سورية: مقتل 4 أطفال في ريف حماة وإيران تعزز قواتها في حمص

22 أكتوبر 2023
انفجار ضخم في إدلب بعد استهدافها من قبل الطيران الحربي (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

قُتل أربعة أطفال، اليوم الأحد، جرّاء قصف مدفعي لقوات النظام السوري على قرية القرقور غرب حماة، شمال غرب سورية، ويأتي ذلك في ظل تجديد قوات النظام قصف مناطق في ريفي إدلب وحلب، بعد يوم من غارات روسية كثيفة على المنطقة.

واستهدفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأحد، بالمدفعية والصواريخ عدة قرى وبلدات في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي، من دون التبليغ عن إصابات.

وكانت الطائرات الحربية الروسية قد شنت، أمس السبت، غارات جوية على محيط بلدة الشيخ يوسف وقرية القنيطرة بريف إدلب الغربي، مخلفة أضراراً مادية في الممتلكات الخاصة والعامة، ما تسبب في نزوح عشرات العائلات من المنطقتين والمخيمات المحيطة بها إلى مناطق بعيدة عن القصف.

وقال "الدفاع المدني السوري/ الخوذ البيضاء" إن مدنياً أصيب بجروح ورضوض بعد انهيار جدار منزله، إثر غارة جوية للطائرات الحربية الروسية استهدفت، فجر اليوم، قرية الشيخ سنديان في ريف إدلب الغربي، فيما استهدف قصف جوي مماثل قرية غانية في الريف نفسه.

هجمات على النظام في درعا

وفي جنوب البلاد، قُتل ضابط برتبة ملازم أول وأصيب ثلاثة عناصر، في استهداف سيارة عسكرية تتبع لقسم المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري بعبوة ناسفة، بالقرب من جسر نامر على طريق دمشق - درعا زرعها مجهولون على جانب الطريق.

وقال "تجمع أحرار حوران" إن انتشاراً مكثفاً لقوات النظام على الطريق الدولي أعقب الانفجار، مضيفاً أن الدورية المستهدفة مسؤولة عن انتهاكات كبيرة بحق المدنيين في الريف الشرقي، مشيراً إلى الارتفاع الملحوظ في عمليات الاستهداف التي تطاول الدوريات الأمنية التابعة لأجهزة النظام في محافظة درعا بسبب انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين.

"داعش" يكثف هجماته

وقُتل عنصران من قوات النظام وأصيب آخرون جراء هجوم شنه مجهولون على نقطة عسكرية للفرقة 17 التابعة للنظام، في بادية بلدة الخريطة غرب ديرالزور، شرق سورية.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن هجوماً آخر بعبوة ناسفة تسبب في مقتل القيادية في "قسد" سوزدار شامي واثنين من مرافقيها على طريق الحسكة - الهول، وأوضح أن العبوة التي يعتقد أن عناصر من تنظيم "داعش" قاموا بزرعها، انفجرت في سيارة القيادية ومرافقيها.

وتثير هذه الهجمات مخاوف من إعادة تنظيم داعش هجماته في المنطقة، وكان عناصر من التنظيم هاجموا في الأيام الأخيرة قوات النظام جنوبي منطقة السخنة وشمالها الغربي في البادية السورية، وتمكنوا من السيطرة على عدة مواقع تابعة لها، واستولوا على ذخائر وأسلحة قبل انسحابهم، بالتزامن مع وصول مؤازرات من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني.

ورأى الناشط أبو محمد التدمري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هذا الانبعاث لتنظيم داعش في هذا الوقت ربما يكون مرتبطاً بالتطورات في سورية والمنطقة، خاصة الحراك الشعبي في السويداء والحرب على غزة، بغية شد انتباه حاضنته الشعبية والمجتمع الدولي إلى أن النظام ما زال يحارب الإرهاب، متوقعاً "زيادة في هجمات تنظيم داعش خلال الفترة المقبلة، والتي من غير المستبعد أن تكون بتسهيل من النظام نفسه".

تعزيزات إيرانية إلى وسط سورية 

وفي سياق آخر، ذكرت مواقع سورية محلية، منها "نورث برس"، أن الحرس الثوري الإيراني أخلى، أمس السبت، عدة مقار له في ريف دير الزور الشرقي ودفع بها بالإضافة إلى تعزيزات أخرى، جاءت من الأراضي العراقية، نحو مدينة حمص وسط سورية.

