تنضم مدينة الصنمين في ريف محافظة درعا الشمالي جنوبي سورية، اليوم الخميس، إلى عمليات التسوية التي يجريها النظام السوري في مدن وبلدات المحافظة تباعاً، وذلك بعد استكمال عملية مماثلة في مدينة إنخل، أمس الأربعاء.
وذكر الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنّ ضباط النظام السوري سلّموا وجهاء الصنمين، أمس الأربعاء، قوائم بأسماء عشرات "المطلوبين" بهدف البدء بالتسوية وتسليم السلاح اليوم الخميس.
من جهتها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أنّ وحدات من قوات النظام بدأت اليوم عمليات تمشيط في مدينة جاسم ومحيطها بريف درعا الشمالي، بالتزامن مع افتتاح الطرقات وإزالة الحواجز العسكرية داخل المدينة.
وتأتي تسوية الصنمين بعد البدء بتسوية أوضاع المنشقين عن قوات النظام والمتخلفين عن الخدمة العسكرية في مدينة إنخل بحضور وجهاء المدن ولجنة النظام الأمنية. وقضى اتفاق إنخل بتسليم قطعة سلاح عن كل ثلاثة مطلوبين في المدينة، بمن فيهم مجموعة "اللواء الثامن" التابعة لـ"الفيلق الخامس"، ومجموعة فرع أمن الدولة من أبناء المدينة، إضافة إلى إجراء تسويات للمطلوبين والمنشقين والمتخلفين عن التجنيد الإجباري، وإجراء عمليات تفتيش شكلية في بعض المنازل، بحضور الشرطة الروسية.
وكانت قوات النظام السوري، قد هددت بالتصعيد العسكري في مدينة جاسم في حال عدم تسليم 250 بندقية، قبل أن يتم حل الخلاف بعد اجتماع جرى ظهر أمس في مدينة درعا، حضره وجهاء من محافظة درعا وضباط من اللجنة الأمنية التابعة للنظام، خفض النظام بموجبه عدد قطع السلاح المطلوب تسليمها من 250 بندقية إلى عشرات البنادق فقط، لم يحدد عددها.
ومع اتفاق مدينتي الصنمين وإنخل، يصل عدد اتفاقيات التسوية في محافظة درعا منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي إلى 12 اتفاقية، وهي أحياء درعا البلد، ومدن وبلدات: اليادودة، والمزيريب، وطفس، وتل شهاب، وداعل، وابطع، ونوى، وجاسم، وقرى حوض اليرموك، حيث انخرط عشرات الشبان من المناطق المذكورة، بعمليات التسوية.
غارات روسية على إدلب
وفي شمال غربي البلاد، شنت طائرات حربية روسية غارات، صباح اليوم الخميس، على مناطق في ريف إدلب الغربي بعد توقف الطيران لنحو 4 أيام.
وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطائرات الروسية شنّت 4 غارات على محيط قرية بسنقول بريف إدلب الغربي، فيما قصفت قوات النظام مناطق سفوهن وفليفل وبليون بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
ومن جهتها، استهدفت فصائل المعارضة بقذائف المدفعية مواقع لقوات النظام في مدينة كفرنبل وبلدة الرويحة في ريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى، شهدت مناطق عدة في ريف حلب الشمالي قصفاً صاروخياً متبادلاً بين القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المنتشرة في المنطقة من جهة أخرى.
إلى ذلك، وفي شمال شرق البلاد، قتل مدني وأصيب 16 آخرون في ناحية تل براك بريف مدينة الحسكة الشمالي نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل عناصر "قسد"، بعد أن تصدى الأهالي لمحاولة سرقتها محولة كهربائية، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري.
وذكرت الوكالة "أنّ الأهالي تجمعوا لمنع مليشيا قسد من سرقة المحولة الكهربائية في منطقة نص تل التابعة لناحية تل براك لتقوم مجموعات من مسلحي المليشيا بتطويق المنطقة بالمدرعات وإطلاق النار على الأهالي، ما أدى إلى إصابة 16 منهم بإصابات مختلفة وتم نقل عدد منهم على إثرها إلى مشافي القامشلي لتلقي العلاج".
من جهته، ذكر فاضل حماد مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بالحسكة التابع للنظام على صفحته في "فيسبوك"، أن الأهالي سيطروا على حاجزين لـ"قسد" في محيط بلدة تل براك.
وفي السياق، ذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن المواجهات أسفرت عن إصابة 6 أشخاص بجروح أحدهم إصابته بليغة. وأوضح أن المحتجين من عشيرة بو خطاب التابعة لعشيرة الجبور، وهم موالون للنظام ومنظمون ضمن حزب "البعث" التابع للنظام.
وفي شرق البلاد، تحدثت أنباء عن عمليات هدم منازل ومحلات تجارية تقوم بها "قسد" في مدينة الرقة التي تسيطر عليها، منذ أواخر العام 2017، وذلك بذريعة أنها مخالفة للقوانين الصادرة عن "الإدارة الذاتية".
وذكر ناشطون في المنطقة على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ الأحياء التي تستهدفها "قسد" بالهدم هي عشوائيات بنيت منذ عهد سيطرة نظام الأسد، وإذا أرادت تطبيق القانون عليها فإنها ستضطر إلى تدمير 30% مِن مدينة الرقة، على اعتبار أنّها مخالفات.
وكانت بلدية "الشعب" في الرقة استحدثت، نهاية العام الماضي مكتباً جديداً تحت اسم "التخطيط والتنظيم العمراني" يتولّى مهمة هدم ما يراه مخالفاً من المنازل، مع استثناء المنازل المخالفة التي يسكنها موالون وتابعون لـ"قسد".