سورية: مقتل خمسة مدنيين بينهم أطفال بغارات روسية غربي إدلب

08 سبتمبر 2022
مشهد من القصف الروسي الذي طاول قرية حفسرجة بريف إدلب الغربي (فرانس برس)
+ الخط -

قتل خمسة مدنيين وأصيب نحو عشرة آخرين، اليوم الخميس، إثر تنفيذ الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية مستهدفة طريق سهل الروج والأطراف الغربية من مدينة إدلب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ خمس طائرات حربية روسية من طراز "سوخوي - 34" نفذت 13 غارة جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، وصواريخ أخرى تحتوي على قنابل عنقودية على محيط قرى حفسرجة، وتل الغفر، والشيخ يوسف، وتل زحان، وتل سحال، بريف إدلب الغربي، استهدف من خلالها منزل سكني ومناشر لنحت الحجر، ومزارعون يعملون في أراضيهم.

وأكدت المصادر مقتل مدنيين اثنين (أب وابنه) نازحين من قرية الدانا بريف معرة النعمان، جنوبي محافظة إدلب، يعملان في مناشر الحجر، وثلاثة آخرين، فيما جرح 14 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال.

وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الحربية الروسية لا تزال تُحلق في أجواء المنطقة، في ظل رصد طائرات الاستطلاع الروسية كافة "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، الأمر الذي يُعيق عمل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) خشية تنفيذ غارات مزدوجة وارتكاب مجازر بحقهم، في ظل قصف مدفعي وصاروخي يستهدف قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومناطق ريف حلب الغربي.

"الجيش الوطني" يستهدف غرفة عمليات مشتركة لـ"قسد"

من جهة أخرى، تمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض، والحليف لتركيا، من تدمير غرفة عمليات عسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إثر استهدافها بالصواريخ على جبهة قرية حربل القريبة من مدينة مارع، شمالي محافظة حلب، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى.

ويأتي الاستهداف رداً على مقتل عنصرين من فصيل "فرقة المعتصم" المنضوي ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، وذلك إثر استهداف مجموعات "قسد"، ليل الأربعاء- الخميس، نقطة عسكرية للفرقة على جبهة مدينة مارع الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شمالي محافظة حلب، شمال سورية.

هجوم "داعش" على أحد عناصر "الأسايش" في مخيم الهول

من جهة أخرى، تعرضت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) لهجوم من قبل عنصر تابع لتنظيم "داعش"، أثناء العملية الأمنية المستمرة لليوم الرابع عشر على التوالي في مخيم الهول.

وقالت "الأسايش" في بيانٍ، إنه "بعد الحصول على معلومات تؤكد محاولة بعض عناصر (داعش) في مخيم الهول للهرب، قامت قواتنا بمساندة (قوات سورية الديمقراطية) و(وحدات حماية المرأة) بعملية خاصة في القطاع الخامس من مخيم الهول الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة البارحة".

وأضافت: "خلال العملية الخاصة تعرضت قواتنا للهجوم من قبل عناصر الخلايا، حيث تم الرد على الهجوم الذي نتج عنه مقتل عنصر من خلايا (داعش) كان يرتدي زي امرأة ويحاول الهروب خارج المخيم"، موضحةً أنه "تم إلقاء القبض على 6 عناصر من خلايا التنظيم، بينهم امرأتان، وضبطت بحوزتهما سلاحين من نوع AK-47 وحزام ناسف".

شرطة النظام العسكرية تعتقل 10 شبان في درعا

في سياق منفصل، اعتقلت الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري، اليوم الخميس، عشرة شبان، إثر حملة اعتقالات نفذتها بالقرب من دوار البانوراما في درعا المحطة بريف محافظة درعا الأوسط، جنوبي البلاد، فيما لفت "تجمع أحرار حوران" إلى أن جميع الشبان المعتقلين هم من المُتخلفين عن الخدمة الإلزامية.

وأشار التجمع إلى أن أهالي درعا البلد أغلقوا العديد من الطرقات وأضرموا النار بالإطارات، محاصرين عدداً من حواجز النظام العسكرية في المنطقة، احتجاجاً على اعتقال الشرطة العسكرية عدة شبان من أبناء المنطقة.

محاولة اغتيال في درعا

في غضون ذلك، نجا موفق بهجات المصري من محاولة اغتيال، اليوم الخميس، إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارته في بلدة المتاعية، شرقي محافظة درعا.

ولفت "تجمع أحرار حوران" إلى أن المصري كان عنصراً في إحدى فصائل "الجيش الحر" قبيل سيطرة النظام على المحافظة في منتصف 2018، وانضمامه بعدها لمجموعة محلية تابعة لـ"فرع الأمن العسكري".

وكان فادي ماجد السعد قد قُتل، مساء الأربعاء، برصاص مجهولين أمام أحد المحال التجارية في بلدة المزيريب، غربي درعا، حيث يعتبر السعد من أبناء الجولان النازحين، وهو عنصر سابق في "الجيش الحر"، وعقب التسوية لم ينضم لأي من تشكيلات النظام العسكرية.

