سورية: اشتباكات بين الفصائل وقوات النظام في حماة

25 يونيو 2022
النظام لم يحرز أي تقدم في حماة (جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

أفشلت فصائل المعارضة السورية، فجر اليوم السبت، محاولة تقدم لقوات النظام على جبهات القتال في منطقة سهل الغاب شمال غربي سورية، موقعةً قتلى وجرحى في صفوف المجموعات التي حاولت التقدم.

وقال مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر جيش النصر العاملين ضمن تكتل الجبهة الوطنية للتحرير تمكّنوا، فجر اليوم السبت، من صدّ محاولة تقدم لقوات النظام من محورين؛ الأول من جهة بلدة العمقية، والثاني من جهة بلدة الفطاطرة ضمن منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي".

وأشار المصدر إلى أن "عنصرين من قوات النظام قُتلا على الأقل، وأُصيب عناصر آخرون يتبعون لـ"الفرقة السادسة" التابعة لقوات النظام السوري والمدعومة من روسيا، إثر استهدافهم بقذائف المدفعية أثناء انسحابهم من جبهة الفطاطرة شمال غربي حماة، من دون إحراز أي تقدم يذكر".

وكان ستة عناصر يتبعون لـ"الفرقة السادسة" في جيش النظام قد قُتلوا، السبت الفائت، عُرف منهم النقيب علي شباصي، ومحمود خزامي، ومحمد جعارة، وعمر حمدو، وذلك إثر عملية نوعية نفذتها مجموعة عسكرية تابعة لـ"جيش النصر" على محور جبهة بلدة الفطاطرة ضمن منطقة سهل الغاب.

إلى ذلك، اتهم مركز المصالحة الروسي، ليل الجمعة، "هيئة تحرير الشام" بالتصعيد وقصف مواقع قوات النظام السوري في إدلب 12 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وادعى نائب رئيس مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية يفغيني غيراسيموف، في مؤتمر صحافي، أنه "خلال اليوم الأخير، سجلت في منطقة إدلب لخفض التصعيد 12 حالة قصف من قبل جماعة تحرير الشام"، زاعماً تسجيل خمس عمليات قصف في محافظة حلب، وأربعا في محافظة إدلب واثنتين في محافظة اللاذقية وواحدة في محافظة حماة، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

من جهة أخرى، عثر "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، على جثة طفل مقتول في أحد الجبال القريبة من تجمع المخيمات شمالي محافظة إدلب.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية أمنية تابعة لجهاز الأمن العام توجهت، خلال الساعات الماضية، إلى منطقة جبل كللي شمالي محافظة إدلب، وانتشلت جثة الطفل أحمد طلال الرحال البالغ من العمر 6 سنوات، وهو نازح من قرية النقير بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم "فرج الله" بريف إدلب الشمالي، مؤكدةً أن الطفل وجد مقتولاً خنقاً ومرمياً في جيب صخري ضمن منطقة جبلية شمال بلدة كللي، وذلك بعد فقدانه من المخيم قبل نحو 26 يوماً من مقتله.

وأشارت المصادر إلى أنّ "هيئة تحرير الشام اعتقلت أحد الأشخاص المشتبه فيهم باختطاف الطفل قبل أيام"، لافتةً إلى أن "التحقيقات لا تزال جارية حتى الآن، بالتزامن مع نقل جثة الطفل إلى الطبابة الشرعية في مدينة إدلب للكشف عن أسباب الوفاة وتاريخها".

في غضون ذلك، تمكنت الشرطة العسكرية، التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، من إلقاء القبض على أحد عناصر خلايا تنظيم "داعش" في مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شمال شرقي محافظة حلب، شمالي سورية.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عنصراً من الشرطة العسكرية قُتل، الجمعة، وأُصيب عنصر آخر من عناصر الجيش الوطني أثناء عملية مداهمة مقر الخلية"، مُشيرةً إلى أن "الشرطة العسكرية تمكنت من إلقاء القبض على منفذ عمليات تفجير يتبع لتنظيم (داعش) بعد اشتباكات استمرت مدة ساعة وسط مدينة الباب شرقي محافظة حلب".

وكان "الفيلق الثالث"، المُشكل من عدة فصائل عاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، قد تمكن، الإثنين الفائت، من إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم "داعش" مؤلفة من أربعة أشخاص، واعترف أفراد الخلية من خلال تسجيل مصور بثه الفيلق على معرفاته الرسمية بأنهم "نفذوا ثلاثة تفجيرات من خلال عبوات ناسفة في مدينة جرابلس، بالإضافة إلى تفجير في عفرين قرب مطعم كبصو وتفجير سيارة في مدينة الباب، شمال شرقي محافظة حلب".

