريقة جيدة مع تدخل الشرطة، لفتت إلى أنه لدى الأخيرة مصادر محدودة، مع مرض كثيرين نتيجة الوباء.
وأوضحت ديك أنه تم التحقيق مع بعض ضباط الشرطة بعد الأحداث لخرقهم قواعد كوفيد، كما تمّ التحقيق مع بعض الشخصيات البارزة، لافتة إلى أن هذه القضايا كانت أخطر أنواع الانتهاكات.
وواجه جونسون، اليوم الثلاثاء، مزاعم جديدة بشأن خرق تدابير الإغلاق للحدّ من انتشار فيروس كورونا التي فرضها، عن طريق حضوره حفل عيد ميلاد مفاجئ في "داونينغ ستريت" عندما كان الحظر مفروضاً على التجمعات في الأماكن المغلقة.
وذكرت قناة "آي.تي.في" أن جونسون حضر حفلاً مفاجئاً بمناسبة عيد ميلاده في 19 يونيو/حزيران. وضمّ الحفل أكثر من 30 شخصاً في غرفة بمجلس الوزراء بالعقار رقم عشرة شارع "داونينغ ستريت"، وهو مكتبه ومقر إقامته.
جونسون يعتزم التعاون بالكامل مع التحقيق
ويعتزم جونسون أن "يتعاون بالكامل" مع تحقيق الشرطة الذي فتح في قضية تنظيم حفلات عدة في "داونينغ ستريت" خلال فترات الإغلاق.
وقال ناطق باسم جونسون للصحافيين، اليوم، إن رئيس الوزراء "سيتعاون بالكامل، مهما كانت الطريقة التي سيطلب فيها ذلك"، وفق ما أوردته "فرانس برس".
وقدّم جونسون عدة تفسيرات بشأن مزاعم سابقة، منها قوله إنه لم يخرق أي قواعد، ومن ثم اعتذر للشعب البريطاني عما بدا أنه نفاق بحضوره مثل هذه التجمعات.
ومن المقرّر أن تنشر المسؤولة بمكتب رئيس الوزراء سو غراي، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تحقيقاً رسمياً بشأن الحفلات التي أقيمت وقت الإغلاق. وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس إن غراي كانت على علم بتفاصيل الحفل.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء لقناة "آي.تي.في": "هذا غير صحيح على الإطلاق... وفقاً للتدابير المفروضة في ذلك الوقت، استضاف رئيس الوزراء عدداً بسيطاً من أفراد عائلته بالخارج ذلك المساء".
واعتبر زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض كير ستارمر أنه يتعين على جونسون الرحيل، مشيراً إلى أن "هذا دليل آخر على أن لدينا رئيس وزراء يعتقد أن القواعد التي يفرضها لا تنطبق عليه".
وتسابق الإعلام البريطاني في الأيام الماضية على نشر وثائق وصور تدلّ على خرق جونسون وفريقه الإجراءات خلال فترة الإغلاقات. وتعددت الحفلات، ومنها حفل نظّمه فريق عمل رئيس الوزراء في مايو/أيار 2020 تخلّله تقديم مشروبات كحولية، وحضره جونسون شخصياً، في وقت كانت فيه قواعد التباعد الاجتماعي المفروضة تحظر التجمعات.
ونظّم حفلان في إبريل/نيسان 2021 في فترة التحضير لمراسم دفن الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية. واعتذرت الحكومة في داونينغ ستريت لقصر باكينغهام، معتبرة الحفلات "مؤسفة جداً". ونُشرت صورة توصيل ثلاجة عند المدخل الخلفي لمقر رئاسة الحكومة في ديسمبر/كانون الأول 2020 مخصصة لحفلات شرب نبيذ كانت تنظم أيام الجمعة.
وأيضاً نُشرت صورة لكاري، زوجة رئيس الوزراء، وهي تعانق أحد الأصدقاء في حفل أقيم في سبتمبر/أيلول 2020، في ما يبدو خرقاً لقواعد التباعد الاجتماعي.
وحضر جونسون حفلاً لتوديع مستشاره العسكري ستيف هايام قبيل عيد الميلاد 2020.
وحاول جونسون تطويق التداعيات عبر تقديم سلسلة من الاعتذارات، ومنها في مجلس العموم (البرلمان)، الأسبوع الماضي، غير أنّ الأمر لم يكفِ للجم تصاعد الحملة ضده.