استهدفت طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية مساء الجمعة، مواقع يتحصن فيها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي الهاربون من سجن "غويران" بمدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما ما زال العناصر يسيطرون على كامل أقسام السجن، وسط استمرار المواجهات بمحيطه من قبل قوات التحالف ومقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة وخلايا التنظيم من جهة أخرى.
وقال مصدر مقرّب من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن طائرات تابعة للتحالف استهدفت مبنى كلية الاقتصاد في مدينة الحسكة الواقع في القسم الذي تسيطر عليه "قسد" بعد أن تحصّن فيه عدد من العناصر الفارين، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية كبيرة فيه، مشيراً إلى أن حجم الخسائر البشرية لم يُعرف بعد.
وأضاف أن القصف طاول أيضاً مواقع يتحصن فيها عناصر التنظيم في حي الزهور ومحيط سجن الصناعة بمدينة الحسكة، بينما ألقت مروحيات قنابل ضوئية فوق منطقة السجن، وسط استمرار استقدام التعزيزات إلى الأحياء السكنية المحيطة به من قبل قوات التحالف و"قسد".
وقال القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي في سلسلة تغريدات على "تويتر" إن قواتهم الأمنية نجحت بمساعدة التحالف بصد الهجوم وتطويق محيط السجن بالكامل واعتقال جميع الهاربين، وأضاف أن "داعش" حشد معظم خلاياه في محاولة لتنظيم هروب من سجن الحسكة، عن طريق انتحاريين، والقيام بعصيان داخل السجن من قبل المعتقلين.
وبدوره قال زيدان العاصي، الرئيس المشترك لمكتب الدفاع في "الإدارة الذاتية" لشمالي سورية وشرقيها، إن قواتنا سيطرت جوياً بمساندة التحالف الدولي على السجن وحي غويران سيطرة كاملة، ولم يتبق إلَّا بعض الأفراد الذين ما زالت الاشتباكات مستمرة معهم في محيط المنطقة.
وأوضح في تصريحات نقلها موقع "الإدارة الذاتية" أن هذا الهجوم كان الأكبر والأكثر تنظيماً منذ دحر "داعش"، وإن دل على شي فيدل على أنَّ هناك قوة دولية تساند هذه المجموعات الإرهابية أو تغض النظر عن تحركاتها في سبيل ضرب الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية.
وفي وقت سابق أعلنت "قسد" حظر تجوال كلي على مدينة الحسكة حتى إشعار آخر، وقالت إن الهجوم يشكل تهديداً لأمن أحياء المدينة من خلال محاولة الخلايا الاختباء بين المدنيين، مشيرة إلى اعتقال نحو 110 من المساجين الهاربين، نتيجة استعصاء داخله وهجوم نفذته خلايا نائمة للتنظيم كانت قد تسللت من الأحياء المجاورة واشتبكت مع قوات حماية السجن.