هجوم لـ"داعش" يوقع قتلى من "فاطميون" في بادية حمص

نفذت خلايا تنظيم "داعش" هجوماً، خلال الساعات الماضية، استهدف رتلاً عسكرياً لمليشيا "لواء فاطميون" (الأفغانية) المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي وسط سورية، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف عناصر المليشيا، بالتزامن مع تنفيذ غارات جوية روسية على مغاور يتخذها التنظيم أوكاراً له في بادية الرصافة بريف محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر مُطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ خلايا تنظيم "داعش" هاجمت بالأسلحة المتوسطة، ليل الأربعاء-الخميس، رتلاً عسكرياً لمليشيا "لواء فاطميون" (الأفغانية) شرقي مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من المليشيا، وجرح عناصر آخرين، وإعطاب سيارتين من نوع "بيك آب" مزودتين برشاشات متوسطة من عيار "14.5". في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الروسية، خلال الـ48 ساعة الماضية، نحو 13 غارة جوية، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها كهوفاً ومغاور تتخذها خلايا التنظيم أوكاراً لها في بادية الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر في صفوف التنظيم. من جهة أخرى، استهدفت القوات التركية، ليل الأربعاء-الخميس، مواقع ومقرات عسكرية تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قرى تل شنان، والدردارة، وتل جمعة، والعبوش، وتل طويل، بالإضافة إلى قصف مدفعي مماثل طاول محيط القاعدة الروسية بريف بلدة تل تمر، شمالي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، في بيانٍ لها، أنّ القوات المُسلحة التركية تمكنت من "تحييد 5 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG) الذين أطلقوا نيران مضايقة في منطقتي درع الفرات ونبع السلام في شمال سورية". وكانت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية قد أخلت، خلال الساعات الفائتة، قافلة مساعدات عسكرية ضمت نحو 50 آلية تحمل أسلحة ثقيلة، من دبابات وعربات مدرعة (ناقلات جند)، وجسور إسمنتية، وصهاريج وقود، وتوزعت على قواعد التحالف العسكرية في رميلان، والشدادي، وتل بيدر، شمالي محافظة الحسكة. في سياق منفصل، قصفت قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتديل، ومكلبيس، وبلنتا، بريف حلب الغربي، وكنصفرة، وبينين، والرويحة، والبارة، وفليفل، والفطيرة، وسفوهن، وكفر عويد، في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والسرمانية في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة. وردت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" على الخروقات، واستهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام في قرية الدار الكبيرة، وقرية حنتوتين بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى مواقع أخرى في بلدة بسراطون بريف حلب الغربي، مُعلنين تحقيق إصابات مباشرة نتيجة الاستهدافات.

توثيق مقتل 280 عنصراً من "جيش التحرير" الفلسطيني في سورية

وثّقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" في تقرير أصدرته اليوم الخميس، مقتل 280 عنصراً من مرتبات "جيش التحرير" الفلسطيني، منذ عام 2011، معظمهم سقطوا في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.

وأوضح التقرير الذي أصدرته المجموعة التي تعنى بشؤون فلسطينيي سورية أن معظم العناصر قتلوا إثر الأعمال العسكرية في ريف دمشق، جنوبي سورية، إلى جانب قوات النظام. ومن أبرز المناطق التي قتلوا فيها، بحسب التقرير، تل كردي في ريف دمشق الواقعة بين مدينتي دوما وعدرا، إضافة إلى تل صوان القريبة من تل كردي ومحافظة السويداء جنوبي البلاد.

وأضاف، أن 15 عنصراً من جيش التحرير، قضوا بعد انشقاقهم، خلال مشاركتهم القتال ضد قوات النظام السوري، إضافة إلى مقتل عدد منهم تحت التعذيب في السجون السورية.

كما أشار التقرير إلى أن 17 عنصراً آخرين اعتقلوا وفقدوا منذ بداية الثورة عام 2011، ورصد أسر واعتقال ضباط ومجندين من قبل المعارضة السورية المسلحة أثناء القتال إلى جانب قوات النظام.

وبحسب التقرير، فإن النظام السوري اللاجئين الفلسطينيين في سورية على الخدمة العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني، ويتعرض كل من يتخلف عن الالتحاق به للملاحقة والسجن، الأمر الذي دفع آلاف الشباب للهجرة خارج البلاد.

ويعدُّ جيش التحرير الفلسطيني المؤسسة العسكرية النظامية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد تأسس عام 1964 بقرار مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في القاهرة يوم 13 يناير / كانون الثاني 1964، لبحث التدابير التي يجب اتخاذها لمواجهة المشروع الصهيوني.

وبحسب إحصائيات المجموعة، فقد قُتل 4002 من اللاجئين الفلسطينيين السوريين، منذ مارس/ آذار 2011، أكثر من 60 بالمئة منهم من المدنيين.

وتصدر مخيم اليرموك في دمشق القائمة العامة للقتلى، حيث تم توثيق 1457 ضحية من أبنائه، بسبب ما تعرض له من حصار ودمار ومحاولات لاستعادة السيطرة عليه من قبل النظام، تلاه مخيم درعا جنوبي سورية بـ266.

وجاء في المرتبة الثالثة مخيم خان الشيح بريف دمشق بمقتل 203 من أبنائه، ثم مخيم النيرب في حلب بـ181، ثم مخيم الحسينية وسقط من أبنائه 124، فيما تم توثيق 188 غير معروفي السكن.

وأشارت إلى أنّ 1215 لاجئاً قضوا بسبب القصف، و1083 بسبب طلق ناري، فيما يأتي التعذيب حتى الموت في المعتقلات السورية في المرتبة الثالثة، حيث وثقت المجموعة مقتل 608 بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، بينما سقط الباقون لأسباب متعددة أخرى كالتفجيرات والإعدامات الميدانية والغرق أثناء محاولات الوصول إلى أوروبا.

المساهمون