سورية: انفجار عنيف يهز عفرين والطائرات الروسية تقصف إدلب

15 يناير 2022
أغارت الطائرات الحربية الروسية عدة مرات اليوم على مناطق في جنوبي إدلب (Getty)
+ الخط -

هز انفجار عنيف، ظهر اليوم السبت، مدينة عفرين شمالي غرب سورية، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى. فيما أحبطت فصائل المعارضة في شمالي غرب سورية، الليلة الماضية، محاولة تسلل لقوات النظام السوري التي تواصل عمليات التمشيط في بادية دير الزور، بعد هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي الأخيرة.

ووقع انفجار، ظهر اليوم، داخل أحد مقرات فصائل المعارضة في ناحية جنديرس الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري"، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى بينهم مدنيون، فضلاً عن تضرر عدد من منازل المدنيين في المنطقة.

يأتي ذلك بعد يومين من سلسلة تفجيرات شهدتها مناطق سيطرة الجيش الوطني في شمالي سورية، طاول أحدها منطقة عفرين، الخميس الماضي.

من جهة أخرى، أغارت الطائرات الحربية الروسية عدة مرات، ظهر اليوم، على أطراف بلدة البارة جنوبي إدلب. فيما قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية، فجر وصباح اليوم، قرى وبلدات الفطيرة وكنصفرة وبينين وفليفل في جبل الزاوية ضمن ريف إدلب الجنوبي، ومحور العنكاور وقليدين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. 

يأتي ذلك بعد محاولة تسلل فاشلة قامت بها هذه القوات، الليلة الماضية، على محور قرية سفوهن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. وتصدى مقاتلو المعارضة لعناصر النظام المتسللين، عبر استهدافهم بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، إضافة إلى عدد من القذائف المدفعية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من أفراد المجموعة وإفشال محاولة التسلل.

إلى ذلك، تواصل مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام حملة التمشيط التي بدأتها، أمس، في البادية قرية الصالحية بريف البوكمال الغربي شرق دير الزور، بعد الهجوم الأخير الذي استهدف المليشيا بين قريتي الدوير والصالحية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الروسية شنت، منذ صباح اليوم، 12 غارة جوية على مناطق في البادية لمساندة حملة النظام البرية، واستهدفت الغارات بشكل خاص مواقع في بادية الرصافة ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة وبادية دير الزور.

 

 وفي دير الزور، وُجدت في العديد من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف دير الزور الشرقي، ملصقات منسوبة لتنظيم داعش، تتضمن تهديدات للأهالي بضرورة التعاون مع التنظيم.

ووُجدت منشورات أخرى على جدران المساجد تتضمن تحذيراً لأهالي المنطقة من التعامل مع "قسد"، وتطلب منهم الابتعاد عن مقارها، إضافة إلى حث الأهالي على مساعدة النازحين واللاجئين.

من جهتها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن طفلا قتل وأصيب اثنان آخران، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش"، بمنطقة طب هرابش في مدينة دير الزور.

 ونقلت عن مدير "مشفى الأسد"، مأمون حيزة، قوله إن المشفى استقبل ثلاثة أطفال تعرّضوا لإصابات نتيجة انفجار لغم، أحدهم يبلغ من العمر 15 عاماً وصل إلى المشفى متوفياً، فيما تعرض طفل آخر 13 سنة لإصابة خطيرة في البطن والعين وطفل ثالث 11 عاماً أصيب بشظايا سطحية في مختلف أنحاء الجسم.

قسد والنظام السوري

وفي دير الزور أيضا، خرجت، صباح اليوم السبت، في بلدة العزبة، مظاهرة حاشدة من أبناء القرى السبع المهجرة في شرق الفرات، للمطالبة بخروج قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من قراهم. وذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن هذه المظاهرة تأتي في سياق تصاعد مطالب نحو 50 ألف نازح عن هذه القرى بخروج قوات النظام لتمكينهم من العودة إلى قراهم.

إلى ذلك، قامت دورية تابعة لقوات "قسد"، الليلة الماضية، بإغلاق معبر نهري يستخدم لتهريب البضائع والمحروقات إلى مناطق سيطرة النظام عبر نهر الفرات، في بلدة زغيرة جديدة بريف دير الزور الغربي.

وفي سياق متصل، اعتقلت "قسد"، 7 عناصر من قوات النظام في مدينة القامشلي بريف الحسكة. ونشرت "قسد" حواجز مؤقتة في محيط المربع الأمني والطريق الواصل إلى مطار القامشلي، واعتقلت سبعة عناصر من مخابرات النظام، وذلك أثناء توجههم من مطار القامشلي إلى المربع الأمني.

من جهة أخرى، ستقوم "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية، صباح يوم غد الأحد، بإخراج دفعة جديدة من قاطني مخيم الهول، وهم من أهالي منطقة دير الزور. 

وفي شمالي البلاد، تواصلت المظاهرات بريف حلب ضد رفع أسعار الكهرباء، في العديد من مناطق الشمال السوري.

وشارك العشرات، الليلة الماضية، في مظاهرة بمخيم باب السلامة قرب مدينة أعزاز شمال حلب، للضغط على المعنيين في المجالس المحلية وشركة الكهرباء التركية، لتخفيض أسعار شرائح الكهرباء التي تم رفعها مؤخرا بشكل مضاعف.

ذكرى مجزرة جامعة حلب

إلى ذلك، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم السبت، تقريراً خاصا بمناسبة الذكرى التاسعة لمجزرة جامعة حلب شمالي سورية.

وجاء في التقرير أنه في ظهر يوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2013، قصف طيران النظام السوري صاروخين اثنين على جامعة حلب في مدينة حلب، في وقت اكتظت فيه الجامعة بالطلاب، الذين يتقدمون لامتحاناتهم الجامعية. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 38 مدنياً، بينهم طفلان و10 سيدات، وإصابة قرابة 250 آخرين، جراء هذا القصف.

 ونقل التقرير رواية شاهد عيان كان موجوداً حين القصف، وهو طالب في جامعة حلب، حسام الحلبي، ولا زال على قيد الحياة، قوله "عند معهد التمريض، كانت هناك كثافة طلابية كبيرة، إذ كان وقت تبديل بين امتحانات الطلاب، وفجأة شهدنا تحليقاً للطيران الحربي، وقامت الطائرات ومن دون أي سابق إنذار بقصفنا بصاروخ، وألقوا معه بالونات حرارية".

وأضاف الحلبي "ولم تمضِ سوى لحظات، حتى قصفنا بصاروخ ثانٍ، ما أدى إلى تكسّر الزجاج وإغلاق أبواب سور الجامعة، وتبع ذلك إطلاق رصاص كثيف لم يُعرف مصدره، ولم نستطع الخروج إلا بعد قليل حيث كان الوضع كارثيا، وهناك عدد كبير من الجثث المتفحة، والأشلاء، وسور الجامعة قد تضرر، ولحق الضرر الكبير بواحد من مباني سكن الطلاب، واحترق عدد كبير من السيارات، وقام الطلاب والمدنيون بإسعاف الجرحى بالسيارات المدنية".

ولفت التقرير إلى أن جامعة حلب شهدت أكبر حراك جامعي في جميع جامعات سورية، بالرغم من كونها منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري، ولم تخضع في أي وقت من الأوقات لسيطرة المعارضة.

المساهمون