سورية: "قسد" تقتل جندياً تركياً وتجرح آخرين بعملية تسلّل في ريف حلب

03 ديسمبر 2020
سيّرت قوة تركية دورية عسكرية على طريق حلب - اللاذقية (عارف تماوي/فرانس برس)
+ الخط -

قتلت مجموعة تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) جندياً تركياً وجرحت آخرين، اليوم الخميس، خلال عملية تسلّل، نفّذتها على نقطة عسكرية تابعة للجيش التركي في ريف مدينة عفرين، شمال حلب، شمال غربيّ سورية، فيما سيّرت قوة تركية دورية عسكرية على طريق حلب - اللاذقية (إم 4) قرب مدينة إدلب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجموعة تابعة لـ"قسد" تسلّلت إلى القاعدة العسكرية قرب قرية باصوفان في ريف مدينة عفرين، وقتلت جندياً تركياً وجرحت آخرين.

وأوضحت أن المجموعة استهدفت محارس القاعدة بالأسلحة المتوسطة بعد الاقتراب منها، وأضافت أن القوات التركية اشتبكت مع المهاجمين.

وحسب مصدر عسكري من "الجيش الوطني"، فإنه عند اكتشاف تسلل عناصر "قسد" إلى المنطقة اشتبكت وحدات من الجيش التركي معهم، ما أسفر عن مقتل الضابط التركي وإصابة جنود آخرين، فيما سقط معظم العناصر المتسللين بين قتيل وجريح، لتقوم المليشيا بتنفيذ تسلل وهمي آخر لإشغال المرابطين وتسهل عملية انسحاب العناصر المتبقين.

وذكرت وزارة الدفاع التركية أنه جرى "تحييد" 6 عناصر من "قسد" خلال العملية التي قتل فيها الضابط التركي، مضيفةً أن "طائرات دون طيار أرسلت إلى المنطقة للتعامل مع الإرهابيين".

وفي رد على العملية، قصفت المدفعية التركية المنتشرة في ريف عفرين مواقع لـ"قسد" شمالي حلب بعشرات القذائف، واستهدفت مدفعية الأخيرة مواقع تركية في ريف جنديرس القريبة من عفرين أيضاً.

وتنفّذ مجموعات تابعة لـ"قسد" عمليات تسلّل ضد القوات التركية المنتشرة في عفرين بشكل متكرر، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش الوطني السوري المعارض والجيش التركي.

في رد على العملية، قصفت المدفعية التركية المنتشرة في ريف عفرين مواقع لـ"قسد" شمالي حلب بعشرات القذائف، كما استهدفت مدفعية الأخيرة مواقع تركية في ريف جنديرس القريبة من عفرين أيضاً

 وعلى صعيد متصل، سيرت القوات التركية، اليوم الخميس دورية منفردة على الطريق الدولي (ام4) بريف إدلب الجنوبي، انطلقت من بلدة الترمبة جنوبي إدلب، ولم يتبعها أية آلية أو مدرعة روسية، وذلك وسط انتشار عسكري مكثف وقطع لجميع الطرقات المؤدية إلى الطريق، فيما حلقت طائرتان مسيرتان من نوع "بيرقدار" تابعتان لسلاح الجو التركي، إضافة إلى طائرة الاستطلاع الروسية البجعة، في أجواء المنطقة مرافقة للدورية التركية التي وصلت إلى قرب قرية عين حور الواقعة تحت سيطرة قوات النظام وروسيا في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وتعتبر هذه الدورية السادسة التي تسيرها تركيا بشكل منفرد دون مشاركة القوات الروسية.

كما سيرت القوات التركية، اليوم الخميس، دورية مشتركة مع الشرطة العسكرية الروسية في مناطق واقعة غربي مدينة عين العرب (كوباني)، حيث انطلقت الدورية من قرية آشمة الحدودية غربي مدينة عين العرب، بمشاركة 4 مدرعات من كل جانب، وجابت قرى جارقلي، قران، صليب، بوبان، سفتك، سوسان، قوله، بيندر، مشكو، جبنة، قبل أن تعود إلى قرية آشمة من حيث انطلقت.

واتفقت كل من روسيا وتركيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، على انسحاب مقاتلي "قسد" من المناطق القريبة من الحدود التركية، وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة.

وأتى الاتفاق بعد شنّ تركيا، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية عسكرية تحت اسم "نبع السلام" سيطرت خلالها على أكثر من 100 مدينة وبلدة وقرية، من أبرزها مدينة رأس العين في ريف الحسكة وتل أبيض في ريف الرقة.

ويلقى تسيير الدوريات المشتركة شمالي سورية رفضاً شعبياً. وكانت مجموعات مدنية قد تصدّت للدوريات قرب عين العرب بالحجارة، وأدى الإصرار على متابعتها إلى سقوط قتلى وجرحى بنيران جنود أتراك.

تعزيزات

الى ذلك، أرسل الجيش التركي الليلة الماضية أرتالا عسكرية كبيرة باتجاه نقاط المراقبة بريف إدلب الجنوبي.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن ثلاثة أرتال عسكرية تركية تضم عشرات الآليات العسكرية من دبابات وناقلات جند ومصفحات ومعدات لوجستية، دخلت إلى محافظة إدلب، وتوجهت إلى منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والتي أصبحت تشهد حضورا عسكرياً تركيا قوياً.

