قصفت طائرة مسيرة تركية وفصائل الجيش الوطني، اليوم الخميس، مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشمالي، في وقت شهدت فيه السويداء احتجاجات على قرار حكومة النظام رفع الدعم الجزئي للمواد الأساسية.
وأعلنت فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، عن استهداف مناطق تحت سيطرة قوات "قسد" في ريف حلب الشمالي، رداً على القصف الذي تعرضت له مدينة الباب، أمس الأربعاء، وأسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة 24 آخرين.
وذكرت "غرفة القيادة الموحدة" أنها استهدفت بقذائف المدفعية وصواريخ "الكاتيوشا" مواقع وتحصينات لقسد على جبهة شعالة بريف حلب الشمالي، وحققت إصابات مباشرة.
وأصدرت وزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" بيانًا اتهمت فيه قوات "قسد" بالتنسيق مع النظام السوري باستهداف مدينة الباب، وتوعدت بالرد بقوة وحزم على ما وصفته بالجرائم بحق المدنيين.
#غرفة_القيادة_الموحدة
— غرفة القيادة الموحدة "عزم" (@UniLeadership) February 2, 2022
#عزم
غرفة القيادة الموحدة-عزم تستهدف بصواريخ "الكاتيوشا" مواقع وتحصينات ميليشيا #قسد الإرهابية في ريف حلب الشمالي، ردّاً على استهداف أهلنا المدنيين في مدينة الباب.https://t.co/5GOqxMjQxq
https://t.co/BdIrvZlFrU
وشجب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض سالم المسلط، في تغريدة له على "توتير"، ما سماه "القصف الإرهابي الذي استهدف المدنيين في مدينة الباب"، ووصفه بأنه "جريمة حرب وعمل إرهابي غادر، هدفه زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة"، وطالب المجتمع الدولي بوقف الدعم عن مليشيا "قسد".
وتزامن القصف مع استهداف جوي تركي لريف ديرك، شمال شرقي سورية، وإطلاق عملية عسكرية باسم "نسر الشتاء"، استهدفت مواقع "قسد" إلى جانب مواقع حزب "العمال الكردستاني" شمالي العراق.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن طائرات حربية تركية قصفت أهدافاً لمقاتلي الحزب الكردي شمالي سورية والعراق. وتعهد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار باستمرار العملية حتى تحقيق أهدافها.
في المقابل، أعلن القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، في تغريدة له على "تويتر"، أن القصف التركي على مناطق عين ديوار وديرك أدى إلى مقتل مدنيين، معتبراً أن هذا الهجوم بمثابة "إعلان حرب".
ورأى أن هذا الهجوم يضعف قتال "قسد" ضد "داعش"، وحمّل مسؤولية تزايد التهديد وعدم منع الهجمات على مناطق "قسد" لقوات التحالف الدولي.
وفي السياق ذاته، استهدفت طائرة مسيرة يرجح أنها تركية، ظهر اليوم الخميس، سيارة عسكرية بالقرب من قرية خرزة على طريق الدرباسية-عامودا، شمال شرقي سورية، ما أدى إلى إصابة 4 اشخاص، نقلوا إلى مشافي عامودا والقامشلي.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، أمس الأربعاء، عن مقتل جندي جراء قصف لقوات "قسد" بقذيفة مدفعية على مخفر تركي داخل الأراضي التركية على الحدود مع سورية.
قصف روسي جنوب إدلب
من جهة أخرى، قصفت طائرات حربية روسية مناطق في جنوب إدلب، شمال غربي سورية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن طائرة حربية روسية قصفت بعدة صواريخ محيط بلدة كفر شلايا بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
احتجاجات في السويداء
وفي جنوبي البلاد، قطع فصيل "قوات الفهد" العامل في السويداء ومدنيون غاضبون، اليوم الخميس، طريق دمشق السويداء قرب جسر مردك بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على قرار حكومة النظام رفع الدعم الجزئي للمواطنين.
وذكر موقع "السويداء 24" المحلي أن نشطاء في السويداء دعوا في بيان إلى حراك شعبي يحمل سلسلة من المطالب، تتضمن "حلاً جذرياً لسياسة السلطة الاقتصادية التي أدت لهجرة واسعة، وتتجه لمحاصرة من تبقى في سورية".
وأضاف أن "غضب الشارع اليوم لا ينبغي أن يكون من أجل إعادة الدعم فقط، فالتراجع عن القرار، إذا حصل، لا يعني حل مشاكل كثيرة كانت موجودة قبله، وكان الشارع محتقناً بسببها".
وطالب بإعادة الدعم الحكومي لكل "فئات المجتمع دون تمييز ولكافة السلع الضرورية، ورفع الرواتب والأجور للعاملين بالدولة وفرض زيادة مماثلة لعمال القطاع الخاص بمقدار لا يقل عن 200 بالمائة، وإيجاد خطط واضحة وشفافة لتأمين المشتقات النفطية للمواطنين"، كما طالب بتأمين ضمان معيشي صحي لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
واعتبر أن "تلك المطالب تتحقق من خلال وضع خطة طوارئ اقتصادية تعيد لميزانية الدولة الأموال التي حصلت عليها شركات الخلوي بطريقة غير شرعية وتمديد عقود بطريقة غير قانونية منذ عام 2014، ووضع اليد على أموال تجار الحرب، ودعم ميزانية الدولة والخطة الاقتصادية بهذه الأموال".
وكانت معاونة وزير الاتصالات والتقانة بحكومة النظام فاديا سليمان قد ذكرت أن عدد الأسر المستبعدة من الدعم خلال المرحلة الأولى بلغ نحو 600 ألف أسرة، أي نحو 15% من البطاقات الأسرية المدعومة.