نشر الجيش التركي، يوم الثلاثاء، الدبابات على أطراف مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، بالتزامن مع عقد اجتماع في منطقة حوار كلس بين قادة الفيالق الثلاثة العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" مع ضباط أتراك مسؤولين عن منطقتي "درع الفرات وغصن الزيتون".
يأتي ذلك في ظل استمرار الاشتباكات بين فصائل الفيلق الثاني من جهة، و"هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" (أحرار عولان)، و"تجمّع الشهباء" من جهة أخرى، في ريف حلب الشرقي، شمالي البلاد.
وقال مصدر عسكري لدى "الجيش الوطني السوري" في حديث لـ"العربي الجديد" إن قادة الفيالق الثلاثة لدى "الجيش الوطني السوري" بدأوا بمشاركة وزير الدفاع لدى "الحكومة السورية المؤقتة"، عصر اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ضباط من الجيش التركي مسؤولين عن منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون".
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أنّ الاجتماع يأتي لبحث الأوضاع الراهنة في المنطقة، بعد توغل "تحرير الشام" في عمق المنطقتين، وسيطرتها على معبر الحمران (أهم معبر اقتصادي في الشمال السوري) الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بريف جرابلس، ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف مدينة منبج، شرقي محافظة حلب، شمال البلاد.
وأكد المصدر أن الجيش التركي نشر 14 دبابة عصر اليوم الثلاثاء، على الطرق الرئيسية في مداخل بلدتي شران وكفر جنة بريف حلب الشمالي، وذلك لمنع أي تقدّم لـ "هيئة تحرير الشام" على مدينة أعزاز، التي تعتبر معقل "الفيلق الثالث"، لا سيما أن دخول "تحرير الشام" إلى مدينة أعزاز يعني تمددها وسيطرتها على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، شمال محافظة حلب، شمالي البلاد.
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري من فصائل "الفيلق الثالث" في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فصيل "الجبهة الشامية" العامل ضمن صفوف الفيلق الثالث تمكّن من الدخول إلى بلدة صوران بريف حلب الشمالي، والسيطرة عليها بشكلٍ كامل، وذلك بعد معارك عنيفة دارت صباح اليوم الثلاثاء، بين فصائل "الفيلق الثاني" من جهة، و"تحرير الشام" و"تجمّع الشهباء" من جهة أخرى، انتهت بسيطرة التجمع على البلدة.
كذلك سيطر التجمع على بلدتي احتمالات ودابق بعد معارك عنيفة مع فصائل "الفيلق الثاني"، فيما تمكن الفيلق الثاني من السيطرة على ثلاث قرى كانت تُسيطر عليها "أحرار عولان" بريف مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 عناصر على الأقل من الطرفين، بالإضافة إلى أسر قرابة 50 عنصراً بينهم قادة ميدانيون.
وسجلت قرى وبلدات ريف حلب الشرقي، اليوم الثلاثاء، حركة نزوح لعشرات العوائل من القرى والبلدات الواقعة على الطريق الواصل بين مدينة الباب وبلدة أخترين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمال شرقي محافظة حلب، وذلك بسبب الاشتباكات الدائرة بين الفصائل، لا سيما أن الفصائل استخدمت خلال الاشتباكات قذائف المدفعية، وقذائف الهاون، والرشاشات المتوسطة.