وأوضح موقع "نورث برس" أنه تم إخلاء مقرين في حي الجمعيات ببلدة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ومقر ثالث في حي الفيحاء في البلدة ذاتها، ومقرين في بلدة القورية والميادين بريف دير الزور الشرقي.

وأضاف الموقع أنه تم نقل العناصر بسيارات وزي مدني، خوفاً من استهدافهم بالطيران، إلى مقر تابع للحرس الثوري في حي بور سعيد بدير الزور لتصل بعدها تعزيزات إضافية قادمة من الأراضي العراقية ويتم نقلهم ضمن دفعات إلى حمص وسط سورية، لافتاً إلى أن مناطق غربي الفرات تشهد تحركات "حذرة" وسط استنفار بين قيادات الصف الأول من الحرس الثوري والفصائل الموالية لإيران.

وقالت شبكة "نهر ميديا" إن قائد الحرس الثوري الإيراني في شرق سورية، الحاج "كميل"، تفقد برفقة ضابط إيراني مواقع ومقار تابعة لمليشيات مدعومة من إيران في أرياف دير الزور، وأشارت إلى أن الضابط الإيراني وصل إلى دير الزور سرّاً قادماً من دمشق قبل يومين. 

وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني زار سورية الشهر الماضي وشارك في مناورات عسكرية مشتركة، والتقى عدداً من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية الرسمية، إضافة إلى شخصيات شعبية في دمشق، وزار عدداً من الجبهات والمحاور الحساسة.

وكانت بعض القواعد الأميركية في سورية قد تعرضت في الأيام الأخيرة لهجمات مجهولة، يعتقد أن مليشيات تدعمها إيران تقف خلفها، شملت قصفاً صاروخياً على قاعدتي حقل العمر النفطي، ومعمل "غاز كونيكو" بريف دير الزور شرقي سورية، إضافة إلى استهداف خط الغاز الواصل بين معمل "كونيكو" وبادية أبو خشب بريف دير الزور شمال شرقي سورية بمواد متفجرة.  

وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، الموجود في ريف دير الزور، لـ"العربي الجديد" إن القوات الأميركية تراقب تحركات المليشيات الإيرانية في شرق سورية وتجري تدريبات على إمكانية التصعيد في المنطقة، لكن من غير المتوقع أن تحاول القوات الأميركية في هذه المرحلة الدخول في مواجهة شاملة مع المليشيات الإيرانية، وإن "كانت في فترات سابقة تحاول تهيئة الأجواء لمثل هذه المواجهة، من خلال محاولة اعداد قوى وفصائل محلية لتكون رأس الحربة برياً، ويقدم لها التحالف الدعم الجوي".

واعتبر البوكمالي أن الطرفين لا يرغبان في الدخول بمواجهة حقيقية في هذه المرحلة، حيث تخشى إيران أن يتم القضاء نهائياً على مليشياتها هناك بالقصف الجوي، ويتم تالياً قطع طريق الإمداد في شرق الفرات بالتوازي مع قطع طريق الامداد الجوي عبر القصف المتكرر لمطاري حلب ودمشق.

وتأتي التحركات الإيرانية في الوقت الذي قُتل فيه عامل سوري وأصيب آخر، فجر اليوم الأحد، إثر هجوم إسرائيلي على مطاري دمشق وحلب الدوليين، ما أدى إلى إغلاقهما وتحويل الرحلات الجوية إلى مطار اللاذقية.

وذكرت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" أن إسرائيل هاجمت مطاري دمشق وحلب الدوليين، في وقت مبكر من صباح الأحد، برشقات من الصواريخ أطلقت من البحر الأبيض المتوسط غربي اللاذقية ومن اتجاه الجولان السوري، ما تسبب في مقتل عامل مدني وإصابة آخر في مطار دمشق، كما تسبب الهجوم في إلحاق أضرار بمهابط المطارين، ما أدى إلى خروجهما من الخدمة وتحويل الرحلات إلى مطار اللاذقية.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر خاصة أن الهدف من توجيه ضربات للمطارات هو تعطيل خطوط الإمداد الإيرانية إلى سورية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القصف الإسرائيلي لم يستهدف أي أسلحة في المطارين، ولم يصل للمطارين شحنات من الأسلحة تابعة للمليشيات الإيرانية كما كان الأمر عليه في المرات السابقة.

