قتل عدد من قوات النظام السوري، ليل أمس الجمعة، خلال قصف متبادل مع فصائل المعارضة في شمالي غرب سورية، وفي تفجير لغم من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي بريف دير الزور، بينما شنت الطائرات الروسية المزيد من الغارات على مواقع انتشار مفترضة للتنظيم في البادية السورية.
كما قتل عدة أشخاص في إطار عمليات الاغتيال شبه اليومية في محافظة درعا جنوب البلاد، فيما تسود أجواء الترقب والتوتر بلدة أم باطنة بريف القنيطرة تحسباً لاجتياحها من جانب قوات النظام.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من عناصر قوات النظام قتلوا، وأصيب آخرون الليلة الماضية بعد استهداف فصائل المعارضة بالمدفعية الثقيلة غرفة عمليات للنظام محور "الحدادة" بريف اللاذقية الشمالي، شمال غربي سورية. وأوضحت أن القصف تسبب في مقتل خمسة من عناصر قوات النظام، بينهم ضابط وإصابة عشرة آخرين.
وكانت فصائل المعارضة قد قصفت، أمس الجمعة، موقعاً لقوات النظام والمليشيات المدعومة من القوات الروسية في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي رداً على قصف قوات النظام لمواقعها في جبل الزاوية.
وفي جنوب البلاد، حاول مجهولون اغتيال الشابين مالك علي الخلايفة الملقب بـ(أبو جندل)، وحمزة أحمد الغباغبي الملقب بـ (حمزاوي) وذلك بإطلاق النار عليهما، مساء أمس الجمعة، في بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي، ما أسفر عن إصابتهما بجروح متفاوتة.
وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن الخلايفة عمل سابقاً في فصيل "هيئة تحرير الشام" قبيل التسوية، بينما عمل الغباغبي ضمن "الجيش الحر".
كما قتل اثنان من عناصر قوات النظام بإطلاق النار عليهما، مساء أمس الجمعة، في مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي، فيما اغتال مسلحون شخصاً في مدينة الحراك بالريف الشرقي.
من جهة ثانية، شارك العشرات في بلدة المزيريب ومخيم درعا في تظاهرات نصرة لبلدة أم باطنة، بريف محافظة القنيطرة الأوسط، والتي تترقب اقتحامها من جانب قوات النظام، بعد فشل المفاوضات لإخراج رافضي التسوية إلى إدلب، كما رفع المتظاهرون شعارات دعم لفلسطين، مؤكدين وحدة القضيتين السورية والفلسطينية.
وكان ناشطون رصدوا، مساء أمس، دوي انفجارات قرب قرية أم باطنة ليس بعيداً عن الحدود مع الجولان المحتل، فيما يعتقد أنها ناجمة عن إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه الجولان، فيما شهدت البلدة اعتباراً من صباح أمس موجة نزوح بعد استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محيطها في إطار التوتر مع قوات النظام منذ مطلع شهر مايو/ أيار الحالي.
ويهدد النظام باقتحام بلدة أم باطنة مجدداً إذا لم تتم الموافقة على مطالبه بتهجير عشرة مقاتلين سابقين في الجيش الحر لم ينضموا لتشكيلاته العسكرية منذ سيطرته على الجنوب السوري.
وزار وفد روسي البلدة في 4 مايو/ أيار، حيث التقى بوجهاء وعدد من أهالي بلدة أم باطنة، وأعقب ذلك بدء مفاوضات بين فرع الأمن العسكري بالمنطقة ووجهاء القرى المجاورة الذين يتفاوضون نيابة عن أهلي البلدة، لكن الجولة الأولى من المفاوضات انتهت دون نتائج.
ويطالب النظام بترحيل 10 أشخاص من قرية أم باطنة باتجاه الشمال، يتهمهم بالمشاركة في الهجوم على موقعه في بلدة تل كروم جبا مطلع الشهر الحالي. كما يطالب بتسوية أوضاع متخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء القرية.
وفي شرق البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على خطيب مسجد الرحمن ومؤذن المسجد ذاته، والذي يقع في بلدة البصيرة، الأمر الذي أدى لإصابة أحدهما نُقل على إثرها إلى المستشفى، فيما يعتقد أنه هجوم من جانب عناصر تنظيم "داعش" المنتشرين في مناطق نفوذ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
كما أشار المرصد إلى مقتل اثنين من قوات النظام، وإصابة 4 آخرين بجراح متفاوتة، جراء انفجار لغم أرضي زرعه تنظيم "داعش" ضمن البادية الجنوبية لمحافظة دير الزور، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية المزيد من الغارات على البادية السورية مستهدفة عناصر التنظيم في محيط جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، ومحاور في ريف حماة الشرقي ولا سيما محيط اثريا، إضافة لبادية حمص الشرقية.