سورية: مقتل قيادي وعناصر من "قسد" بهجمات متفرقة

15 يونيو 2024
آلية لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، دير الزور 4 سبتمبر 2023 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت سوريا هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري في ريف حلب ودير الزور وحمص، نتيجة لغارات تركية وهجمات مقاتلي العشائر العربية.
- وزارة الدفاع التركية أعلنت مقتل 17 من حزب العمال الكردستاني، مع استمرار التوترات والعمليات العسكرية في المنطقة، مما يعكس استمرار الصراع بين القوى المختلفة.
- قوات النظام السوري تواصل حملتها في البادية بدعم روسي دون نتائج ملموسة، وسط تكبدها خسائر ومصادرة كميات من حبوب الكبتاغون المخدرة، مع اتهامات للقوات الأمريكية بتسهيل تهريب المخدرات.

قُتل عدة عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بينهم قيادي، اليوم السبت، بهجمات متفرقة نفذتها طائرة مُسيّرة تركية ومقاتلو العشائر العربية في ريف حلب الشرقي وريف دير الزور الشرقي، فيما قُتل ضباط وعناصر من قوات النظام السوري بهجمات أخرى، جراء استهداف مواقع لهم في ريف حمص الشرقي، ضمن البادية السورية. وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية في حديث لـ "العربي الجديد" إن قيادياً من قوات "قسد" وعنصرين اثنين على الأقل قُتلوا، السبت، جراء غارة بصواريخ موجهة نفذتها طائرة مُسيرة تركية استهدفت موقعاً عسكرياً في قرية خراب عشك جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.

إلى ذلك، نفذ مقاتلو العشائر العربية، اليوم السبت، هجوماً استهدف سيارة عسكرية تابعة لـ"قسد" على طريق بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة آخرين بجروح خطيرة، كما قُتل عنصر من "قسد" جراء هجوم آخر نفذه مقاتلو العشائر العربية استهدف صباح اليوم حاجز مفرق الرغيب بالقرب من بلدة ذيبان شرقي محافظة دير الزور، شرقي البلاد.

مقتل 17 عنصرا من تنظيم حزب العمال الكردستاني

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم السبت، مقتل 17 عنصرا من تنظيم حزب العمال الكردستاني شمالي سورية والعراق. وقالت الوزارة في بيان، إن الجيش التركي قتل تسعة عناصر من التنظيم (قوات قسد) في منطقتي عمليتي "درع الفرات" و"نبع السلام" شمالي سورية، إضافة إلى ثمانية عناصر من التنظيم في هاكورك ومنطقة عمليات "المخلب القفل" شمالي العراق.
وفي السياق، قتل عنصر من قوات قسد برصاص مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم داعش على حاجز الرغيب في بلدة حوايج ذيبان في ريف دير الزور الشرقي. وقال الناشط محمود الخلف لـ"العربي الجديد"، إن القتيل ينحدر من بلدة جديد بكارة، وجاء استهدافه بعد ساعات من مهاجمة عناصر التنظيم سيارة قيادي في مجلس هجين العسكري ضمن قيادة قوات قسد، على أطراف بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، ما أدى لإصابة القيادي ومقتل اثنين من مرافقيه.

روسيا تعلن مهاجمة أهداف قرب قاعدة التنف  

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف مجموعات مسلحة قالت إنها خرجت من قاعدة التنف التي تتمركز فيها قوات أميركية على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية. وقالت الوزارة إن سلاحها الجوي قصف أربعة مواقع عسكرية لمن وصفهم بـ"متشددين" خرجوا من قاعدة التنف في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن الجنرال يوري بوبوف نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة قوله مساء أمس الجمعة، إن القوات الجوية الروسية نفذت ضربات ضد أربعة مخابئ يستخدمها "مسلحون غادروا منطقة التنف، ولجأوا إلى مناطق يصعب الوصول إليها في سلسلة جبال العمور في محافظة حمص". 

وأضاف المتحدث أن طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة "انتهكت الأجواء السورية في منطقة التنف 14 مرة منذ يوم الخميس الماضي، وارتكبت الخروقات طائرات مقاتلة من طراز إف 15 ورافال وتايفون، إضافة إلى طائرات هجومية من طراز إيه 10 ثاندربولت"، غير أن قوات التحالف المتمركزة في التنف، وفصيل "جيش سورية الحرة" المدعوم من التحالف والمتمركز في المنطقة، لم يعلنا عن تعرض المنطقة أو محيطها لأي ضربات جوية.

النظام السوري يواصل حملته في البادية

في غضون ذلك، تواصل قوات النظام السوري، بمشاركة العديد من وحداتها العسكرية، والمليشيات الموالية، حملتها الكبيرة في البادية السورية التي بدأت في الخامس من الشهر الجاري، من دون تحقيق نتائج تذكر وفق المعطيات المتوفرة، بل أسفرت عن تكبد هذه القوات خسائر كبيرة حتى الآن. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له اليوم، أن قوات النظام تعمل على قطع الطرقات والممرات وتدمير كهوف ومغاور يُعتقد أن عناصر تنظيم داعش يستخدمونها للتخفي وشن هجماتهم ضد قوات النظام. ويشارك في عمليات التمشيط كل من لواء القدس والفرق العسكرية (11 و18 و25) في بادية الرصافة بريف الرقة، وبادية دير الزور، وبادية تدمر والسخنة وصولاً إلى التنف في ريف حمص الشرقي. ووفق المرصد، فان الطائرات الحربية الروسية التي تؤازر قوات النظام شنت منذ بدء الحملة نحو 70 غارة جوية، على مواقع متعددة في البادية السورية.

في المقابل، يواصل عناصر التنظيم شنّ هجمات مباغتة وتفجير ألغام ونصب كمائن ضد القوات المنتشرة في البادية السورية، ما سبب وقوع خسائر كبيرة في صفوفها. ووثق المرصد عشر هجمات شنّها عناصر التنظيم منذ الخامس من الشهر الجاري في مناطق متفرقة من البادية السورية، أسفرت عن مقتل 46 شخصاً، منهم 38 من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وستة من المدنيين، واثنان من التنظيم. كما شنّ التنظيم هجوماً على بلدة تقع ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية غربي دير الزور أسفرت عن مقتل أربعة من الفرقة الرابعة، وهجوماً آخر بريف حلب أسفر عن مقتل ضابطين من قوات النظام.

ضبط مخدرات في البادية

إلى ذلك، اتهم النظام السوري القوات الأميركية المتمركز في قاعدة التنف بتسهيل عمليات تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة نحو الأراضي الأردنية. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام اليوم السبت، أن "الجهات المختصة في تدمر شرقي حمص، ضبطت كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة كانت معدة للتهريب إلى الخارج". وأضافت أن "التنظيمات الإرهابية في البادية السورية كانت تعمل على تهريب شحنة المخدرات إلى إحدى الدول المجاورة"، دون ذكرها، فيما يعتقد أن الأردن هو المقصود. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إنه "من خلال المتابعة الأمنية والرصد الدقيق لتحركات الإرهابيين في منطقة البادية تمت مصادرة كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة أثناء محاولة تهريبها عبر منطقة التنف إلى إحدى دول الجوار، بالتنسيق مع مجموعات إرهابية أخرى في منطقة الـ55 التي تحتلها القوات الأميركية".