نفذ سلاح الجو الإسرائيلي بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء غارات جوية، مستهدفاً مواقع لقوات النظام السوري، ومواقع عسكرية أخرى لـ"حزب الله" اللبناني في محيط العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن أربعة من عناصر قوات النظام قُتلوا وجُرح آخرون، إضافة إلى أضرار مادية وقعت جراء القصف الإسرائيلي على بعض النقاط في محيط دمشق.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أنه "حوالى الساعة الثانية عشرة و41 دقيقة من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق".
وأضاف المصدر أن وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام تصدت "لصواريخ العدوان الإسرائيلي وأسقطت بعضها، وبعد تدقيق نتائج العدوان، تبين استشهاد أربعة جنود وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية".
وقالت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة في المعارضة السورية في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف بعدة غارات جوية الفوج (100) في منطقة السومرية الذي يشكّل حماية لمطار المزة العسكري جنوب غربي العاصمة السورية دمشق"، مضيفةً أن "الغارات الإسرائيلية طاولت أيضاً مقراً عسكرياً ومستودعاً لمليشيا حزب الله (اللبنانية) في ضاحية قدسيا ضمن الريف ذاته".
وأشارت المصادر إلى أن "سيارات الإسعاف والإطفاء توجهت إلى المكان عقب ربع ساعة من تنفيذ الغارات"، مؤكدةً "اندلاع حريق ضخم ووقوع جرحى في صفوف القوات المستهدفة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد غرّد الثلاثاء على حسابه الرسمي في "تويتر"، بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية سقطت داخل الأراضي السورية، مؤكداً وفق قوله أن "لا خشية من تسرب للمعلومات؛ يجري التحقيق في الحادث".
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف ليلة الـ 14 من إبريل/نيسان الجاري موقعاً في بلدة رخلة في جبل الشيخ ومواقع في محيط مدينة قطنا بريف العاصمة دمشق، اتخذته المليشيات الإيرانية في وقت سابق لتصنيع الطائرات المسيّرة وتطويرها، وهو يخضع لسيطرة إيران و"حزب الله" اللبناني بشكلٍ كامل.
وعلى مدار الأعوام الفائتة، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية في سورية، طاولت مواقع لقوات النظام السوري، وأهدافاً أخرى تابعة لإيران، وغيرها تابعة لقوات "حزب الله" (اللبناني)، مخلفةً عشرات القتلى من العناصر والقيادات والضباط، ومدمرةً عدة مستودعات تستخدم لتخزين الصواريخ البالستية والذخائر الأخرى.
جرحى بقصف من "قسد" على مارع
في سياق آخر، أصيب 6 مدنيين بجروح متفاوتة مساء الثلاثاء، بقصف من "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" على مدينة مارع الخاضعة للمعارضة السورية.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً مدفعياً من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" طاول الأحياء في مدينة مارع شماليّ محافظة حلب، موقعاً 6 جرحى بين المدنيين، بينهم شخص حالته خطرة.
في المقابل، قصف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في محاور حربل والشيخ عيسى ومدينة تل رفعت في ريف حلب، وذكر الناشط أن هذه المناطق كانت مصدر القصف على مارع، مشيراً إلى أنها مناطق سيطرة مشتركة بين النظام السوري و"قسد"، ولم يتبين سقوط خسائر بشرية هناك.
قصف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في محاور حربل والشيخ عيسى ومدينة تل رفعت
وفي الشأن ذاته، ذكرت مصادر مقربة من "قسد" أن عنصراً قتل وجرح آخر، إضافة إلى جرح عنصر من قوات النظام السوري جراء قصف مدفعي تركي طاول مواقع لـ"قسد" والنظام في محيط قرية صيدا بريف الرقة الشمالي، وفي محيط قرية أم الكيف بناحية تل تمر شمالي الحسكة.
وتشهد خطوط التماس بين "قسد" ومناطق النفوذ التركي منذ بداية الأسبوع تصعيداً في عمليات القصف المتبادل، التي أدت إلى سقوط خسائر بشرية من الطرفين ومن المدنيين.
في غضون ذلك هاجم مسلحون مجهولون قيادياً عسكرياً في فصيل "فرقة الحمزة" التابع لـ"الجيش الوطني" على طريق ترندة بناحية عفرين، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء العملية، وهي ليست الأولى من نوعها في مناطق المعارضة الخاضعة لـ"الجيش الوطني".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القيادي يدعى عبد الحي أبو حذيفة، ويتحدر من قرية كفرحلب، واستُهدِف خلال توجهه إلى مركز مدينة عفرين على طريق قرية ترندة، وأصيب بجرح خطير في الخاصرة، وهناك أنباء عن وفاته في المستشفى، مشيرة إلى أن أصابع الاتهام موجهة إلى عملاء "قسد".