وأحصى المرصد 39 استهدافاً إسرائيلياً للأراضي السورية منذ مطلع العام الجاري، منها 29 جوية و10 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 84 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

مظاهرات السويداء

وفي شأن آخر، شهدت ساحة الكرامة في السويداء، اليوم الأحد، خطوبة الشاب منيف رشيد بمشاركة عدد من المحتجين والمحتجات، في مشهد لم يكن الأول في ساحات التظاهر وكجزء من فعاليات المظاهرة، حيث شهدت الساحة قبل أسابيع زفاف الشابين حمد وآية الصحناوي، .

وكانت قرية طربا شهدت، مساء أمس السبت، وقفة احتجاجية طالب فيها المتظاهرين بتطبيق القرار الأممي 2254، وفي بلدة قنوات أعاد المحتجون للمرة الثانية إغلاق فرقة حزب البعث وجرد محتوياتها وارسالها لأمين الفرقة بعد أن أعاد البعثيون فتحها.

وشهدت ساحة الكرامة توافد العشرات من المحتجين اليوم إلى ساحة الكرامة في ازدياد ملحوظ للزخم الشعبي، في الوقت الذي تحاول السلطات الدعوة إلى مسيرات مؤيدة للسلطة بذريعة التضامن مع غزة والتي لم تحصد حتى اليوم إلا بضع موظفين، فيما يرفض موظفون كثر الخروج بهذه المسيرات.

كما بدأ الحراك في السويداء بالتوازي مع التظاهرات بفرز أجسام سياسية وتكتلات اجتماعية يدعي مؤسسوها وأعضاءها أنها داعمة للحراك والعمل الوطني على كافة الساحة السورية، الأمر الذي شكل جدلاً في الشارع بين مؤيد للحالة ومعارض لها.

وفي هذا السياق، يرى الناشط الإعلامي علي الحسين أن انبثاق أجسام سياسية وتكتلات وتيارات اجتماعية أمر صحي وطبيعي، معتبراً أن مستقبل استمرار الحراك متوقف على خطوات موازية للتظاهر ومكملة لها.

فيما ترى الناشطة الحقوقية سلام عباس (اسم مستعار) أنه يجب الإسراع في إطلاق مشاريع سياسية وطنية وتصديرها تداركا للوقت، لأن النظام السوري نظام يعمل بطريقة الهجمات الاستباقية لإضفاء صفات الانفصال والتخوين للحراك الوطني في السويداء، ولإحباط مساعي هذا النظام بات من اللازم حرق ورقته الأخيرة في تخزين الحراك وتجييش المواطنين عليه ليبقى متفرداً بالسلطة.

وتضيف عباس "هذا النظام الذي فشلت معه كل الحلول العسكرية لن يجدي معه نفعاً إلا شيئان أولهما خسارته الرهان على الوقت والآخر انبثاق مشاريع وطنية مضادة لفكره القمعي وخصوصاً أن الحراك أثبت أن أعداد المصطفين لجانب النظام باتوا قلائل بشكل كبير".

مسيرة تستهدف سيارة بالقامشلي

إلى ذلك، قُتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، اليوم الأحد، إثر قصف طائرة مسيرة يُعتقد أنها تركية لسيارة في مدينة القامشلي بريف الحسكة شمال شرقي سورية.

وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن طائرة مسيرة قصفت سيارة على طريق الكورنيش وسط مدينة القامشلي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم امرأة، ولم تُعرف هوياتهم بعد، مضيفا أن قوى الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية (أساييش) فرضت طوقاً أمنياً حول السيارة المستهدفة ولم تسمح لأحد بالاقتراب منها.

من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن من بين القتلى عنصرين من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فيما لم تصدر قوى الأمن الداخلي حتى اللحظة أي تعليق حول الحادثة.

وكان أربعة من قيادات "قسد" قُتلوا، مطلع أغسطس/ آب الماضي، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية لسيارتين على طريق القامشلي- عامودا بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرق سورية.

وفي سياق منفصل، أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، اليوم الأحد، أنها سلمت جمهورية قيرغيزستان 83 شخصاً، منهم 62 طفلا و21 امرأة، من عائلات عناصر تنظيم "داعش".

المساهمون