شخصيات سودانية ترفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة

08 يوليو 2024
عائلات سودانية فارة من الحرب أثناء وصولها للرنك بالجنوب، 14 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **رفض التوقيع على البيان الختامي:** شخصيات سودانية بارزة رفضت التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة بسبب عدم استصحاب ملاحظاتهم، وأكدوا التزامهم بالسلام والتحول الديمقراطي.

- **مشاركة واسعة واعتذارات:** المؤتمر شهد حضور ممثلي القوى السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، بينما اعتذرت بعض الفصائل عن عدم المشاركة ولم تُدعَ أحزاب معينة.

- **نتائج وتحديات المؤتمر:** المؤتمر اعتُبر اختراقاً كبيراً رغم التباينات، ووضع اللبنة الأولى لاستكمال الحوار حول قضايا مثل دور الجيش ومشاركة القوى السياسية.

رفضت شخصيات سودانية شاركت في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، الذي عقد في القاهرة على مدار اليومين الماضيين (السبت والأحد)، التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر الذي ناقش فيه الفرقاء السودانيون سبل حل الأزمة. وعقب اختتام المؤتمر، أعلنت شخصيات سودانية سياسية منها: مالك عقار وجبريل إبراهيم ومني أركو مناوي والتجاني السيسي ومحمد الأمين ترك وآخرون، أنها امتنعت عن التوقيع على البيان الختامي، لأنه لم يستصحب ملاحظاتها وتعديلاتها. وأكدت الشخصيات الممتنعة في بيان "التزامها بالسلام والتحول الديمقراطي ودعمها للجهود المصرية لإنجاز الحوار السوداني وتحقيق السلام والاستقرار"، ولكنها في الوقت ذاته رفضت الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية القوى المدنية والسياسية (تقدم) "لتحالفها مع مليشيا الدعم السريع"، و"عدم إدانتها الانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة الإنسان والممارسات المهينة وانتهاكات الأعراض والسلب والنهب" على حد وصف البيان.

وعقد مؤتمر القوى السودانية في مصر، بحضور ممثلي تلك القوى، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان. وكان من أبرز المشاركين فيه رئيس هيئة القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" عبد الله حمدوك، ورئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب البعث كمال بولاد، وقائد حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بجانب ممثلي المهنيين والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة.

في المقابل، اعتذرت عن عدم المشاركة في المؤتمر، الحركة الشعبية - شمال فصيل عبد العزيز الحلو، والحركة الشعبية - التيار الثوري بقيادة ياسر عرمان، وهي واحدة من أحزاب تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، فيما لم توجه دعوة إلى حزب المؤتمر الوطني المنحل، حزب النظام السابق بزعامة عمر البشير. واستبعد ماهر أبو الجوخ، القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، نجاح المؤتمر في حلحلة كل التباينات والخلافات بين القوى السياسية المدنية المشاركة في المؤتمر، مؤكداً أن المؤتمر هو أول لقاء مباشر بين الأطراف المتباينة منذ أجواء ما قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 (تاريخ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة المدنية).

رغم ذلك، عدّ أبو الجوخ ذلك اختراقاً كبيراً يساعد في تغيير الأوضاع مستقبلاً. وأوضح، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن المؤتمر لن يستطيع التوصل إلى حلّ لكل القضايا المختلف حولها، لكنه سيضع اللبنة الأولى لإمكانية استكمال الحوار في جولات أخرى لبحث القضايا المتبقية. وأشار إلى أن أبرز قضايا الخلاف تتعلق بحسم دور الجيش في المستقبل، ذلك لأن قوى سياسية ترى ضرورة أن يكون للجيش دور في عملية التحول الديمقراطي، وأن يكون جزءاً من مؤسسات الانتقال. كما أن مسألة مشاركة القوى السياسية في أجهزة الحكم في الفترة الانتقالية أمر يجد قبولاً واعتراضاً، كما تختلف الرؤى حول مسألة الدمج والتسريح وصولاً إلى جيش واحد، وكذلك هناك خلاف حول مستقبل قيادة الجيش، وكلها أمور رأى أبو الجوخ أنها تحتاج إلى نقاش عميق.

وأصدرت القوى السياسية والمدنية السودانية التي اجتمعت في العاصمة المصرية القاهرة على مدار يومين، بدعوةٍ من مصر تحت شعار "معاً من أجل وقف الحرب"، بياناً ختامياً، أكدت خلاله "ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب". وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى "الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأيٍّ من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان".

المساهمون