سورية: قتلى جراء اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في ريف درعا الشمالي

09 فبراير 2024
فوضى مستمرة في درعا وريفها تحت سيطرة النظام (أسوشييتد برس)
+ الخط -

قتل عدد من الأشخاص في مدينة الصنمين في ريف محافظة درعا الشمالي، جنوبي سورية، جراء اشتباكات بين مجموعتين محليتين تتبعان لأجهزة النظام السوري الأمنية.

وأسفرت الاشتباكات، التي اندلعت مساء أمس الخميس بين المجموعات المحلية المتصارعة في المدينة، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، عن مقتل 8 أشخاص من المدنيين والمسلحين، وهم 3 مدنيين (رجل وامرأة وطفل)، و5 من المتعاونين مع الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام، وتحديداً جهازي المخابرات العسكرية وأمن الدولة.

وعثر، اليوم الجمعة، على جثة اليافع حيان الجيدوري البالغ 17 عاماً أمام بناء الجمعية في مدينة الصنمين.  

وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات امتدت إلى عدة أحياء في مدينة الصنمين، تخللتها عمليات اقتحام لمنازل في أحياء مختلفة، مثل حي الجمعية الخيرية، الكلش، دوار الشيخ، جبير والشحادات، فيما أغلق الحي الجنوبي في المدينة بشكل كامل بسبب انتشار المسلحين.

وتدور الاشتباكات بين مجموعتين، يقود الأولى أحمد جمال اللباد الملقب بـ"الشبط" وتتبع لفرع أمن الدولة، والثانية يقودها محسن الهيمد المرتبط بفرع الأمن العسكري.

وذكر "تجمع أحرار حوران" أن مدينة الصنمين تعيش حالة من التوتر نتيجة استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الأحياء السكنية المدنية، وسط مناشدات من وجهاء المدينة لوقف الاشتباكات التي راح ضحيتها مدنيون.

وأوضح الناطق باسم التجمع أيمن أبو محمود لـ"العربي الجديد" أن مجموعة محسن الهيمد المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية تتلقى تعليمات من اللواء كفاح ملحم، ولها ارتباطات أيضاً بقيادات من تنظيم داعش أبرزهم "والي حوران" لدى التنظيم أسامة العزيزي، الذي قتل قبل أيام خلال اشتباكات في مدينة نوى غربي درعا.

وأكد أن الهيمد ومجموعته مسؤولان عن تصفية العشرات من أبناء المدينة والمحافظة بتوجيهات من اللواء كفاح ملحم، لافتاً إلى أن أفراد المجموعة يتلقون العلاج في مستشفى الصنمين العسكري، ومستشفيات العاصمة دمشق، بتسهيلات من أجهزة النظام الأمنية.

أما مجموعة "الشبط"، يضيف أبو محمود، فهي متهمة بالعمل في تجارة المخدرات وتعمل لصالح جهاز أمن الدولة التابع للنظام.

وتعيش محافظة درعا، منذ سيطرة قوات النظام عليها منتصف عام 2018، حالة من الفوضى الأمنية، التي يقول ناشطون إنها مفتعلة من جانب النظام، بهدف الانتقام من المحافظة التي كانت مهد الثورة ضده، وأيضاً، بغية تسهيل السيطرة عليها، وتحويلها إلى مركز لتهريب المخدرات باتجاه الأردن ودول الخليج العربي.

وسجل مكتب توثيق الشهداء في درعا مقتل 18 شخصاً خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، فيما بلغ عدد القتلى في محافظة درعا خلال عام 2023، بحسب مكتب التوثيق، 506 قتلى، من بينهم 278 مدنياً و228 من غير المدنيين.

وفي يوم 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات مماثلة في بلدة اليادودة غربي درعا بين مسلحين من "اللجنة المركزية" و"اللواء الثامن" من جهة، ومقاتلين محليين من جهة أخرى، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، بينهم القيادي السابق في المعارضة السورية محمد جاد الله الزعبي. 

وجاءت الاشتباكات بعد توجيه اتهامات من قبل "اللجنة المركزية" لمجموعة الزعبي بالمسؤولية عن اغتيال أحد مؤسسي اللجنة، القيادي راضي الحشيش، نهاية العام الماضي.

وبعد سيطرة النظام السوري على المحافظة، عمدت أجهزته الأمنية إلى تشكيل مجموعات محلية، يتكون أغلبها من أشخاص كانوا يعملون في صفوف المعارضة، بهدف تصفية المطلوبين للنظام ممن رفضوا إجراء تسويات، أو رفضوا التعاون مع النظام، واختاروا البقاء في بلداتهم وعدم المغادرة إلى الشمال السوري. 

وإضافة إلى الاغتيالات، تعمل أغلب هذه المجموعات في تجارة المخدرات، وبعضها متورط في عمليات الخطف بهدف طلب الفدية.

المساهمون