"سي أن أن": واشنطن لا تسعى حالياً إلى إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

08 أكتوبر 2024
علم حزب الله وسط الركام في الضاحية الجنوبية لبيروت، 4 أكتوبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الولايات المتحدة لا تسعى حالياً لإحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتركز على تقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وإيران، مع اعترافها بمحدودية نفوذها.
- بعد اغتيال قادة حزب الله، تواجه الولايات المتحدة تحديات في تحديد الطرف الذي ستتعامل معه، وسط الفراغ السياسي في لبنان منذ أكتوبر 2022.
- إسرائيل تشترط إبعاد حزب الله شمال الليطاني ونزع سلاحه لوقف إطلاق النار، بينما تدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف مؤقت لمدة 21 يوماً لمنح الدبلوماسية فرصة.

قال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي أن أن"، اليوم الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة لا تسعى حالياً إلى إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. وأضاف المسؤولون، الذين لم تكشف الشبكة الأميركية عن هوياتهم، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخشى تحوّل وعد إسرائيل بعملية محدودة في لبنان إلى صراع واسع طويل الأمد.

وبحسب المسؤولين، فإن الولايات المتحدة لا تحاول بشكل نشط إحياء الاتفاق وإنما تعمل على تقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران بدلاً من وقف الأعمال العدائية. وكما حدث في غزة، قال المسؤولون الأميركيون إنّ إسرائيل كانت تخطط في البداية لشنّ هجوم بري أكبر حجماً على لبنان قبل أن تقنعها الولايات المتحدة بتقليص حجمه، ولكنهم يعترفون أيضاً بما تعلّموه على مدى العام الماضي، وهو أنّ نفوذ الولايات المتحدة محدود عندما يتعلّق الأمر بالعمليات العسكرية الإسرائيلية.

من جانبه، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومصدر آخر إنه "ليس من الواضح حتى الآن من هو الطرف الذي ستتعامل معه الولايات المتحدة في أي محادثات لوقف إطلاق النار بعد اغتيال حسن نصر الله وأعضاء آخرين من كبار قادة حزب الله". وبينما أعرب أحد المسؤولين الأميركيين عن أمله في أن تتمكن الحكومة اللبنانية من ممارسة سيطرتها على حزب الله، فإن الدولة اللبنانية تعاني من فراغ سياسي رئاسي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد قال، يوم الجمعة، إنه يعتقد أن الحكومة اللبنانية لديها فرصة مهمة لإثبات "أنها تريد رعاية شعبها"، خاصة بعد اغتيال قادة حزب الله، لكن أحد المسؤولين أشار إلى أن القصف الإسرائيلي على بيروت قد يجعل "من الصعب على حكومة لبنانية فعّالة الخروج من تحت الأنقاض". وأضاف: "ما يحدث في بيروت ليس ما أردناه".

وفي نهاية الشهر الماضي، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ تل أبيب أبلغت عدة دول بعدم موافقتها على وقف إطلاق نار في لبنان. وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" حينها إنّ وزير الخارجية يسرائيل كاتس تحدث بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى عدد من وزراء الخارجية حول العالم، بينهم وزراء خارجية دول تعمل على التوصل إلى تسوية في لبنان، وكانت رسالته واضحة لهم بأنّ إسرائيل لن توافق على وقف لإطلاق النار في لبنان.

ونقل كاتس رسالته هذه إلى أكثر من 25 وزير خارجية، من بينهم وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، ووفقاً له، فإنّ "الطريقة الوحيدة المقبولة من إسرائيل لوقف إطلاق النار هي إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني ونزع سلاحه". وزعم كاتس أنّ "التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان هو وحده الذي سيؤدي إلى وقف إطلاق النار. وطالما لم يحدث ذلك، ستواصل إسرائيل عملياتها لضمان أمن مواطني إسرائيل وعودة سكان الشمال إلى منازلهم".

وقبل ذلك، أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، نداءً مشتركاً لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" لمدة 21 يوماً في لبنان. وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: "لقد عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود".