قتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون أمس الإثنين، جراء قتال دار بين أفراد عشيرتين عربيتين في مدينة الرقة شمالي سورية، في ظل غياب قوات الأمن التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" عن المشهد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عراكاً وقع بين شخصين من عشيرتين عربيتين في سوق الماكف شرق مدينة الرقة، تطور إلى عراك بين عائلتين بالأسلحة البيضاء والحجارة، ليتطور لاحقاً إلى اشتباك مسلح بين أفراد من عشيرتي "البريج" والحليسات"، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح من الطرفين.
وبحسب المصادر فإن الاشتباكات انتهت بعد تدخل وجهاء من الطرفين، في حين لم تحضر قوات الأمن التابعة لـ"قسد" من أجل فض الاشتباك الحاصل، واكتفت بدور المتفرج على القتال.
وتلا ذلك أيضاً اشتباك بالأيدي بين أفراد من عائلتين في حي الصناعة، تطوّر أيضاً إلى إطلاق نار جرح على إثره شخصان، أحدهما جراحه خطيرة، وفض الاشتباك أيضاً بعد تدخل وجهاء من الطرفين، في ظل غياب قوات الأمن التابعة لـ"قسد".
وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات التي تشهدها المنطقة وبشكل متكرر على خلفية عراك عائلي أو عشائري؛ لا تتدخل فيها "قسد" وتكتفي بدور المتفرج، ولا تمارس قوتها إلا في عمليات التجنيد الإجباري والانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين.
وكانت الاشتباكات العشائرية قد حدثت عدة مرات سابقاً، سواء في ريف دير الزور أو في مدينة الرقة، وقد وقع جلّها إثر خلاف بين أشخاص على مال أو تجارة، وانتهت تلك الاشتباكات بعد تدخل وجهاء وشيوخ من قبائل أخرى.
وأكدت المصادر أن الاقتتال العشائري أو العائلي في مناطق "قسد" لم يعد ظاهرة يمكن السكوت عليها، لأنه تكرر وتوسّع عدة مرات وأزهق أرواح عشرات المدنيين.
إذا تدخلت قسد في قتال عشائري فإن ذلك التدخل يكون لصالح طرف تابع لها أو منخرط في صفوفها من العشائر العربية
وترجع المصادر أسباب انتشار هذه الاشتباكات المسلحة إلى عدة أمور، منها الجهل وانعدام التعليم في تلك المناطق، وعدم احترام العادات والقوانين العشائرية التي لم يعد شيوخ المنطقة قادرين على ضبطها لضعفهم أحيانا وتبعيتهم لـ"قسد" والنظام أحياناً أخرى، ومن تلك القوانين مثلاً تحريم الاعتداء على المنازل. ومن أسباب الاقتتال أيضاً، ولعله من أبرزها، وجود عائلات ضمن عشائر موالية لـ"قسد" وأخرى ضد "قسد"، حيث تنشب بينها صراعات على خلفيات انتقامية، كاتهام إحدى العائلات أو أفرادها بالعمالة لـ"داعش" والنظام السوري.
وشددت المصادر على أن "قسد" إذا تدخلت في قتال عشائري فإن ذلك التدخل يكون لصالح طرف تابع لها أو منخرط في صفوفها من العشائر العربية، وبخاصة تلك التي تدعم المجالس المحلية التابعة للمليشيات في الرقة ودير الزور.
وكان من أشهر الاشتباكات العائلية والعشائرية التي وقعت في مناطق "قسد" خلال الشهور الماضية؛ اشتباكات عشائرية بين عائلتي "القصيبا" و"البوراشد" شرق الرقة، على خلفية خلاف بين العائلتين على أرض زراعية، وأسفر القتال عن مقتل وجرح ستة أشخاص على الأقل.
كذلك وقع اشتباك آخر بين عشيرتي "الوهب" و"الناصر"، والأخيرة منضوية تحت راية "قسد" في مدينة الطبقة غرب الرقة، وأوقع الاشتباك خمسة قتلى وجرحى.
كما وقع اشتباك آخر بين عائلة الغضبان من فخذ الكبيصة، والتي تسكن مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، وعائلة الشاهر من فخذ الكسار والتي تستقر بالقرب من البصيرة، بسبب خلافات مالية بين العائلتين، وخلّف عدداً من القتلى والجرحى.
من جانب آخر قالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة وبالتعاون مع قوات التحالف تمكنت من اعتقال أحد قياديي تنظيم "داعش" المحليين في عملية مداهمة وقعت في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وقالت المصادر، إن القيادي ويدعى "علي السراوي"، مسؤول عن عمليات نقل السلاح وتهريبه لخلايا تنظيم "داعش" المنتشرة في المنطقة، وتمت ملاحقته منذ مدة.
قتيلان بتجدد الهجمات من مجهولين في درعا جنوبي سورية
وفي سياق سوري مغاير، قتل نجل قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية، وجرح عنصر في فصائل التسوية بهجومين جديدين اليوم بريف درعا جنوبي سورية، وقال الناشط "أبو محمد الحوراني" لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا بالأسلحة النارية المدعو "رأفت تيسير النظامي"، أمام منزله في بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى مصرعه على الفور.
وأوضح الناشط أن والد رأفت كان يعمل قيادياً عسكرياً لفصيل محلي في المنطقة، قبل اتفاقية التسوية والمصالحة مع النظام، ويملك محطة وقود في بلدة تسيل.
وفي غضون ذلك، هاجم مجهولون المدعو "حسن عجاج" في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، حيث أصيب بجروح بينما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة، وبحسب مصادر محلية يعمل "عجاج" لصالح مجموعات المصالحة المحلية التابعة لجهاز الأمن العسكري، كما كان سابقاً عنصراً في فصائل المعارضة المسلحة.
تتم معظم عمليات الاغتيال بطريقة واحدة، تعتمد على إطلاق النار بشكل مباشر على الهدف من خلال ركوب دراجة نارية والفرار مباشرة
وقال الناشط "الحوراني" لـ"العربي الجديد": إن الطريقة كانت واحدة في كلا الهجومين، واعتمدت على إطلاق النار بشكل مباشر على الهدف من خلال ركوب دراجة نارية والفرار مباشرة إلى مكان مجهول.
وشهد ريف درعا الغربي وريف درعا عموماً ومدينة درعا عشرات العمليات المشابهة منذ دخول كافة مناطق المعارضة في اتفاق التسوية والمصالحة مع النظام، كما طاولت عدة هجمات مماثلة قوات النظام وكبدته خسائر بشرية.
إلى ذلك جددت قوات النظام السوري خرق وقف إطلاق النار الساري في منطقة إدلب شمال غربي البلاد، والموقّع بين روسيا وتركيا في مارس/آذار الماضي.
وقال الناشط "مصطفى المحمد" في حديث مع العربي الجديد، إن قوات النظام قصف بالمدفعية الثقيلة بلدتي سفوهن والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وكان قصف قوات النظام على جبل الزاوية قد أسفر يوم أمس عن مقتل مدني في بلدة البارة، وأضرار مادية جسيمة في المنطقة.