أكد مسؤولون أميركيون، اليوم الجمعة، إقرار خطط لشن سلسلة ضربات على مدى عدة أيام ضد أهداف تشمل أفراداً ومنشآت إيرانية في العراق وسورية، رداً على مقتل 3 جنود أميركيين، الأحد الماضي، في موقع (البرج 22) العسكري الأميركي في الأردن.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي قوله إن "واشنطن عززت دفاعاتها في الأردن، بينما تستعد لرد واسع على هجوم الأحد الماضي". وأوضح أن الخيارات التي تنظر فيها الولايات المتحدة تشمل أهدافاً في سورية واليمن والعراق.
كما أكد مسؤولون أميركيون لشبكة "سي بي إس نيوز"، اليوم الجمعة، إقرار خطط لشن سلسلة ضربات على مدى عدة أيام ضد أهداف تشمل أفراداً ومنشآت إيرانية في العراق وسورية.
ومع تواتر التصريحات الأميركية بشأن هجمات قريبة على سورية، رأى وائل علوان الباحث في مركز "جسور للدراسات" في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحرس الثوري الإيراني "يأخذ بحسبانه الرد الأميركي المرتقب، لا سيما أن الولايات المتحدة تتعرض للاستفزاز من قبل إيران والمجموعات التابعة للحرس الثوري منذ أكثر من 6 أشهر، حيث هدف الاستفزاز للضغط على الولايات المتحدة، سواء في العراق أو في سورية". مضيفاً: "اليوم مع زيادة هذا الاستفزاز بعد مقتل الجنود فإن واشنطن بحاجة للرد لأسباب داخلية تتعلق بالمنافسة السياسية والخارجية لحماية مصالحها في الشرق الأوسط، وهذا الرد سيكون ضمن قواعد الاشتباك التي يجب أن يعاد ضبطها وفق المنطق الأميركي".
واستبعد علوان أن تذهب واشنطن إلى شكل واسع من المواجهات والمعارك، لكنه توقع "أن تستهدف القوات الأميركية قادة المليشيات الموالية لإيران، لا سيما المخططين وكبار الصف الأول والثاني في المجموعات العراقية التابعة للحرس الثوري والموالية لها، وأهمها حركة النجباء، وحزب الله العراقي".
وأضاف أن "المجموعات الإيرانية في سورية تحاول منذ أشهر إعادة تموضع قواتها ونقل مستودعات الأسلحة النوعية إلى أماكن جديدة، لا سيما بعد حديث عن اختراقات أمنية"، مؤكداً أن طهران "اتجهت بالفعل بعد مقتل الجنود الأميركيين للحذر أكثر وسحب كبار ضباطها الإيرانيين من سورية والعراق، فضلاً عن قادة مهمين في المليشيات الموالية لها".
من جانبه، قال الباحث السياسي السوري محمد سرميني إنّ "الضربات الأميركية المتوقعة ستستهدف إحداث صدى إعلامي حرصاً على استعادة عامل الردع، لكنها على الأرجح لن تكون ضد قوات إيرانية رسمية، وإنما ستستهدف قيادات أو فصائل في المنطقة شديدة الارتباط بإيران".
وأضاف سرميني في تغريدة عبر منصة "إكس" أنه "من المتوقع بعد الضربات الأميركية العودة مجدداً للمسار السياسي وتنشيط قنوات الاتصال الدبلوماسية لمنع تكرار استهداف القوات الأميركية، حرصاً على تمرير الانتخابات الرئاسية الأميركية بسلام.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد توعد برد قوي على الهجوم القاتل الذي أودى بحياة الجنود الأميركيين في الأردن، وتبنت مسؤوليته مليشيا مسلحة عراقية تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".
وتنتشر في سورية منذ نحو 12 عاماً عشرات المليشيات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتتركز مقراتها ومعسكراتها في شرق سورية ومحيط العاصة دمشق.