شهدت مناطق شرق الفرات في سورية، اليوم السبت، مظاهرات جديدة احتجاجاً على ممارسات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وخاصة في ما يتصل بالتجنيد الإلزامي في صفوفها، فيما عاد الهدوء الى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة بعد احتواء التوتر بين "قسد" وقوات النظام السوري.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عشرات الأهالي والمقيمين في بلدة أبو حمام، بريف دير الزور الشرقي، شاركوا في مظاهرة اليوم مطالبين قوات "قسد" بإلغاء التجنيد الإلزامي ومحاربة الفساد ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية التابعة للمليشيا، كما طالب المحتجون بدعم القطاعين الخدمي والصحي والإفراج عن المعتقلين.
وكانت منطقة العزبة بريف دير الزور شهدت، أمس الجمعة، مظاهرة حاشدة للأهالي وبمشاركة أبناء القُرى السبع الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لها، إذ عمد المتظاهرون إلى قطع طريق دير الزور – الحسكة بالإطارات المشتعلة تعبيراً عن رفضهم لسياسة "قسد" من خلال فرضها التجنيد الإلزامي، وحرق الدراجات النارية لمن يخرقون حظر التجول المفروض للحد من وباء كورونا.
وفي السياق، اعتقلت قوات "قسد" عشرات المعلمين خلال حملة أمنية في جنوب محافظة الحسكة، بهدف تجنيدهم في صفوفها بشكل إجباري.
وذكرت شبكة "الخابور" المحلية أنه جرى، خلال هذه الحملة، اعتقال أكثر من 30 معلماً في مدينة الشدادي وبلدة مركدة، جنوبي المحافظة، لتجنيدهم في صفوفها بشكل إجباري، مشيرة إلى أن "هيئة التربية والتعليم" التابعة للإدارة الذاتية فصلت عشرات المعلمين من وظائفهم، بسبب عدم استجابتهم لطلب الالتحاق بصفوف المليشيات لتأدية الخدمة الإجبارية التي تفرضها.
إلى ذلك، قُتل عنصران من "قسد" في هجوم مسلح استهدف سيارة عسكرية بمنطقة عايد غرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، فيما أُصيب ثالث جراء انفجار لغم أرضي في محيط مدينة عين عيسى شمال الرقة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر كردية سورية، اليوم السبت، عودة الهدوء إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، بعد إتمام عملية التبادل للمعتقلين بين قوات النظام وقوات "قسد".
ونقل موقع "باسنيوز"، عن مصادر لم يسمها، إن "قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية أطلقت سراح ضابط و13 عنصراً من عناصر النظام السوري، اعتقلهم خلال الأيام الماضية، فيما أطلقت قوات النظام سراح قيادي في "قسد"، وذلك بعد اتفاق بين الجانبين تم توقيعه في مطار القامشلي، وذلك بهدف تهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار إلى المدينة.
وشهدت مدينة القامشلي منذ يوم الأحد الماضي توتراً بين القوى الأمنية التابعة لإدارة "قسد" وقوات النظام، على خلفية اعتقالات متبادلة بين الطرفين حصلت رغم التنسيق الأمني بينهما في مدينتي الحسكة والقامشلي اللتين يتشاركان السيطرة عليهما.