شتاينماير يبحث ملفي سورية والسعودية في طهران

03 فبراير 2016
الاتفاق سيصب لصالح أمن المنطقة (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى العاصمة الإيرانية، مساء أمس الثلاثاء، في زيارة رسمية هي الثانية له إلى البلاد خلال ثلاثة أشهر وحسب، والتقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ومن المفترض أن يلتقي في وقت لاحق من يوم الأربعاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني.

وأكد شتاينماير، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده ونظيره الإيراني، أن بلاده تهتم لتطوير العلاقات مع إيران، معتبراً أن الاتفاق النووي يفتح باباً جديداً من العلاقات الثنائية بينهما، مشيراً إلى أن تبادل الزيارات بين الطرفين يأتي بهدف التركيز على تعزيز العلاقات ومناقشة قضايا ثانية، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو مقلق لكليهما حسب تعبيره.

ورأى شتاينماير، أن الاتفاق سيصب لصالح أمن المنطقة التي تمر بأزمات لا يمكن إخفاؤها أو تجاوزها، قائلاً إنه يجب العمل لحقن الدماء في الإقليم، معتبراً أن بلاده قد تختلف في وجهة نظرها عن الرؤية الإيرانية فيما يتعلق بسورية لكن الكل وصلوا لنتيجة أن الحل السياسي للأزمة السورية بات ضرورياً.

اقرأ أيضاً: المهمة الصعبة لشتاينماير… بين الرياض وطهران

وأضاف الوزير الألماني، في ذات المؤتمر الصحافي، أن محادثات جنيف بين المعارضة والنظام السوري تحتاج لدور داعم يقع على عاتق أميركا وروسيا وكل القوى الدولية الكبرى. فضلا عن القوى الإقليمية الفاعلة، داعياً الجميع إلى العمل لتنفيذ مقررات فيينا بغية حقن دماء السوريين حسب قوله.

وبعد الحديث الذي دار عن أن شتاينماير، الذي سيزور الرياض بعد طهران، يسعى لبذل جهود للوساطة بين البلدين، بهدف التخفيف من حدة التوتر بينهما، علّق الضيف الألماني على الأمر قائلاً، إن "الرياض وطهران مؤثرتان على الساحة الإقليمية". مشيراً إلى أنه لا يعتقد أنه يجب أن يلعب دور الوسيط بين بلدين جارين، ولكن عليهما العمل للتخفيف من حدة التوتر الذي ينعكس سلبا على عدد من الملفات وأهمها ملف الأزمة السورية.

وذكر أن كلا من الرياض وطهران لديهما قلق متبادل من أن يؤثر التوتر الحاصل بينهما على طاولة الحوار السوري، والتي تم عقدها بصعوبة بالغة، مشيراً في ذات المؤتمر الصحافي إلى أن نظيره الإيراني لديه الرغبة بإطلاق حوار مع السعودية لحل الأزمة معها، وهذا بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

من جهته علّق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على الموضوع فقال إن بلاده تريد بناء علاقات معقولة ومناسبة مع دول الجوار ودول المنطقة، ولم تنو التصعيد مع الرياض لهذا الحد، متهماً السعودية باتخاذ خطوات تصعيدية، وهذا بعد أن تجاهلت كل التقاطعات بين طهران ودول المنطقة، مضيفاً أن على المملكة أن تعيد النظر في سياساتها.

وأضاف ظريف أن دعم الإرهاب ليس لصالح أي طرف، وعلى الرياض أن تدرك الأمر، وقال أيضاً إن عقد محادثات جنيف حول الأزمة السورية أمر جيد رغم عدم إحراز أي تقدم حتى الآن. معتبراً أن بلاده شددت على الحل السياسي للأزمة السورية منذ البداية وعلى بعض الأطراف أن تدرك هذا الأمر حسب تعبيره.

كما دعا ظريف الأطراف الفاعلة في المنطقة والعالم للتعاون، فيما يصب لصالح حل أزمات الإقليم، وإنجاح طاولة حوار جنيف، كما دعاهم لمنع مشاركة أي إرهابيين مرتبطين بالنصرة أو بداعش في هذا الحوار، وأعرب أيضاً أنه سيزور لندن يوم الخميس، ليشارك في اجتماع يتعلق بآلية إيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين في سورية، فضلاً عن نيته الاجتماع بالمعنيين في بريطانيا، لبحث قضايا المنطقة، وعلاقات طهران خلال مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

وفي سياق القضايا الإقليمية نفسها، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حوار بثه التلفزيون المحلي الإيراني، ليل أمس الثلاثاء، إن طهران لا تريد أن يستمر التوتر مع الجيران، ولكن بحال تراجعت بعض الأطراف عن سياساتها وأخطائها ستراجع بلاده الأمر وستتجاوز أخطاء الماضي. إلا أنها سترد على أي سياسات قد تهددها أو تمس بأمنها ومصلحتها القومية حسب تعبيره.

وذكر روحاني أن الحرب الجدية على الإرهاب باتت مطلوبة وضرورية، وهذا لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، ومنع تقسيم دولها، قائلاً إن بلاده ستدعم بفاعلية الحوار المتعلق بسورية، وستكون جاهزة لمساعدة أي طرف يريد محاربة الإرهاب، وتطبيق وقف إطلاق النار في هذا البلد، معتبراً أن واحدة من مشكلات حوار جنيف الراهن، تتعلق بمشاركة أشخاص محسوبين على تنظيمات إرهابية حسب قوله.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يترجم تصعيده في حلب ويستغلّ مماطلة جنيف