تعرّضت مواقع لـ"جيش مغاوير الثورة" المدعوم من التحالف الدولي ضد "داعش"، اليوم الاثنين، إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مجهولتي الهوية في قاعدة التنف شرقي سورية، بينما قصف الجيش التركي، فجراً، مجدداً، مناطق تخضع لـ"قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، بعد قصفٍ طاول محيط قواعده شمالاً، تزامناً مع اشتباكات عنيفة بين مليشيات محلية تابعة للنظام في دير الزور.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن طائرتين مسيّرتين مفخختين استهدفتا، صباح اليوم، مواقع لفصيل "جيش مغاوير الثورة" في قاعدة التنف العسكرية بمنطقة التنف، أقصى ريف حمص الشرقي عند الحدود السورية العراقية.
وذكرت المصادر أن إحدى الطائرتين انفجرت بعد استهدافها بالمضادات الأرضية من قبل الفصيل، بينما انفجرت الثانية فوق موقع للفصيل، واقتصرت الأضرار على المادية فقط.
وأكد الفصيل، في بيان نشره على "تويتر"، تعرّض "حامية التنف صباح اليوم لهجوم من قبل طائرات مسيرة معادية مزوّدة بالمتفجرات بهدف قتل جنودنا. واستجاب جنود جيش مغاوير الثورة والقوات الأميركية بشجاعة، ولم يتسبب في وقوع إصابات".
تعرضت حامية #التنف صباح اليوم لهجوم من قبل طائرات مسيرة معادية مزودة بالمتفجرات بهدف قتل جنودنا.
— مغاوير الثورة (@MaghaweirThowra) August 15, 2022
استجاب جنود جيش مغاوير الثورة و #القوات_الأمريكية بشجاعة ، ولم يتسبب في وقوع إصابات.
نقف معًا على أهبة الاستعداد للدفاع عن منطقة ال 55كم والقتال من أجل #سورية حرة.#اقوياءمعا pic.twitter.com/S1zvFIF04l
وأضاف البيان: "نقف معاً على أهبة الاستعداد للدفاع عن منطقة الـ55 كيلومترا والقتال من أجل سورية حرة".
وكانت مواقع الفصيل قد تعرضت سابقاً لقصف من طائرات مسيرة، واتهمت روسيا والنظام بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وفي 15 يونيو/حزيران الماضي، تعرّضت مقار لـ"جيش مغاوير الثورة" إلى قصف جوي في منطقة 55 كيلومترا في التنف.
تجدّد القصف على خطوط التماس
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأن الجيش التركي قصف بالمدفعية الثقيلة، فجر اليوم، مناطق في قرى وبلدات بينة وتل المضيق وسد الشهباء وتل عنب وزيوان وشعالة في ريف حلب الشمالي.
ولفتت المصادر إلى أن القصف جاء بعد سقوط عدة قذائف في محيط قاعدتين للجيش التركي بمنطقة دابق وأخترين بريف حلب، مصدرها مناطق سيطرة "قسد".
ولم يتبيّن سقوط خسائر بشرية لدى الطرفين، بحسب المصادر، التي أكدت أن القصف من مناطق "قسد" استهدف، خلال الساعات الماضية، 4 قواعد تركية في ريف حلب في قرى دابق وحزوان وتويس وأخترين، ضمن منطقة عمليات درع الفرات.
في المقابل، نفى قائد "قسد" مظلوم عبدي، أمس الأحد، في تصريحات إعلامية لقناة "الحرة"، استهداف القواعد التركية أو تنفيذ عمليات ضدها، مشيراً إلى أن "قسد" ترد على القصف التركي ولا تنفذ عمليات ضد الجيش التركي.
كذلك، ذكرت مصادر مقربة من "قسد" أن قصفاً للجيش التركي طاول مواقع ومناطق مشتركة السيطرة بين "قسد" والجيش التركي في محور الطريق الدولي بناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنه.
وكان القصف التركي المدفعي والجوي قد أسفر، خلال الأسابيع الماضية، عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر "قسد" بينهم قياديون.
وتحدثت المصادر أيضاً عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين على الحدود التركية السورية، جراء إطلاق نار من حرس الحدود التركي خلال محاولتهم عبور الشريط بطريقة غير شرعية، مبيناً أن هؤلاء الأشخاص جاؤوا من مناطق سيطرة "قسد" في ريف الحسكة.
مناطق النظام
توازياً، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة بين مليشيات تتبع للنظام السوري في بلدة العشارة بريف دير الزور الشرقي. وأشارت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاشتباكات كانت بين مليشيات "الدفاع الوطني" و"أسود الشرقية" بالقرب من مستشفى الحكمة.
وبيّنت أن الاشتباكات جاءت على خلفية خلاف على تهريب المحروقات. وكانت اشتباكات مماثلة قد اندلعت قبل أيام بين مجموعات من مليشيات "الدفاع الوطني" و"قاطرجي"، إثر خلاف على نقل المحروقات من مناطق "قسد" إلى مناطق النظام.
وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات التي تحدث تعود إلى صراع بين رجال أعمال متنفذين في النظام السوري، وعلى رأسهم حمشو وقاطرجي اللذان يتنافسان على طرق تهريب النفط. ويدعمان قيادات عسكرية في مليشيات النظام المحلية، من بينهم مدلول العزيز ومهنا الفياض وفراس العراقية، وهم من يسيطرون على معابر التهريب في قرى وبلدات الزباري وموحسن وبقرص والعشارة.
"انتحار" مدير بلدية جبلة
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، اليوم الإثنين، عن انتحار مدير بلدية مدينة جبلة الساحلية. وقالت في بيان: "...في الساعة التاسعة صباحاً من تاريخ 2022/8/15، تم إعلام شرطة منطقة جبلة في اللاذقية أن المدعو (لؤي يوسف)، مدير بلدية جبلة، عثر على جثته منتحراً ضمن مكتبه بواسطة مسدس حربي".
وأضاف البيان: "على الفور، توجهت دوريات من شرطة منطقة جبلة وقسم الأدلة الجنائية وحضرت هيئة الكشف الطبي والقضائي إلى المكان، وتبين أن سبب وفاة المذكور ناجم عن طلق ناري بالفم نافذ من الرأس".
وذكر البيان أنه "تم نقل الجثة إلى مشفى جبلة الوطني، وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادثة".
ونشرت صفحة "شبكة بيت ياشوط 24" على مواقع التواصل بيان نعوة لمدير جبلة قالت فيه إن الأخير توفي اليوم، من دون الإشارة إلى حادثة الانتحار.