شبح مشهد 1968 يخيم فوق مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي

15 اغسطس 2024
خلال تجمع انتخابي لهاريس في نيفادا، 10 أغسطس 2024 (روندا تشرشل/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحديات الديمقراطيين في مؤتمر شيكاغو**: يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة في مؤتمره الوطني في شيكاغو، حيث يسعى لتجنب الفوضى والانقسامات التي قد تضر بمرشحته للرئاسة، كامالا هاريس، في مواجهة دونالد ترامب. تأتي هذه التخوفات في ظل تذكير بالأحداث الفوضوية لمؤتمر 1968.

- **مطالب المندوبين والاحتجاجات المتوقعة**: يطالب مندوبون بوقف إطلاق النار في غزة وتغيير السياسة الخارجية الأميركية، مع توقع احتجاجات من أكثر من 50 منظمة. رفض قاضٍ فيدرالي طلب تنظيم احتجاجات مناهضة لإسرائيل، مما يزيد التوترات.

- **الأنشطة والفعاليات الموازية**: ستُعقد مؤتمرات صحافية ووقفات احتجاجية بمشاركة مرشحين مستقلين ومنظمات مثل "كود بينك". من المتوقع أن يلقي ثلاثة رؤساء سابقين خطاباتهم خلال المؤتمر، مما يعكس أهمية الحدث.

رغم إعلان الديمقراطيين نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، كامالا هاريس، مرشحة الحزب للرئاسة الأميركية، إلا أن منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر عقده بين 19 و22 أغسطس/آب الحالي في شيكاغو، يحاولون تفادي ظهور فوضى واحتجاجات وانقسامات داخل المؤتمر. ويرغب الحزب في ظهور جميع الموجودين في مؤتمر الحزب الديمقراطي "متحدين" خلف هاريس، والتي تواجه سباقاً صعباً أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لا سيما أن مؤتمر الحزب الجمهوري، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، أظهر حالة الاتحاد خلف الرئيس السابق، للعودة إلى البيت الأبيض.

وأعلنت أكثر من 50 منظمة، التخطيط لحضور نحو 40 ألف شخص إلى شيكاغو، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومطالب أخرى تتعلق بالمناخ والمجتمع، ووقف الحروب. إلا أن تخوفات الديمقراطيين تتركز بشكل أكبر حول "حالة الإحراج" والفوضى والانقسامات التي قد تحدث داخل المؤتمر نفسه، من قبل المندوبين الذين حصلوا على أصوات الناخبين الأساسيين، في عدد من الولايات من بينها ميشيغان ومينيسوتا وهاواي، والبالغ عددهم 30 مندوباً، لديهم مطالب رئيسية يطالبون بتنفيذها قبل الاستجابة لمطالب عدم إظهار حالة انقسام داخل مؤتمر الحزب الديمقراطي.

ويرتبط توقيت مؤتمر الحزب الديمقراطي والأحداث المحيطة به، ذهنياً، بالمؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو عام 1968، والذي تسبب في خسارة الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية بعد تسليط الضوء على الاحتجاجات التي شهدها محيط المؤتمر. وانتهت تلك الاحتجاجات حينها باعتداءات الشرطة على متظاهرين ضد الحرب في فيتنام، بُثّت مباشرة على الهواء وتسببت، مع الفوضى التي شابت اختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة، في خسارة الديمقراطي هيوبرت همفري الانتخابات وفوز الجمهوري ريتشارد نيكسون. ويقارن سياسيون بينها وبين الأوضاع الحالية، في ظل استمرار الحراك ضد الإدارة الأميركية للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، والتخطيط لحضور الآلاف في مسيرات في محيط المؤتمر.

وحاول الديمقراطيون تفادي تكرار سيناريو مشهد 1968 من خلال اختيار مرشح الرئاسة افتراضياً في الخامس من أغسطس الحالي، بالإضافة لضمان وجود اسم مرشح الحزب على بطاقة الاقتراع في ولاية أوهايو التي ينص قانونها على موعد السابع من أغسطس موعداً نهائياً لقبول أسماء المرشحين على بطاقة الاقتراع. من جهتها، أعلنت شرطة شيكاغو، في ما يبدو أنه خشية من تكرار فوضى العام 1968، استعدادها التام للتعامل مع حشود المتظاهرين المتوقعة، بما في ذلك تعديل سياسة الاعتقالات الجماعية في المدينة، وأنه سيكون هناك اعتقال جماعي لأي حالات انتهاك للقانون مثل إغلاق الطرق والأماكن، حتى لو لم تكن هناك أعمال عنف. وقال مشرف الشرطة في المدينة لاري سنيلينغ، في مؤتمر صحافي، يونيو الماضي: "لا تخطئوا، نحن مستعدون"، معتبراً أن "الاعتقال الجماعي هو الملاذ الأخير". وأضاف: هناك احتمال لوقوع أعمال عنف، ونحن مستعدون للتعامل معها".

