تسود حالة من الهدوء والترقب في مدينة طفس بريف درعا الغربي، جنوب سورية، بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، وعقد اجتماع جديد بين وجهاء المدينة والنظام للتفاوض حول شروط الأخير، في حين وقع هجوم جديد من مجهولين على ضابط في قوات النظام بريف المحافظة، التي تشهد فلتاناً أمنياً مستمراً.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن حالة من الهدوء والترقب تسود مدينة طفس صباح اليوم، بعد اجتماع عقده وجهاء المدينة أمس الاثنين مع مسؤولين في قوات النظام وأجهزته الأمنية، بهدف بحث مطالب النظام السوري، وتجنيب أهالي المدينة عملية عسكرية.
وأوضح الناشط أن الاجتماع لم يصل إلى نتيجة واضحة، لكن الأمور ما زالت هادئة، في وقت تشهد فيه المدينة حركة نزوح لبعض السكان نحو البلدات الأخرى تخوفاً من وقوع عملية عسكرية عنيفة.
وأشار الناشط إلى أن هدف النظام هو الدخول إلى طفس وتثبيت نقاط له داخل المدينة، وقد جهز قواته لذلك، وجلب تعزيزات عسكرية من بينها مدرعات ودبابات، نافياً ادعاءات النظام بأن العملية في درعا أمنية فقط. وأوضح الناشط أن تثبيت النظام نقاطاً عسكرية داخل طفس يعني خضوع السكان للابتزاز في كل مفاصل حياتهم، إضافة إلى منح المليشيات التابعة للنظام فرصة للدخول إلى المدينة وممارسة انتهاكات بحق السكان.
وفي هذا السياق، قال موقع "درعا 24"، إن الاجتماع أمس تمحور حول نقاط عدة، منها إعادة السكان إلى المناطق التي اقتحمتها قوات النظام دون التعرض لهم، وأن يتعهد أهالي طفس، وعلى وجه الخصوص "عشيرة الزعبي"، بعدم خلق بيئة آمنة للمطلوبين من داخل المدينة ومن خارجها.
وأشار الموقع إلى أن النظام يريد خروج أشخاص، وعلى رأسهم مجموعة محمد قاسم الصبيحي - أبو طارق، ويشدد على أن عليهم إخراج ثلاثة مسلحين مطلوبين من المدينة.
وانتهى الاجتماع بحسب الموقع، دون الوصول إلى نتيجة، خاصة في حلّ نقطة الخلاف المتعلقة بإخراج مسلحين من أبناء المدينة، والوجهة التي من المحتمل إخراجهم إليها.
وكانت مدينة طفس قد شهدت أمس، قصفاً من طائرة مسيّرة بصاروخ على منزل محمد البديوي الزعبي، الواقع في الحي الجنوبي من المدينة، وبحسب موقع "درعا 24" فإن محمد هو شقيق القيادي المحلي خلدون البديوي الزعبي الذي تم اغتياله سابقاً من قبل مجهولين. وسبّب القصف حالة هلع بين السكان، ما دفع بعضهم إلى مغادرة المدينة.
وكانت طفس قد شهدت الأسبوع الماضي، محاولات اقتحام وتقدم من قوات النظام السوري، تخللتها اشتباكات مع مجموعات محلية مسلحة، وتوقفت الاشتباكات عقب هدنة جرى الوصول إليها بوساطة وجهاء محليين.
وفي شأن متصل، قال الناشط محمد الحوراني، إن ضابطاً من قوات النظام برتبة ملازم أصيب بجروح خطيرة إثر هجوم من مجهولين طاوله على طريق المسبح جنوبي مدينة الصنمين، في ريف درعا الشمالي، وذكر أن الضابط مسؤول عن حاجز قوات النظام المتمركز على طريق الصنمين القنية، شمالي درعا.
ويذكر أن درعا تشهد بشكل شبه يومي هجمات مشابهة من مجهولين، تطاول عناصر قوات النظام السوري، وعناصر الفصائل المحلية، ومدنيين بتهمة التعامل مع النظام السوري، وأدت إلى مقتل وجرح المئات.
ويتذرع النظام السوري بحالة الفلتان الأمني، من أجل بسط نفوذه على كامل البلدات والمدن في درعا، وآخرها محاولة الدخول إلى مدينة طفس بذريعة ملاحقة مطلوبين ضالعين في عمليات ضد شرطة النظام.