جرح مدنيون، اليوم الأربعاء، إثر غارات جوية من قبل طائرات حربية روسية استهدفت محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وأفاد فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان صدر عنه، بأن امرأة و ثلاثة أطفال جرحوا إثر تنفيذ الطائرات الحربية الروسية ثماني غارات جوية استهدفت مدجنة بين بلدتي زرزور - مزرة (المرجة) غربي إدلب.
وقال الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش، لـ"العربي الجديد"، إن إحدى الغارات ضربت مخيم نازحين يقع بين القريتين المذكورتين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال بجروح.
وأشار أن ثلاث طائرات حربية تناوبت على قصف المنطقة، مضيفاً أن فرق الدفاع المدني والإسعاف لم تستطع في البداية الاقتراب من الموقع لعودة الطائرات واستهدافه بغارات مزدوجة ما أعاق عملها في إنقاذ المصابين.
وفي وقت سابق صباح اليوم، قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون محيط قرية الجرادة في ريف إدلب الجنوبي ما خلف أضراراً مادية واسعة في ممتلكات المدنيين الخاصة والعامة.
كما طاول القصف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين في جبل الزاوية جنوبي إدلب، بالغارات الجوية، والصواريخ وقذائف المدفعية.
وتشهد إدلب منذ عدة أسابيع تصعيدا عسكريا من قبل قوات النظام السوري والجيش الروسي رغم قرار وقف إطلاق النار الموقع في 5 آذار/مارس عام 2020، بالتوافق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
دفعة نازحين تستعد لمغادرة مخيم الهول
في سياق منفصل، أعلنت إدارة مخيم الهول التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية أن نحو 92 عائلة سورية تضم نحو 324 شخصاً تستعد للخروج من مخيم الهول باتجاه مدينة الرقة وريفها.
وقالت إدارة المخيم إن هذه الدفعة هي رقم 18 بعد مبادرة مجلس "سوريا الديمقراطية" وشيوخ العشائر لإخراج السوريين من المخيم.
وتسعى "الإدارة الذاتية" لإفراغ المخيم من النازحين السوريين، كما تطالب الدول التي لديها مواطنون في المخيم بإعادتهم.
وبحسب إدارة مخيم الهول، الواقع جنوب شرق محافظة الحسكة، يبلغ عدد القاطنين داخل المخيم في آخر إحصائية صدرت في يناير/كانون الثاني من العام الحالي، 62287 شخصاً، منهم 30706 لاجئين عراقيين، بالإضافة إلى 22616 سورياً. أما عدد أفراد عوائل تنظيم "داعش" فقد بلغ 8965 شخصاً، وهم من النساء والأطفال فقط.
بوغدانوف يلتقي وفداً كردياً
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء عن لقاء جمع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مع وفد كردي برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لـ "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) إلهام أحمد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان صدر عنها عقب الاجتماع إن الطرفين تبادلا الآراء بشكل "صريح" حول الوضع في سورية، مع التركيز على الأوضاع شمال شرقي البلاد.
وأضافت: "جدد الجانب الروسي موقفه المبدئي الداعم للتسوية المبكرة لجميع المشاكل التي تعيق الاستعادة الكاملة لسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأكدت الخارجية الروسية على أهمية مواصلة الحوار بشكل فعال بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) والنظام السوري للوصول إلى اتفاقيات مناسبة "تلبي التطلعات المشروعة لجميع مواطني سورية، آخذة في الاعتبار الخصائص الإقليمية والتعددية العرقية الثقافية للمجتمع السوري."
وسبق أن أبدى مجلس سورية الديمقراطية الذراع السياسية لقوات سورية الديمقراطية في العديد من المناسبات استعداده للحوار مع النظام السوري، لكنه انتقد طريقة تعاطي النظام مع هذا الحوار.
وفي حوار سابق مع "العربي الجديد" قالت الناطقة باسم حزب "الاتحاد الديمقراطي" سما بكداش: "نحن دائماً مستعدون للحوار مع النظام لأن الأمور دائماً مهما طال الزمن لا تحلّ إلا بالحوار، لكن لحدّ الآن، ما زال النظام السوري ينظر إلى الأمور بحسب العقلية القديمة ما قبل 2011، وليس هناك أي تغيير في ذهنيته".