سورية: قطاعات جديدة تدخل تظاهرات السويداء المستمرة منذ قرابة 4 أشهر

01 ديسمبر 2023
تطالب تظاهرات السويداء بإسقاط النظام السوري (الأناضول)
+ الخط -

احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مرددين شعارات المطالبة بالتغيير السياسي وإسقاط النظام السوري، في اليوم الـ17 من الشهر الرابع على اندلاع الحركة الاحتجاجية في المحافظة الواقعة جنوبي سورية.

وكان لافتاً في تظاهرات اليوم الجمعة، مشاركة وفد كبير من الفلاحين الذين يحاولون زراعة أراضيهم في المحافظة، وعدم هجرها رغم العوائق التي تفرضها السلطات المحلية لدفعهم إلى ذلك.

وشارك في التظاهرة وفود من كافة مناطق المحافظة، وكذلك وفود النقابات المهنية من مهندسين والقطاع الصحي، ومهندسين زراعيين، ومعلمين، وفعاليات اقتصادية، وكتاب، ومعتقلين سابقين،  وكذلك رجال دين.

ورصد "العربي الجديد" خلال التظاهرة التي بدأت باكراً، قيام المتظاهرين في مدينة شهبا شمال السويداء باقتحام مقر شعبة حزب البعث في المدينة، وتفريغ محتوياته وتسليمه إلى أصحابه الحقيقيين، بعد أكثر من خمسين عاماً على احتلاله.

وقال الناشط الإعلامي هاني عزام لـ"العربي الجديد"، إن إخلاء الأثاث من مقر شعبة حزب البعث في شهبا "مضمون يعبر عن إرادة شعبية تهدف للتخلص من الفساد الذي أسهم هذا الحزب منذ أكثر من 60 عاماً بتأسيسه ورعايته وسقايته حتى ترعرع وكبر ونهب خيرات البلاد لصالح السلطة الحاكمة".

وأضاف عزام أن ما قام به المحتجون "لم يهدف لإقصاء البعثيين ولكن لإنهاء تحكمهم بمفاصل القرار في الدولة بمخالفة صريحة وصارخة للدستور السوري".

وقال أحد مواطني مدينة شهبا، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن الأمل الذي بعثه "هؤلاء الشبان والشابات الثائرات" على ما وصفه بـ "نظام الطغمة" كبير جداً، واصفاً قيام المحتجين بإغلاق الشعبة الحزبية في المدينة بالعمل الشجاع.

وأضاف أن هذا الحزب لم ينجز خلال فترة تحكمه بالبلاد إلا أمرين "تغذية الفاسدين ودعمهم"، ومن ناحية أخرى بث ما وصفه "بالعيون والجواسيس" الذين لم ينجزوا بدورهم "إلا تقارير كيدية تسببت باعتقال وموت مواطنين في سجون النظام".

مواطن آخر، فضل عدم ذكر اسمه أيضاً، قال لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى ليس إقصاء إنما رد متأخر على إقصاء مارسه البعث على باقي مكونات الشعب السوري لسنوات".

أحد أعضاء وفد المشايخ قال لـ"العربي الجديد"، إنهم يدعمون بقوة "مطالب المتظاهرين في العيش بحرية وكرامة وبناء سورية خالية من الاستبداد والفساد". وأضاف أن "ما يجري على الساحة السورية والدولية مخطط لتمزيق البلاد، وتفريق العباد بكل مكوناتهم، خاصة مع وجود نظام ضعيف فاسد أوصل سوريا إلى الحضيض".

فيما قالت إحدى المشاركات في التظاهرة إنها تحمل غصن زيتون، وتسعى مع النساء المشاركات كي تعود سورية واحدة موحدة، لكل السوريين والسوريات، وتطمح أن تتوقف الهجرات كي يستطيع الشباب بناء الوطن وتوحيده.

ولا تزال التظاهرات والاحتجاجات تسير بزخمها أسبوعاً بعد آخر، على الرغم من دخول فصل الشتاء، وعدم وجود أي بادرة دولية للضغط على النظام لتنفيذ إرادة السوريين.

المساهمون