سورية: انفجارات بمحيط قاعدة للتحالف في دير الزور وتفجير منزلين لقيادات من "داعش" في درعا
قضى طفل متأثراً بجراحه اليوم السبت نتيجة الاشتباكات التي دارت قبل عدة أيام بين مجموعات عسكرية تابعة لـ"فرقة الحمزة" وفصائل "الفيلق الثالث" على أطراف مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، شمالي سورية.
وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" إنّ الطفل محمد حميد خزمة قضى مساء اليوم السبت متأثراً بجراحه التي أُصيب بها قبل عدة أيام بطلقة رشاش متوسط، إثر هجوم نفذته مجموعات عسكرية تابعة لـ"فرقة الحمزة" بالرشاشات المتوسطة على مقرات "الفيلق الثالث" في مدينة الباب الواقعة ضمن منطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب.
وأكدت المصادر أن شُباناً مقربين من عائلة الطفل قطعوا طريق بزاعة - الباب، أمام منزل عائلة الطفل، وأشعلوا الإطارات احتجاجاً على مقتل ابنهم، موضحةً أنه تم فتح الطريق بعد ساعتين من وفاة الطفل، وذلك بعد تدخل وجهاء من العائلة.
وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا نتيجة الاشتباكات بين فصائل "فرقة الحمزة، وفرقة سليمان شاه، وحركة أحرار الشام، وهيئة تحرير الشام" من جهة، وفصائل "الفيلق الثالث" من جهة أخرى إلى 9 مدنيين، بينهم امرأتان وثلاثة أطفال، وإصابة 46 آخرين، بينهم 10 أطفال وسبع نساء.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" في حديث لـ"العربي الجديد" أن رتلاً عسكرياً تابعاً لـ"هيئة تحرير الشام" انسحب من منطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي إلى منطقة نفوذ "تحرير الشام" في إدلب، عبر معبر "الغزاوية" القريب من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن "هيئة تحرير الشام" لا تزال تُبقي على جزء من مجموعاتها الأمنية ضمن الفصائل التي ساندتها في القتال ضد فصائل "الفيلق الثالث"، بالتزامن مع إجراء القوات التركية دوريات عسكرية ليلية على حواجز الشركة العسكرية في منطقة "غصن الزيتون" للكشف عن هوية العناصر المنتشرين على تلك الحواجز، لا سيما أن الجيش التركي طرد قبل يومين عناصر من "هيئة تحرير الشام" كانوا يرتدون لباس الشرطة العسكرية على حاجز بلدة جنديرس بريف مدينة عفرين شمالي محافظة حلب.
من جهة أخرى، استهدفت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بالصواريخ، ليلة السبت، قرية تلال الشام بريف حلب الشمالي، التي تضم عدة مخيمات للنازحين، بالإضافة إلى سقوط عدة صواريخ على الشريط الحدودي، وداخل الأراضي التركية التي تقابلها، تبعها تحليق طائرة مروحية تركية في أجزاء المنطقة لأسباب مجهولة.
وردت مدفعية الجيش التركي على مصادر النيران، واستهدفت بأكثر من 20 قذيفة مدفعية مواقع عسكرية لـ "قسد" في بلدة تل رفعت وقرية بيلونية بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع تركية في أجزاء منطقتي "درع الفرات، وغصن الزيتون"، شمالي البلاد.
انفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية لقوات "التحالف الدولي"
في سياق منفصل، دوّت انفجارات مجهولة المصدر بالقرب من حقل "العمر" (النفطي) الذي توجد بداخله أكبر قاعدة عسكرية لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، شمال شرقي سورية.
وأكدت شبكة "عين الفرات" المحلية أن صواريخ "أرض - أرض" أُطلقت ليلة اليوم السبت من قاعدة "التحالف الدولي" في حقل "العمر"، ويُعتقد بتوجهها إلى مناطق سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية شرقي دير الزور، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات بالمنطقة، وذلك عقب دوي انفجارات بالقرب من قاعدة التحالف في حقل "العمر"، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف في أجزاء المنطقة.
تفجير منزلين لقيادات من "داعش" في جاسم
وفي جنوبي البلاد، قامت فصائل محلية، اليوم السبت، بتفجير منزلين كانت تستخدمهما قيادات تنظيم "داعش" مقرات للإمارة ومحكمة شرعية، فيما أكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" أنّ أحمد العودة قائد "اللواء الثامن" المدعوم من تركيا وصل إلى العاصمة التركية أنقرة، دون معرفة أسباب الزيارة.
وعُرفت من المنزلين مزرعة تعود لـ"أبو عبد الرحمن العراقي" المتهم بقيادة التنظيم في مدينة جاسم، والذي قتل يوم السبت الفائت إثر عملية أمنية نفذتها المجموعات المحلية المُسلحة من أبناء مدينة جاسم ضد خلايا تنظيم "داعش" في المدينة، بالإضافة إلى تفجير منزل القيادي في التنظيم "أبو زيد سبينة"، والذي ينحدر من بلدة السبينة الواقعة في ريف دمشق.
إلى ذلك قُتل شخصان كانا سابقاً ضمن تشكيلات "الجيش الحر" التابع للمعارضة السورية، اليوم السبت، إثر استهدافهما برصاص مجهولين وسط مدينة جاسم بريف درعا الشمالي جنوبي البلاد، وقالت مصادر من محافظة درعا في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ الشابين علاء تيسير المسالمة وأحمد محاميد قتلا اليوم السبت في منطقة درعا البلد إثر استهدافهما على أيدي مسلحين مجهولين، مؤكدةً أنّ الشابين كانا يتبعان لفصائل المعارضة المحلية قبل أنّ يقوما بعملية تسوية لوضعهما في عام 2018.
وقد شهدت محافظة درعا تصعيداً أمنياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، تمثل في اعتقال أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري شابين يتبعان لفصيل "اللواء الثامن" وعدداً من النساء على الحواجز العسكرية، ما أدى لردود أفعال تمثلت في قطع طريق دمشق - درعا من قبل الفصيل بالقرب من جسر "أم المياذن" واحتجاز عدد من عناصر الحاجز العسكري والتهديد بالتصعيد، مما دفع أجهزة أمن النظام لإطلاق سراحهم في اليوم نفسه.
أحمد العودة قائد "اللواء الثامن" يجري زيارة إلى أنقرة
وفي سياق آخر، أكد الناشط الإعلامي أبو يزن الحربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ القيادي المحلي في الجنوب السوري أحمد العودة، قائد "اللواء الثامن" والمدعوم من روسيا، موجود الآن في أنقرة، في زيارة جاءت بناءً على طلب من الجانب التركي، وفق ما أكدت مصادر مقربة من العودة، دون معرفة أسباب وتفاصيل الزيارة، وكانت قد سبقتها زيارة مطولة إلى موسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021.
ويعتبر أحمد العودة الذي ينحدر من مدينة بصرى الشام أحد أبرز قياديي الجنوب السوري، إذ كان يقود أكبر فصيل محلي في الجنوب كان يُسمّى "لواء شباب السنة" التابع للمعارضة السورية، ومن ثم خضع لاتفاقية التسوية والمصالحة التي تمت في عام 2018، وتحوّل إلى ما يُسمّى بـ"اللواء الثامن"، وتبع حينها لـ"الفيلق الخامس" المدعوم روسياً، لينضم لاحقاً، وبناءً على اتفاقيات مع الجانب الروسي، إلى "جهاز الأمن العسكري".