سورية: غارات روسية على بادية الرقة واستهداف دورية للنظام في درعا

08 أكتوبر 2022
الطائرات الروسية استخدمت صواريخ شديدة الانفجار (حسين فاضل/الأناضول)
+ الخط -

نفّذت الطائرات الحربية الروسية، اليوم السبت، غارات جوية على بادية الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، شمالي سورية، مستهدفة كهوفاً ومغاور تتخذها خلايا تنظيم "داعش" أوكاراً لها، في وقت استهدف مسلحون مجهولون بالأسلحة الرشاشة دورية أمنية تابعة لقوات النظام في ريف درعا الغربي.

وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرتين حربيتين روسيتين أقلعتا من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، استهدفتا بـ4 غارات جوية، مستخدمتين صواريخ شديدة الانفجار، كهوفاً ومغاور تتخذها خلايا التنظيم أوكاراً لها في بادية الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد.

وأكدت المصادر، أن الطائرات الحربية الروسية نفذت ليل الجمعة نحو ثماني غارات على بادية الرصافة بريف الرقة، وبادية كباحب بريف دير الزور، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم.

ولجأت خلايا تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة، إلى العمليات الفردية التي تستهدف عناصر وسيارات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران في بوادي دير الزور والرقة وحمص وحلب وحماة، من خلال زرع العبوات الناسفة ونصب الكمائن.

وكانت آخر عملية موسّعة للتنظيم في الـ27 من سبتمبر/ أيلول الماضي، نُفذت عبر هجوم بالأسلحة الفردية، واستهدفت حافلة عسكرية لقوات "الفرقة الرابعة" على طريق كباجب دير الزور، ما أسفر عن مقتل وجرح 10 عناصر من الفرقة.

في غضون ذلك، قُتل عنصر من "المقاومة الشعبية"، التابعة للمعارضة السورية، والمُشكّلة من عدة شُبان من محافظات سورية مختلفة وتعمل في (منطقة إدلب)، اليوم السبت، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها قبل يومين، إثر استهدافه بطلق ناري من قبل قوات النظام السوري على محور بلدة تقاد بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.

إصابة قيادي أفغاني بغارة للتحالف الدولي بريف دير الزور

وأصيب قيادي أفغاني الجنسية مدعوم من المليشيات الإيرانية إثر استهداف طائرة مُسيرة تابعة لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مقراً للمليشيات الإيرانية في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.

وقال الناشط أبو عمر البوكمالي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مُسيرة تابعة لقوات "التحالف الدولي" استهدفت عصر اليوم السبت مبنى مسبق الصنع استولت عليه المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، مشيراً إلى إصابة القيادي الأفغاني، بالإضافة إلى إصابة عناصر آخرين كانوا داخل المبنى. من جانبها أكدت شبكة "عين الفرات" مقتل ثلاثة عناصر من مليشيا "لواء فاطميون" و"زينبيون" نتيجة الاستهداف.

وأشار البوكمالي إلى أن "المليشيات الإيرانية نقلت في الآونة الأخيرة معدات عسكرية وأسلحة إلى هذا المقر"، لافتاً إلى أن "طائرات التحالف يبدو أنها راقبت هذا المكان حتى تم استهدافه اليوم". وقالت "عين الفرات" إن "المكان المستهدف هو مستودع لتصنيع المتفجرات والصواريخ".

إلى ذلك، زعمت وكالة "أثر برس" الموالية للنظام السوري، أن "أصوات انفجارات" هزت قاعدة "خراب الجير" الأميركية بريف الحسكة، ترافق معها سماع أصوات صافرات الإنذار، بالإضافة إلى تحليق مكثف للطيران الحربي، مع إطلاق قنابل ضوئية في محيط القاعدة. وأضافت أنه هناك معلومات عن وقوع إصابات بين الجنود الأميركيين المنتشرين في القاعدة، فيما لم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من صحة هذه المعلومات حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

من جهة أخرى، استهدفت قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة والصواريخ اليوم السبت، قرى وبلدات البارة وفليفل والفطيرة في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وبلدة كفر عمة بريف حلب الغربي، فيما أُصيب عنصر من قوات النظام، إثر استهدافه بطلق ناري من قبل فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" على محور "الفوج 46" غربي محافظة حلب، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

قتلى من الأمن العسكري في درعا

إلى ذلك، قُتل خمسة عناصر من قوات النظام السوري وجرح آخرون، اليوم السبت، إثر استهداف مسلحين دورية أمنية لقوات النظام بريف محافظة درعا الغربي، جنوبي سورية.

وقال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "مسلحين مجهولين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة دورية أمنية لقوات النظام على طريق اليادودة - الضاحية بريف درعا الغربي".

وأضاف أنه "عند وصول سيارتين لقوات النظام لسحب العناصر القتلى والجرحى، تم استهداف السيارتين مجدداً من قبل المسلحين المجهولين، ما أسفر عن وقوع خمسة قتلى من عناصر فرع الأمن العسكري، بالإضافة إلى جرح عدة عناصر كانوا ضمن السيارات العسكرية".

كما أفاد الناشط أبو البراء الحوراني، بأن شاباً مدنياً يُدعى "عبد الإله حريدين" أُصيب بجروح متفاوتة، اليوم السبت، إثر استهدافه برصاص مجهولين بالقرب من مستشفى طفس بريف درعا الغربي.

ويخيم على محافظة درعا مشهد الفلتان الأمني، وذلك من خلال عمليات الاغتيال والقتل التي تطاول قادة سابقين في "الجيش الحر" التابع للمعارضة السورية وعناصر وضباطا في صفوف قوات النظام بالإضافة إلى المدنيين الذين لا ينتمون لأي جهة عسكرية، وذلك منذ توقيع اتفاق التسوية في المحافظة في يوليو/ تموز عام 2018.

تركيا تُحيّد عناصر من "العمال الكردستاني" شمالي حلب

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها اليوم أن القوات المسلحة التركية تمكنت من "تحييد 6 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG) الذين أطلقوا نيران مضايقة في منطقتي نبع السلام وغصن الزيتون في شمالي سورية".

وحسبما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن القصف المدفعي التركي أسفر عن عدة قتلى وجرحى بينهم قيادي من "قوات تحرير عفرين" المدعومة من "حزب العمال الكردستاني"، إثر استهداف مقر عسكري لهم على أطراف بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وفي سياق منفصل، اعترض حاجز لقوات النظام السوري رتلاً عسكرياً للجيش الأميركي يعمل تحت مظلة قوات "التحالف الدولي" مؤلف من 7 مدرعات اليوم السبت، ومنعه من الدخول إلى قرية قبور الغراجنة بريف الحسكة، شمال شرقي سورية.

وسيرت القوات الأميركية دورية بالقرب من حقل نفطي بريف ناحية القحطانية شمال شرقي محافظة الحسكة، وتبادل الجنود الأميركيون والروس التحية العسكرية أثناء تقاطع مسار الدوريتين في المنطقة.