شرطة الاحتلال تلاحق أهالي اللد قبل مسيرة إحياء ذكرى هبة الكرامة

22 مايو 2024
فلسطينيون يشاركون في أحداث هبة الكرامة (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مدينة اللد بالداخل الفلسطيني، تستعد اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى هبة الكرامة بمسيرة صامتة وسط ضغوط من الشرطة الإسرائيلية لمنع المشاركة، مما يعكس استمرار التوترات منذ أحداث مايو 2021.
- المحامي خالد الزبارقة ينتقد تجاهل السلطات الإسرائيلية لمحاسبة قاتل موسى حسونة ويشير إلى الضغوطات الممارسة لتغيير مسار المسيرة أو إلغائها، رغم حصولها على التراخيص.
- مركز عدالة يتقدم بالتماس لإعادة فتح ملف قاتل الشهيد موسى حسونة، واللجنة الشعبية تؤكد على أهمية المسيرة كرسالة ضد القمع والفصل العنصري، مشددة على الحق في التعبير عن الرفض لهذه السياسات.

في وقت أعلنت فيه اللجنة الشعبية في مدينة اللد في الداخل الفلسطيني عزمها إحياء ذكرى هبة الكرامة في مسيرة صامته يوم الجمعة القادم، منطلقة من المسجد الكبير في البلدة، تقوم الشرطة الإسرائيلية بممارسة ضغوط كثيفة لمنع الفلسطينيين من المشاركة في هذه التظاهرة التي تعتبر الأولى من نوعها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وشهدت مدينة اللد أحداثا دامية خلال هبة الكرامة اعتدى خلالها المستوطنون على الفلسطينيين في المدينة، ما أسفر عن استشهاد موسى مالك حسونة (32 عاماً) في 10 مايو/ أيار من عام 2021، بعد إطلاق النار عليه من قبل مستوطن.

في هذا السياق، يقول المحامي خالد الزبارقة، رئيس اللجة الشعبية في اللد، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "قاتل الشهيد موسى حسونة ما زال يتجول دون أي قيود (...) والسلطات الإسرائيلية لم تقم بأي إجراء بحقه لمعاقبته على فعلته، وهذا يزيد خطورة على الوضع الحالي". وأضاف: "نحن نلمس أن هناك حكماً عسكرياً يتم علينا بشكل ممنهج من طرف السلطات الإسرائيلية على كل المستويات، جزء من هذا الحكم العسكري الكيل بمكيالين، وهو تطبيق نظام فصل عنصري بنسخته الإسرائيلية".

وأوضح أنه "على الرغم من أن هذه المسيرة لإحياء هبة الكرامة هي ذاتها التي ننظمها في كل سنة، إلا أن هناك ضغوطات هائلة هذه المرة على والد الشهيد حسونة وعلى شخصيات اللجنة الشعبية وعلى الجميع، من أجل تغيير مسارها لإلغائها، على الرغم من أنها مرخصة من طرف الشرطة". وأضاف أن "الشرطة تقوم بتهديد ميداني لكل الشباب الذين ينوون المشاركة في هذه المسيرة".

من جهتها، قالت المحامية نريمان شحادة، من مركز عدالة، في حديثها مع "العربي الجديد"، إن المركز قدم التماساً في مطلع العام 2024 للمحكمة العليا "حتى تلزم الدولة بفتح ملف قاتل الشهيد موسى حسونة، ولسخرية الموضوع الدولة المتمثلة بالنيابة العامة طلبت مرتين تأجيل ردها على الملف، وذلك بسبب كثرة الملفات في الحرب (...) وادعوا أن الملف موجود الآن عند المستشارة القضائية للحكومة، وهي تواجه ضغوطات كبيرة بسبب الحرب".

17 معتقلا من اللد على خلفية هبة الكرامة

وشهدت مدينة اللد عشرات حالات الاعتقال من أبنائها خلال هبة الكرامة في عام 2021، وبحسب تيسير شعبان، وهو محامي اللجنة الشعبية في اللد، في حديثه مع "العربي الجديد"، فإنه "لا يزال هناك 17 أسيراً من مدنية اللد معتقلا منذ هبة الكرامة، 15 منهم في السجن الفعلي، وهناك معتقلان سيدخلان إلى السجن الفعلي قريباً بسبب تأجيل حكمهما".

وجاء في بيان عممته اللجنة الشعبية في اللد، مؤخراً، أنه "خلال هذه الأيام تحل علينا الذكرى الثالثة لهبة الكرامة، والتي تبين لنا مع مرور الوقت أن الدولة هي المسؤولة عن جلب المستوطنين المتطرفين من مستوطنات الضفة، والذين انضموا إلى المتطرفين الذين يسكنون بيننا بهدف الاعتداء على العرب وتهديدهم. هؤلاء الإرهابيون قتلوا الشهيد موسى حسونة وتسببوا في إصابات بالغة للعديد من أهلنا، بالإضافة إلى الاعتداء على المقدسات والممتلكات والبيوت العربية".

وأضاف البيان: "قمنا منذ عام 2021 بإحياء هذه الذكرى في مدينة اللد بمسيرة كبيرة تنطلق من ساحة المسجد الكبير والكنيسة مروراً بمكان استشهاد الشهيد موسى حسونة، وانتهاءً عند ضريح الشهيد. في هذا العام، وخصوصاً بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، ازدادت سياسات القمع المخابراتية والشرطية على أهلنا من مدينة اللد، وأيضاً على أهلنا في كل الداخل الفلسطيني". وأكدت اللجنة أن المشاركين قرروا "في هذا العام أن يوجهوا رسالة مختلفة لفضح هذه السياسات العنصرية، لذا فإننا سنقوم بإحياء هذه الذكرى بمسيرة صامتة في نفس المسار، والصمت هو تعبير عن سياسة كم الأفواه وسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية، ورفضاً لسياسات القمع المخابراتية والشرطية على أهلنا".

المساهمون