مطالب مندوبين في مؤتمر الحزب الديمقراطي

يطالب مندوبون في مؤتمر الحزب الديمقراطي بعدة أمور رئيسية، أهمها وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بالإضافة لإحداث تغيير في أجندة الديمقراطيين في ما يخص السياسة الخارجية الأميركية. كما يطالبون بوقت لهم للتحدث بصفتهم مندوبين، وأوراق اعتماد لحركة "غير ملتزم" (التي صوّتت بورقة غير ملتزم في تصويت احتجاجي ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية قبل انسحابه لصالح هاريس)، ومكان مخصص لتانيا حاج حسن، طبيبة العناية المركزة للأطفال التي تطوعت في القطاع. كما وعدوا بتنظيم مؤتمرات صحافية ووقفات احتجاجية على ضوء الشموع، وتقديم شهادات عن الحياة في غزة.

عباس علوية: بصفتنا مندوبي حركة غير ملتزمين نتناقش مع اللجان للاستجابة لمطالبنا داخل مؤتمر الحزب الديمقراطي

ويقول عباس علوية، أحد المندوبين عن ولاية ميشيغان (غير ملتزم)، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "ما يمكن أن أقوله الآن إننا كمندوبي (مبادرة) غير ملتزمين نتناقش مع اللجان للاستجابة لمطالبنا، داخل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي". ويضيف: "نحن غير راضين عن استمرار الإبادة الجماعية في غزة، ونطالب بالاستجابة لمطالبنا". وتضم ولاية مينيسوتا أكبر عدد من المندوبين غير الملتزمين، وهو 11 مندوباً في مؤتمر الحزب الديمقراطي. أما ولاية ميشيغان وهي ولاية متأرجحة، فلديها مندوبان فقط، ولكنها ذات أهمية كبيرة، نظراً لنسبة العرب والمسلمين فيها، والتي يمكن أن تتحكم في الفائز بالانتخابات الرئاسية بالولاية.

وفي الوقت ذاته، رفض قاضٍ فيدرالي، يوم الثلاثاء الماضي، طلب مجموعات تسعى إلى تنظيم احتجاجات مناهضة لإسرائيل، قرب مقر انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في مساحة قريبة من ساحة يونايتد بشيكاغو، وذلك بشارع قرر جهاز الخدمة السرية وجهات إنفاذ القانون المحلية إغلاقه أثناء المؤتمر كجزء من المحيط الآمن. وتقدمت بالطلب مجموعات "التحالف ضد القمع العنصري والسياسي" و"لجنة مناهضة الحرب" و"الطلاب من أجل مجتمع ديمقراطي" في جامعة إلينوي في شيكاغو، إلى جانب "شبكة المجتمع الفلسطيني" في الولايات المتحدة. وبعد رفض الطلب أعلنت هذه الحركات أنها ستتوافد للتظاهر مع عدد آخر من الحركات التي قررت الوجود في شيكاغو.

مسيرة ضد الحرب

وقررت مجموعة من الناشطين الذين تظاهروا في شيكاغو خلال احتجاجات مؤتمر الحزب الديمقراطي التاريخية عام 1968، وألقي القبض عليهم في أحداث التظاهرات التاريخية حينها، المشاركة في ائتلاف المسيرة التي تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما ستشارك منظمة كود بينك بالمسيرة، والتي شاركت في عدد من المسيرات ضد الحروب في السنوات الماضية خلال فعاليات المؤتمر الديمقراطي. وقال مسؤولون في "كود بينك"، إن مجموعات من الحركة من مختلف أنحاء البلاد، ستشارك إلى جانب يهود من أجل وقف إطلاق النار وحركة الشباب الفلسطيني وآخرين، في التظاهرات خارج مقر انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي بشيكاغو.

ستُعقد مؤتمرات صحافية خارج مقر مؤتمر الحزب  الديمقراطي لمرشحي الرئاسة المستقلين

وعلى جانب آخر، يشارك مرشحو الرئاسة المستقلون الداعمون لفلسطين في "مؤتمر بديل"، خارج مقر المؤتمر الوطني الديمقراطي، إذ سيشهد يوما 18 و19 أغسطس الحالي، عقد مؤتمرات صحافية لكل من المرشحين المستقلين للانتخابات الرئاسية، البروفيسور كورنيل ويست، وجيل ستاين، وكلاوديا دي لا كروز. ويطالب هؤلاء المرشحون في برامجهم بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كما يعرضون خططهم للانتخابات الرئاسي، المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويتضمن المؤتمر الوطني الديمقراطي خطابات يلقيها ثلاثة رؤساء، هم بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، إلى جانب وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والتي كانت مرشحة الحزب الديمقراطي عام 2016، والتي خسرت أمام ترامب. ومن المقرر أن يلقي بايدن وهيلاري كلينتون خطابيهما، الاثنين المقبل، فيما سيلقي أوباما خطابه يوم الثلاثاء المقبل، وبيل كلينتون يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن يلقي مرشح هاريس لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز، كلمة قبول الترشح ليلة الأربعاء، بينما ستصعد هاريس على المنصة يوم الخمي المقبل، الليلة الأخيرة من المؤتمر، لتقبل الترشح رسمياً لأول مرة، رغم أن الحزب اختارها مرشحة رسمية له، افتراضياً في الأسبوع الأول من الشهر الحالي.