استهلت روسيا العام الجديد بقتل المزيد من السوريين، حيث شنّت طائراتها غارات جوية فجر اليوم على محافظة إدلب، ما سبّب سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، فيما حصدت "احتفالات" شبيحة نظام بشار الأسد بالسنة الميلادية الجديدة أرواح العديد من الأشخاص.
وذكر الدفاع المدني السوري أن طفلين وامرأة قتلوا وأصيب 10 آخرون، بينهم 6 أطفال، بغارات جوية روسية فجر اليوم استهدفت نازحين في منطقة النهر الأبيض قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. وأضاف أن فرقه انتشلت الجثث من تحت الأنقاض، وأسعفت المصابين.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن الطائرات الحربية الروسية شنّت في الدقائق الأولى من العام الجديد، غارات جوية استهدفت عدة مناطق شمال غربيّ سورية، تركزت في محيط مدينة إدلب وبلدة كنصفرة وبلدة الجديدة ومنطقة النهر الأبيض في جسر الشغور.
وأوضح أن إحدى الغارات استهدفت محيط قرية الجديدة ذات الغالبية المسيحية في ريف مدينة جسر الشغور، فيما استهدفت قوات النظام السوري بقذائف المدفعية قرية بينين وحرش القرية في ريف إدلب الجنوبي، وبلدتي كفرعمة وكفرتعال في ريف حلب الغربي.
"الائتلاف" يدين التصعيد الروسي مع بداية العام
وفي السياق، حذر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم رحمة، من خطورة التصعيد العسكري الروسي على مناطق الشمال السوري مع بداية العام الجديد.
وقال رحمة في بيان نشر على موقع "الائتلاف" إن "روسيا عبر تصريحاتها وانتهاكاتها في الشمال السوري المحرر الذي يعيش فيه أكثر من 4.5 ملايين، نصفهم من المهجّرين قسراً، تعمل على خلق مأساة إنسانية كبيرة، فوق ما يعانيه أهلنا هناك من الأوضاع المعيشية القاسية، ومن وباء كورونا، بالإضافة لظروف الشتاء الصعبة".
وأضاف: "روسيا، التي لطالما تفاخرت بتجربة أكثر من 350 نوعاً من الأسلحة على الشعب السوري بحسب اعترافهم، واستخدمت أسلحة محرمة دولياً واستقدمت آلاف العناصر من مليشيات فاغنر الإرهابية وهجّرت مئات آلاف السوريين؛ تمثل الإرهاب الدولي الحقيقي العابر للحدود".
ودعا الأمين العام للائتلاف إلى ضرورة وجود موقف دولي حقيقي من التهديدات الروسية المستمرة للمدنيين السوريين، معتبراً أن السكوت عنها وعدم وجود خطوات حقيقية ضدها، "يعطي الضوء الأخضر للإجرام الروسي في سورية".
ضحايا باحتفالات السنة الجديدة
من جهة أخرى، توفي رجل في مدينة جبلة بالساحل السوري، وفتاة في العاصمة دمشق، نتيجة الرصاص العشوائي الذي أطلقه عناصر قوات النظام السوري بكثافة عند منتصف ليلة الجمعة – السبت ابتهاجاً بقدوم العام الجديد.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الرصاص العشوائي أصاب أيضاً نحو 20 مدنياً في كل من اللاذقية وحماة ودمشق وحلب وحمص، فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بمنازل المدنيين وسياراتهم نتيجة الرصاص العشوائي.
ودرجت قوات النظام والمسلحون الموالون لها (الشبيحة) على إطلاق النار بكثافة، باستخدام الرصاص الحيّ من أسلحة خفيفة ومتوسطة لإحياء احتفالات رأس السنة، ما يُوقع كل عام ضحايا بين المدنيين، دون وجود رقابة أو محاسبة من جانب سلطات النظام وأجهزته الأمنية.
وخلال احتفالات العام الماضي 2021، أصيب نحو 30 شخصاً بينهم نساء وأطفال، جراء إطلاق عيارات نارية عشوائية ومفرقعات.