تركيا تعلن القضاء على 5 من "الكردستاني"

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها اليوم السبت، إنّ "قوات الكوماندوز (القوات الخاصة في الجيش التركي) حيدت 5 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، في منطقة درع الفرات في شمال سورية".

وكثفت القوات التركية قصفها المدفعي، صباح اليوم السبت، مستهدفة مواقع ومقار "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قرى وبلدات بريف مدينة عفرين شمالي محافظة حلب، من دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر ضمن المواقع المستهدفة.

في سياق منفصل، عثرت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) اليوم السبت، على جثة امرأة مقطوعة الرأس في القسم الرابع من مخيم الهول، الذي يضم أسر تنظيم "داعش" بريف الحسكة الشرقي، شمال شرقي سورية.

وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن "تعداد الجرائم التي شهدها المخيم ارتفع إلى 21 جريمة منذ مطلع العام الحالي، والتي أفضت إلى مقتل 22 شخصاً.

ويضم مخيم الهول، شرقي محافظة الحسكة، 56,773 فرداً بعدد عائلات 15,431 عائلة، بينها 2423 من عائلات قتلى ومعتقلي تنظيم "داعش" الأجانب المُنحدرين من نحو 60 دولة.

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بالاشتراك مع قسد، نفذت عملية إنزال جوي، اليوم السبت، في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية"، مؤكدةً أن "عملية الإنزال استهدفت منزلاً في حي العزيزية بمدينة الحسكة، اعتقلت قوات التحالف من داخله شخصاً مدنياً يدعى أحمد علوك".

وتمكنت قوات التحالف الدولي، ليل الجمعة، من إلقاء القبض على شخص مُتهم بالتعامل مع خلايا تنظيم "داعش"، إثر عملية إنزال جوي استهدفت منزلاً في محيط قرية الدامان التابعة لمدينة البصيرة شرقي محافظة دير الزور، شرقي البلاد.

وفد بلجيكي يبدي استعداده للاعتراف بـ"الإدارة الذاتية"

من جانب آخر، أعلن وفد من الخارجية البلجيكية برئاسة السفير هوبير كورمان خلال زيارة أجراها لمناطق شمال شرق سورية استعداد بلاده للاعتراف بـ"الإدارة الذاتية".

وبحسب ما نقل الموقع الرسمي لـ"الإدارة الذاتية" السبت، قال كورمان خلال زيارته مقر "الإدارة" إن بلاده "ستسعى جاهدة للاعتراف بـ "الإدارة الذاتية" ومشروعها الديمقراطي ودعمها أمنيا واقتصاديا لتحقيق الأمن والأمان في سورية عامة وشمال وشرقي سورية خاصة".

وأضاف أن حكومته مستمرّة في تقديم الدعم الإنساني الذي يُفيد الشعب السوري وشعوب شمال وشرق سورية، وأنَّ الحكومة البلجيكية على دراية "بالدور الهام لقوات سورية الديمقراطية في قتالها ضد "داعش" في سورية، وحفاظها على أمن وأمان شمال وشرق سورية، ومساهمتها في القتال العالمي ضد الإرهاب"، بحسب المصدر نفسه.

وأشار كورمان خلال لقائه بالرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، نظيرة كورية، إلى قضية الحل السياسي في سورية وفق قرار مجلس الأمن 2254. على أن يُعاد النظر بالهيئة العليا للتفاوض واللجنة الدستورية لكي تمثل كل الشعب السوري بمختلف مكوناته وخاصة الكرد، والتهديدات والهجمات التركية في شمال وشرق سورية، والوضع الاقتصادي والإنساني في الإدارة الذاتية ووضع المخيمات والنازحين.

من جانبه قال عبد الكريم عمر الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية إن "الإدارة الذاتية تواجه تحديات كبيرة في المنطقة منها اقتصادية وأمنية، ولقد طالبنا المجتمع الدولي بإنشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاسبة مقاتلي داعش، وتحمل مسؤولياتهم تجاه رعاياهم في المنطقة، أو تقديم الدعم للإدارة الذاتية لتحسين الظروف الأمنية والإنسانية داخل المعتقلات والمخيمات، ولكن الاستجابة غير كافية للقضاء على الإرهاب والتطرف".

وكانت بلجيكا قد أعادت من مخيم الروج الخاضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بإشراف كورمان في 21 من حزيران / يونيو الحالي 16 طفلًا وست أمهات من أفراد عائلات تنظيم "داعش" يحملون الجنسية البلجيكية.

وأوضح مصدر في إدارة موقع المجلس التنفيذي، لـ "العربي الجديد"، أن الزيارة لم تكن اليوم وتمت الأسبوع الماضي حيث أجرى الوفد البلجيكي مباحثات مكثفة مع دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، كما زار إدارة موقع المجلس التنفيذي في عامودا لكن تفاصيل الاجتماع نشرت اليوم.

المساهمون