احتشد متظاهرو مدينة السويداء أمام مديرية التربية للمطالبة بإلغاء قرار فصل المدرس صدام النجم على خلفية مشاركته في الحراك السلمي، الذي انطلقت شرارته منذ أشهر في المدينة الواقعة جنوبي سورية، للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد.
ودخل وفد من المتظاهرين إلى مبنى التربية منذراً مديرها بالعودة عن قرار فصل المدرس النجم، وإلا "أخذت الاحتجاجات شكلا آخر".
ورصد "العربي الجديد" حديث الوفد مع مدير التربية، الذي قال فيه الناشط المدني مروان حمزة: "عندما أتينا قبل حوالي شهرين، طالب الحراك الشعبي بعدم إدخال المدارس في السياسة، بينما أنت والمحافظ والأجهزة الأمنية تدخلون السياسة والعمل السياسي إلى المدارس، ولهذا قمتم بفصل مدرس لأنه وقف مع الحراك الشعبي، ونحن هنا لنحذر من محاولة فصل أي موظف من التربية أو أي مؤسسة أخرى".
وقال المدرس عصام خداج، في رسالة باسم الحراك موجهة إلى مدير التربية أكرم الحسنية: "عار على الشرفاء أمثالكم أن توقعوا قرارات الظلم والتعسف والافتراء التي نالت من المعلمين أصحاب الرسالة الأقدس في تاريخ الإنسانية، وآخرهم الزميل صدام النجم. قراركم باطل دستورياً وقانونياً، كونه لم يصدر عن سلطة قضائية مع إدراكنا بوضع القضاء الذي تغولت عليه السلطة التنفيذية وأجهزتها الأمنية، وهو قرار ساقط أخلاقيا ونقابيا ومهنيا، فأساس صدور مثل هذه القرارات هو القضاء العادل، وليس رب العمل والأجهزة الأمنية وبتواطؤ مع نقابة المعلمين".
وأضافت الرسالة: "إننا نهيب بكم إلى التراجع عن القرار خلال أسبوع على أبعد تقدير، وإلا فسنضطر للتصعيد، فلن نسكت بعد هذا اليوم على هذه القرارات. ستقلب الطاولات على رؤوس كل من خلفها حتى إحقاق الحق ورفع الظلم وسيادة القانون ووقف السطوة الأمنية التي طاولت كل شيء. إما أن تكونوا على قدر ما تمثلون أو بيوتكم أولى... نحن نراهن على صحوة ضميركم".
ورد مدير التربية على الوفد قائلا: "إن قرار إقالة المدرس صدام أكبر من المديرية، فقد جاء من الوزارة بناءً على تقارير تؤكد أن الزميل تناول شخص رمز الدولة وطالب بإلغاء النقابات الشعبية وأدلى بتصريحات مسيئة للمنهاج التدريسي".
ولاحقا، توجه الوفد إلى مكتب نقيب المعلمين معضاد أبو حسون، وطالبه بالتراجع عن قرار الفصل خلال أسبوع.
من جانبه، طالب عضو الوفد المحامي أيمن شيب الدين النقابة بحماية أعضائها ضد أية قرارات تعسفية، "لأنها ملك للشعب وليس لسلطة أمنية أو حزبية".
وباتت تظاهرات مدينة السويداء تأخذ منحى آخر بالضغط على مؤسسات "الدولة" بالطرق السلمية، لفرض رقابة شعبية على إدارات المؤسسات العامة.
وقال الناشط المدني أيمن نوفل، لـ"العربي الجديد"، إن هذا الضغط سبب حالة من القلق لدى العديد من المدراء والموظفين في مؤسسات الدولة، فيما عده الإعلامي حمزة المعروفي، المحرر في شبكة "الراصد المحلية"، نقلة مهمة في العمل المدني وحراك السويداء، باعتبار هذه المؤسسات "ملكا للشعب وليس للنظام السوري".
وقال المعروفي إن "ذلك لا يعني إطلاقاً التراجع عن مطالب المتظاهرين في إسقاط النظام السوري والبدء بتطبيق القرارات الدولية وتحقيق العدالة في الانتقال السياسي في البلاد".