يلقى تسيير الدوريات المشتركة شمالي سورية رفضاً شعبياً. وكانت مجموعات مدنية قد تصدّت للدوريات قرب عين العرب بالحجارة، وأدى الإصرار على متابعتها إلى سقوط قتلى وجرحى بنيران جنود أتراك.

ويأتي وصول هذه التعزيزات بعد يوم واحد من إرسال تعزيزات مشابهة تضم أكثر من 60 آلية، وبالتزامن مع إنشاء الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة على أطراف قرية البارة في جبل الزاوية، هي النقطة الخامسة منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس/ آذار الماضي، تعمل تركيا على تعزيز وجودها في مناطق المعارضة، وخاصة جبل الزاوية، عبر إرسال تعزيزات متوالية وإنشاء نقاط عسكرية تتركز بشكل خاص على الطريق الدولي حلب -اللاذقية. 

ويرى مراقبون أن تركيا تسعى إلى منع تكرار ما حصل أثناء الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات النظام وروسيا على المنطقة وسيطرت خلالها على أماكن تنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

قتلى من النظام السوري في إدلب

وعلى صعيد آخر، قصفت قوات النظام السوري، اليوم الخميس، مناطق مختلفة في ريف إدلب الجنوبي، فيما قتل عدد من عناصر هذه القوات خلال هجوم للفصائل المسلحة على موقع للنظام جنوبي إدلب، وقصف مدفعي على ريف اللاذقية الشمالي.

 وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام قصفت مناطق قرى وبلدات الفطيرة وسفوهن ومحيط دير سنبل وبينين والرويحة جنوبي إدلب، دون معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

من جانبها، قصفت فصائل المعارضة مواقع وتجمعات قوات النظام والمليشيات المساندة لها على محور جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. 

وذكرت المصادر أن عددا من عناصر قوات النظام قتلوا أو أصيبوا جراء هذا القصف، فيما قتل وأصيب عدد آخر في هجوم مباغت لعناصر "هيئة تحرير الشام" على نقطة للنظام جنوب إدلب، حيث تسلل عناصر من الهيئة فجر اليوم إلى نقطة رصد واستطلاع للنظام على أطراف قرية الفطيرة بريف إدلب، واشتبكوا مع عناصر النقطة، وهم من كتيبة الاستطلاع في الفوج الأول مهام خاصة التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم.

وكان قتل ضابط من قوات النظام، أمس الأربعاء، بقصف مدفعي لفصائل المعارضة على مواقع قوات النظام بريف اللاذقية.

اعتقالات في دير الزور والحسكة

إلى ذلك، اعتقلت قوات تابعة للنظام السوري، الخميس، 15 شاباً من أحياء مدينة دير الزور، شرقي سورية، بهدف سوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية، فيما اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) 12 آخرين في ريف الحسكة.

وقال الناشط جاسم عليان، لـ"العربي الجديد"، إن دوريات تابعة للنظام السوري شنّت حملة اعتقال في عدة أحياء بمدينة دير الزور، واعتقلت خلالها 15 شاباً، من المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية.

وأوضح أن الدوريات شاركت فيها قوات من الشرطة العسكرية والأمن العسكري أقامت نقاط تفتيش مؤقتة، وبدأت بالتدقيق في بطاقات المارة الشخصية.

وتعتقل قوات النظام الشبان في مناطق سيطرتها بهدف سوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، وكانت قد شنّت أخيراً العديد من الحملات في غوطة دمشق الشرقية، شرقي دمشق.

وفي سياق منفصل، اعتقلت قوة تابعة لـ"قسد" 12 شخصاً، بينهم طفلان، في ريف الحسكة الجنوبي، لأسباب مجهولة، واقتادتهم إلى مدينة الشدادي.

وذكر موقع "الخابور" المحلي أن 10 سيارات تابعة لـ"قسد" دهمت قرية أم رقيبة، شمالي الشدادي، واعتقلت 12 مدنياً بينهم طفلان، دون توجيه أي تهمة تذكر.

وأوضحت أن المعتقلين نقلوا إلى مدينة الشدادي للتحقيق معهم، وتعتقل "قسد" مدنيين في مناطق سيطرتها بشكل مستمر، بتهمة التعامل مع خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي.

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقلّ عن 167 حالة اعتقال وإخفاء تعسفي في سورية خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينهم معتقلون أفرج عنهم النظام سابقاً.

وأوضحت في تقرير أصدرته أمس الأربعاء أن بين المعتقلين 82 على يد قوات النظام السوري، تحول 71 منهم إلى مختفين قسرياً، و36 على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، تحول 28 منهم إلى مختفين قسرياً.

وسجّل التقرير 32 حالة اعتقال على يد المعارضة المسلحة، تحول 22 من المعتقلين إلى مختفين قسرياً، و17 على يد "هيئة تحرير الشام"، تحول 11 منهم إلى مختفين قسرياً.

المساهمون