سورية: "الإدارة الذاتية" الكردية تنتقد تصريحات لافروف بشأن "الكيان الانفصالي"

19 يناير 2023
اتهم لافروف "قسد" بالسعي لتأسيس كيان انفصالي (Getty)
+ الخط -

انتقدت ما تسمى "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي قال فيها إن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تقود مشروعاً انفصالياً، وإن هناك جهات تستخدمها، كما أعربت عن رفضها تصريح الوزير الذي قال فيه "نتفهم قلق تركيا حول الكرد".

ودعا بدران جيا كرد، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، في بيان صدر اليوم الخميس، روسيا إلى التعامل مع الأزمة السورية بـ"عقلية منفتحة".

وأضاف": "نأسف لسماع مثل هذه التصريحات، في ظل الإصرار على الحوار الوطني والحل ضمن الإطار الوطني السوري، ورغم وجود وساطة روسية للحوار بين الإدارة ودمشق".

كما انتقد المسؤول في الإدارة الذاتية حديث لافروف عن تفهمه قلق تركيا حول الكرد، موضحاً أن هذه المواقف "تدفع تركيا نحو المزيد من زعزعة الاستقرار في سورية، وتدعم توجه تركيا وسياساتها التي تعادي الإدارة الذاتية و(قوات سوريا الديمقراطية) لتصفيتها".

واعتبر أنَّ "الموقف الروسي يخلق الشك لدى السوريين بأن يكونوا ضحايا لصفقات تركية مع أطراف أخرى في سورية". وحمّل روسيا مسؤولية تطور مشاريع التقسيم في سورية، مشيراً إلى أنَّ موقفها من تركيا في الملف السوري يؤدي إلى ضعف التركيز على تحقيق الاتفاق والتفاهم بين السوريين وتفتيت الوحدة السورية.

وأكد أن الاتهامات الروسية بالانفصال وإنشاء دولة وما شابه "غير صحيح وبعيد عن الواقع"، لأن مشروع "الإدارة الذاتية" وهدفها واضحان.

كما شدد كرد على رفض "الإدارة الذاتية" التشكيك بدورها الوطني السوري ومساعيها نحو تحقيق الاستقرار والتفاهم. داعيا في الوقت ذاته روسيا إلى تفهم القضية التي يطرحونها وحقوقهم العادلة في سورية.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال، يوم أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن "واشنطن تسعى لاستخدام الأكراد لبناء دويلة في سورية لإزعاج باقي الأطراف، ما يثير قلق تركيا"، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن "موسكو تتفهم مخاوف أنقرة إزاء من تعتبرهم مقاتلين أكراداً خطرين في سورية".

وحول دلالة هذه التصريحات والدور الروسي في شمال شرق سورية، قال الكاتب السوري الكردي رمضان عربو، لـ"العربي الجديد"، إن "روسيا منذ سنوات تلعب دور الوسيط بين الإدارة الذاتية والنظام السوري، لكن موسكو ونظام الأسد غير مستعدين لتقديم أي تنازلات ولا مشروع لديهم سوى عودة مناطق شمال شرق سورية إلى سيطرة الأسد من دون إعطاء أي دور للإدارة الذاتية".

وأضاف أن لافروف اتهم واشنطن بمحاولة إقامة دولة كردية، ولم يوجه هذه التصريحات للإدارة الذاتية مباشرة حتى لا تفقد موسكو دور الوسيط. واعتبر في الوقت ذاته أن الدور الأميركي في الوقت الحالي في شمال شرق سورية "هو أوضح بالنسبة للأكراد، كونه يعتمد على القرار الدولي 2254 الذي يؤكد على حكومة انتقالية بمشاركة كافة أطياف المعارضة".

مسيّرة تركية تقصف موقعا بريف الحسكة السورية

إلى ذلك، استهدفت طائرة مسيّرة، يعتقد أنها تركية، الخميس، موقعا بالقرب من المدخل الجنوبي لمدينة رميلان، بريف القامشلي شمال شرقي سورية، في حين شهدت مناطق التماس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة تصعيدا وقصفا متبادلا على تخوم إدلب وريف حماة.

وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن طائرة مسيرة تركية استهدفت موقعا بالقرب من الحاجز الأمني الجنوبي عند مدخل مدينة رميلان بريف القامشلي شمالي شرقي الحسكة، ما أدى إلى وقوع إصابات.

وأضاف أن عددا من سيارات الإسعاف توجهت إلى المنطقة دون معرفة عدد الضحايا وما إذا سقط قتلى في الهجوم، بسبب فرض طوق أمني في موقع الانفجار.

وأمس الأربعاء، استهدفت مسيرة تركية، سيارة رباعية الدفع بالقرب من قرية معشوق على الطريق الواصل بين مدينة القامشلي والحدود العراقية.

وتستهدف تركيا عبر طائراتها المسيرة بين فترة وأخرى مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقادات من حزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه على قوائم الإرهاب.

في سياق آخر، جرح أربعة أطفال وامرأة مسنة جراء قصف مدفعي وصاروخي متبادل لقوات النظام على مناطق سهل الغاب شمال غرب حماة وسط البلاد.

وذكرت منظمة الدفاع المدني السوري، في بيان نشر على معرفاتها الرسمية، أن أربعة أطفال وامرأة مسنة، بينهم أربعة من عائلة واحدة (ثلاثة أطفال وجدتهم)، أصيبوا بجروح، وبينهم إصابة حرجة، إثر قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف منزلهم في قرية قسطون بسهل الغاب.

وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب إن مناطق التماس بين قوات النظام والمعارضة شهدت اليوم الخميس تصعيدا عسكريا وقصفا متبادلا على محاور جبل الزاوية جنوب إدلب في حين استهدفت القوات التركية المتمركزة في المنطقة مواقع لقوات النظام في معسكر جورين غربي حماة.

من جانب آخر، عثرت "قسد" على مقبرة جماعية تضم رفات عناصر من قوات النظام جنوب ناحية عين عيسى بريف الرقة شمال شرقي سورية.

وقال مراسل "العربي الجديد" في الرقة إن المقبرة تضم جثث سبعة أشخاص يعتقد أنهم من عناصر قوات النظام السوري وقتلوا على يد عناصر تنظيم "داعش" قبل عدة سنوات.

جنوب البلاد، قتل شخص برصاص مسلحين مجهولين إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في مدينة نوى غربي درعا، بحسب ما ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، اليوم الخميس.