تعرض سبعة أشخاص ينحدرون من منطقة اللجاة التابعة لمحافظة درعا جنوب سورية، أمس الثلاثاء، للاعتقال على حاجز لمجموعات أمنية تعمل لصالح "جهاز الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، بالتزامن مع عمليات ابتزاز للمدنيين تمارسها مجموعات الفرع بحق أهالي المنطقة.
وقال الناشط الإعلامي محمود المحمد، الذي ينشط في موقع "اللجاة برس"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المدعو حسن المليحان وابنه محمد، وأحد أقربائه المدعو حمد المليحان، وشخصا رابعا يدعى حسن السهيل، بالإضافة إلى كلٍ من ركان عايد المفرج، وموفق منصور المفرج، وعواد جاسم السدحان، وهو مُسن يبلغ من العمر 55 عاماً، اعتقلوا الثلاثاء على حاجز أمني يتبع لفرع "الأمن العسكري" يتمركز بين حي البقعة ومدينة إزرع الواقعة غرب منطقة اللجاة بريف محافظة درعا، جنوبي البلاد.
وبدأت مجموعات تابعة لـ"جهاز الأمن العسكري"، بنصب حواجز طيارة وكمائن بين بعض البلدات وعلى الطرق الزراعية، في مناطق مختلفة من ريف محافظة درعا.
بدوره، أشار الناشط الإعلامي أبو يزن الحربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود حواجز طيارة وكمائن إلى الشرق من مدينة داعل الواقعة في الريف الأوسط من محافظة درعا، بالإضافة إلى حواجز أخرى على طول الأوتوستراد الواصل إلى المدينة".
وبحسب موقع "درعا 24"، المحلي، فإن من يقوم بوضع هذه الحواجز والنقاط، هم من أفراد مجموعة مصطفى المسالمة، المُلقب بـ "الكسم" القيادي المحلي الذي ينحدر من درعا البلد، ويعمل لصالح جهاز "الأمن العسكري"، حيث يتم بشكل مفاجئ جلب رتل مؤلف من رشاش "دوشكا" وعشرات العناصر، وينصبون حواجز طيارة، ويقومون بسلب مبالغ مالية من الفلاحين ومن أبناء عشائر البدو، بحجة عدم حيازتهم على تأجيلات للخدمة العسكرية، أو أوراق ثبوتية.
ولفت الموقع إلى أن هذا الأمر دفع بعض المزارعين لترك أراضيهم بسبب خوف الشباب من الاعتقال، وكذلك الأمر بالنسبة للعمال، حيث تركوا المنطقة خشية تعرضهم للاعتقال، لاسيما أن هذا الأمر تزامن مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة شهدتها بلدة جلين الواقعة في الجهة الغربية من مدينة درعا، بين فصيلين محليين يتبعان لجهاز "الأمن العسكري"، عُرف منهما القيادي "أبو راشد الزينب" و"أبو حيان حيط" القيادي السابق في فصيل "أحرار الشام" التابع للمعارضة السورية.
وقال الحربي إن محافظة درعا "تشهد حالة من الفلتان الأمني غير المسبوق، حيث لا يكاد يمضي يوم واحد دون اعتقالات واغتيالات في وضح النهار، وغالباً ما يسجل كل ضحية ضد مجهول".
ونوه إلى تعرض المواطن أحمد صالح الزعبي من بلدة الغارية الشرقية في الريف الشرقي من محافظة درعا، لمحاولة اغتيال، حيث تم إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين، أثناء تواجده في صيدلية وسط البلدة، وكذلك العثور على جثة المواطن أحمد ياسين الزعبي، على أوتستراد درعا- دمشق، والذي فقد السبت الفائت على الطريق الواصل بين مدينتي داعل وطفس بريف درعا الغربي.
فتنة وبلبلة
وأوضح أحد المُعلمين المنحدرين من بلدة داعل، مفضلا عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية في حديث لـ "العربي الجديد": "لقد بدأنا بسيناريو مرحلة الفصائل الموالية للأمن العسكري التابع للنظام السوري، والذي عاشه قبلنا جيراننا في محافظة السويداء. خطر خارجي من تنظيم داعش وجر الفصائل تحت قيادة موحدة لردع الخطر ثم إعادة الخلافات بين سكان المحافظتين، وبالتالي خلق فتنة وبلبلة دائمة بين الأهالي"، مضيفاً: "علينا أن نستفيد من تجربة جيراننا، ونضع حدا للأفرع الأمنية".
ويأتي هذا التحرك لأتباع جهاز "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، بعدما تم القضاء على آخر معاقل تنظيم "داعش" قبل أيام في منطقة حي السد في درعا البلد.