تجدد الاشتباكات في درعا ومحيطها والنظام السوري يداهم مناطق في مدينة الحارة

17 اغسطس 2021
لاقت "خريطة الحل" رفضاً من معظم مكونات المنطقة (سام الحريري/ فرانس برس)
+ الخط -

تجددت الاشتباكات، فجر اليوم الثلاثاء، بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة في منطقة درعا البلد، فيما دارت اشتباكات وقصف متبادل بين الطرفين في عدة مناطق بريف محافظة درعا جنوبيّ البلاد.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات وقعت بين مجموعات من مدينة درعا وقوات النظام على محوري القبة والكازية في درعا البلد، جراء محاولة قوات النظام التقدم بالتزامن مع استهداف مكثف بالرشاشات الثقيلة للمنطقة.

وأوضح الناشط أنه لم تسجل خسائر بشرية من جهة المعارضة، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات جاءت بعد قصف مدفعي من قوات النظام السوري على أطراف مدينة طفس غربيّ درعا، قابله هجوم من مسلحين في ريف درعا الشرقي على حاجز للنظام في أطراف بلدة صيدا.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام قصفت منطقة مبنى الري في بلدة اليادودة غربيّ درعا، وقصفت أيضاً مناطق في بلدة صيدا شرقيّ درعا بالدبابات، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط، مضيفة أنّ عنصراً من "الفرقة الرابعة" قد قتل، بعد هجوم شنّه مجهولون في مدينة الشيخ مسكين.

وقالت المصادر إنّ قوات النظام داهمت عدة منازل في مدينة الحارة شماليّ درعا، بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى نقاطها القريبة من طريق معبر نصيب الحدودي مع الأردن. 

وتحدثت المصادر عن مقتل امرأة بهجوم من مسلحين مجهولين في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.

ويسود، منذ صباح اليوم الثلاثاء، هدوء حذر في معظم المناطق وسط ترقب من السكان في عموم درعا لما ستؤول إليه جولات التفاوض بين اللجنة المركزية والنظام برعاية روسية حول خريطة الحل الروسي المقترحة، علماً أن تلك الخريطة لاقت رفضاً من معظم مكونات المنطقة.

من جهته، دعا الشيخ أحمد الصياصنة، إمام المسجد العمري السابق في درعا البلد (مهد الثورة السورية) عبر فيديو مصور، الأهالي، إلى "عدم الوقوع في الفخ الروسي وفخ النظام السوري مرة أخرى، كما وقعوا فيه عام 2018 باتفاق المصالحة والتسوية".

وقال الصياصنة إنّ "النظام والروس ليسوا أصدقاء، وقاموا بتدمير كل البنى التحتية"، داعياً إلى "عدم توقيع أي اتفاق مذل أو مهين مع النظام"، وردد شعارات مثل "الموت ولا المذلة، الجوع ولا الركوع" و"عدم العيش بلا كرامة"، داعياً أيضاً الأهالي إلى عدم تسليم السلاح، بسبب عدم وجود ضمانات بأن يلتزم النظام الاتفاق، محذراً من الدور الإيراني.

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام النظام السوري، تتضمن خطة الحل الروسية أو "خطة الطريق" التي ستنفذ على مدى 15 يوماً، جمع السلاح الموجود في درعا البلد وترحيل الرافضين للاتفاق وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء، وتسليم سلاح المجموعات الخفيف والمتوسط والثقيل، ودخول قوات النظام إلى المناطق التي ينتشر فيها مسلحون، والتفتيش عن السلاح والذخيرة وعودة "مؤسسات الدولة" إلى كل المناطق.

وكان الناطق باسم اللجنة المركزية عدنان المسالمة، قد أشار، الأحد الماضي، في تصريحات له، إلى أنّ نشر خطة الحل التي عرضها الجانب الروسي لا يعني الموافقة عليها، مشيراً إلى أنّ البنود المطروحة لا تزال رهن التشاور والتداول بين جميع الأطراف. وجاءت تصريحات المسالمة بعد رفض الخطة من معظم المعارضين للنظام في درعا.