سورية: قصف واشتباكات في الشمال وتعزيزات للتحالف الدولي شرقاً

01 ابريل 2022
قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قرى الشمال(بولنت كيليتش/فرانس برس)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، مناطق عدّة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وذلك بعد مقتل عناصر من قواتها على يد فصائل المعارضة خلال عمليات قنص، فيما تواصل مليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني إجراء تدريبات عسكرية في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قرى تل واسط والسرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الغربي.

كما طاول القصف محيط بلدتي كنصفرة والبارة بريف إدلب الجنوبي، فيما شهد محور معارة النعسان، شمال المحافظة، قصفاً متبادلاً بالمدفعية بين الفصائل وقوات النظام، بحسب مراسل "العربي الجديد".

في المقابل، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن 5 عناصر من قوات النظام، بينهم ضابطان برتبة ملازم، قتلوا في عمليات قنص للفصائل المحلية على محاور أرياف إدلب وحلب واللاذقية، خلال الـ72 ساعة الماضية، وهم ضابط برتبة ملازم قتل في ريف حلب، وآخر برتبة ملازم وعنصر مجند قتل في ريف إدلب، وعنصران في محور كبانة بريف اللاذقية.

تعزيزات للتحالف 

وشرق البلاد، أرسل التحالف الدولي قافلة أسلحة ومساعدات لوجستية لصالح قواته العسكرية في قاعدة حقل كونيكو، شمال شرقي دير الزور، وفق مراسل "العربي الجديد".

في حين عمدت قوات النظام، عبر ما يعرف بمجلس المحافظة، إلى تجريف مقبرة "الشهداء" المعروفة بـ"الثلاثاء الأسود" في حي الجورة، وسط مدينة دير الزور، والتي تضم أكثر من 400 جثة لمدنيين قضوا بمجازر لقوات النظام قبل عشرة أعوام، وذلك لطمس معالم تلك المجازر تحت مزاعم المخططات التنظيمية الجديدة.

وكانت تلك الجثث قد دُفنت عقب مجزرة نفذتها قوات "الحرس الجمهوري" التابعة للنظام في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول عام 2012، عبر إعدامات ميدانية جماعية وإحراق جثث لأهالي الحي المدنيين، حيث اقتحمت تلك القوات حي الجورة بقيادة الضابط المتهم بارتكاب جرائم حرب علي خزام، على خلفية المظاهرات السلمية المناهضة للنظام. 


إلى ذلك، تواصل مليشيات مدعومة من إيران إجراء تدريبات عسكرية في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن التدريبات تتضمن تعليم الأفراد على قيادة الطائرات المسيرة، بإشراف مدربين إيرانيين، إضافة إلى التدرب على الرمي بالمدافع الرشاشة الثقيلة وتوجيه المدافع الثقيلة، حيث استخدمت ذخائر حية في منطقة المزارع ببادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.

ويتزامن ذلك مع فتح تلك المليشيات، أمس الخميس، باب التطوع في صفوفها للعناصر المحليين الراغبين في كل من مدينة البوكمال ومدينة دير الزور الخاضعة لسيطرتها على خلفية هروب عناصر متطوعين من نقاط سيطرة المليشيات في منطقة البادية.

وسبق أن رفضت مليشيات الحرس الثوري الإيراني طلباً من قوات النظام ومليشيات "الدفاع الوطني" بمشاركة عناصر من المليشيات الإيرانية بحملة تمشيط تستهدف بادية دير الزور الشرقية.

الائتلاف يهنئ الآشوريين

من جهة أخرى، هنأ "الائتلاف الوطني السوري" جميع السوريين من الآشوريين السريان بعيد "أكيتو" الموافق للأول من إبريل/نيسان، أول أيام السنة البابلية الآشورية. وقال الائتلاف في بيان، اليوم: "نبارك هذا العيد لجميع السوريين، مع تأكيدنا أن من أهم أهداف الثورة السورية العظيمة ترسيخ دولة القانون والعدالة والحريات التي يعيش فيها كل السوريين كشركاء حقيقيين في وطن يحترم التنوع الثقافي السوري ويعمل من أجل الحفاظ عليه ونقله لأجيال المستقبل".

وكان الائتلاف قد ندد، أمس، بما سماه "الانتهاكات المختلفة بحق السوريين في مناطق شمال وشمال شرقي سورية، في ظل غياب المحاسبة واستمرار تجاهل العديد من الدول لهذه الانتهاكات".

ولفت البيان إلى أن المنظمات الحقوقية وثقت استمرار حملات التجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات "قسد"، بما في ذلك تجنيد القاصرات والأطفال، مشيراً إلى مواصلة تلك المليشيات أيضا التضييق على النازحين بريف الحسكة بالرغم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون، واتهمها بالعمل على "التغيير الديمغرافي في المناطق التي تسيطر عليها".

ودعا البيان السوريين في شرق الفرات "بكل مكوناتهم، لا سيما الكرد منهم، للتعاون والتعاضد من أجل الانتفاض ضد نظام الأسد المجرم، وضد مليشيات حزب العمال الكردستاني وطردها من سورية إلى حيث جاءت".

كما دعا المجتمع الدولي إلى "رفع أي غطاء عن هذه المليشيات التي تدّعي زوراً تمثيل الكرد وهي مِن أكثر الذين مارسوا الانتهاكات ضدهم، وإلى وقف دعمها ومطالبتها بالإفراج عن المعتقلين ووقف التعذيب ووقف خطف وتجنيد الأطفال".

50 قتيلاً في درعا

على صعيد منفصل، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري القبض في منطقة المرجة بدمشق على مرتكب جريمة ناحية الحراك في محافظة درعا، والتي أدت إلى مقتل طفلين وإصابة شقيقتهما.

وكانت شبكات محلية في محافظة درعا قد ذكرت أن عملية القتل تمت أثناء حادثة سطو على منزل في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا، وذهب ضحيتها 9 قتلى، بينهم طفلان، وأُصيبت شقيقتهما البالغة من العمر 16 سنة بجروح خطيرة.

وذكرت شبكة أخبار "درعا 24" أن الضحايا يظهر على أجسادهم بأنهم تعرّضوا لضرب بأدوات حادّة، حيث استغل مجهولون فرصة غياب الأب خارج البلاد، بينما الأم خارج مدينة الحراك، وداهموا المنزل.

ورجحت المصادر أنّ دخولهم كان بغرض السرقة، ثم تطور إلى جريمة مروعة بهذا الشكل.

إلى ذلك، سجّل مكتب التوثيق في "تجمع أحرار حوران" خلال شهر مارس/ آذار المنصرم مقتل 50 شخصاً في محافظة درعا، بينهم اثنان قتلا خارج المحافظة.

وأحصى التجمع 33 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 2 من محاولات الاغتيال.

كما وثق مقتل 4 أشخاص "غير مدنيين"، هم عنصر في تنظيم "داعش" و3 في فصائل المعارضة برصاص قوات النظام بريف درعا، ومقتل ثلاثة أشخاص مدنيين، بينهم اثنان بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف قوات النظام، وطفلة نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات قوات النظام، بالإضافة إلى سيّدة قتلت خلال استهداف منزل زوجها بالرصاص المباشر.

وسجل مقتل 7 ضباط برتبة ملازم من قوات النظام، 5 منهم قتلوا خلال مداهمة نفذوها بريف درعا الغربي، فيما قتل اثنان منهم جراء استهدافهما بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في المحافظة.

المساهمون