سورية: اتفاق بين "تحرير الشام" و"الفيلق الثالث" على إدارة موحّدة لمناطق المعارضة

15 أكتوبر 2022
منطقتا "درع الفرات" و"غصن الزيتون" ستكونان تحت إدارة عسكرية موحدة (Getty)
+ الخط -

اتفقت "هيئة تحرير الشام"، مساء الجمعة، مع فصائل "الفيلق الثالث" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" بريف حلب الشمالي، على التوصل إلى اتفاق ينهي القتال بين الطرفين، بعد معارك دامية استمرت أياماً عدة، وأدت إلى وقوع قتلى من الجانبين، بالإضافة إلى مقتل مدنيين ونزوح عشرات العائلات من المخيمات.

وقال مصدر عسكري من "الفيلق الثالث" في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه جرى التوصل إلى اتفاق بين "هيئة تحرير الشام" من جهة، وفصائل "الفيلق الثالث" من جهة أخرى، وذلك بعد اجتماع ضم "أبو أحمد نور" قائد القوات المركزية في "الفيلق الثالث"، و"أبو محمد الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام".

وحسب المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، فإن الاتفاق نص على إنهاء القتال بين الطرفين، وسحب المظاهر العسكرية المُسلحة، وعودة الفصائل كافة إلى أماكن تمركزها السابقة، مشيراً إلى أن ذلك حدث بعد طرح شروط عدة من قبل "هيئة تحرير الشام"، جرت الموافقة عليها من قبل الفيلق، إثر مفاوضات استمرت لساعات.

وأكد المصدر أن منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" ستكونان تحت إدارة عسكرية موحدة بإشراف "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى حصول الهيئة على عائدات مالية من جميع المعابر الفاصلة مع سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أبرزها معبر "الحمران" بريف مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، والمعابر الأخرى مع الجانب التركي.

ولفت إلى أن "الاتفاق أكد أن المؤسسات المدنية لا يُسمح أبداً للتشكيلات العسكرية بالتدخل في شؤونها، وإنما ستكون تلك المؤسسات تحت وصاية وإدارة الحكومة السورية المؤقتة، بإشراف من الإدارة الموحدة التابعة لهيئة تحرير الشام".

وأشار المصدر إلى أنه سيجري تفعيل دور المؤسسات المدنية والأمنية والمجالس المحلية من خلال دعمها تحسين الواقع الأمني والخدمي في المنطقة، وفق خطط جرى إعدادها مسبقاً للمنطقة.

وأوضح المصدر أن الاتفاق أصبح حيز التنفيذ، وفصائل "الفيلق الثالث" بدأت بالعودة إلى مقراتها وثكناتها العسكرية، مشدداً على أن منطقة "نبع السلام" مُحيدة عن الاقتتال والفصائل الموجودة في داخلها ستبقى على ما هي عليه، دون أي تغيير.

أهالي أعزاز السورية يمنعون رتلاً استعراضياً لـ "تحرير الشام"

وبحسب مصادر من منطقة إدلب لـ"العربي الجديد"، فإن "هيئة تحرير الشام" بدأت، اليوم السبت، سحب أرتال عسكرية من منطقة "غصن الزيتون" باتجاه منطقة إدلب عبر معبر الغزاوية، الواقع بالقرب من مدينة دارة عزة غربي محافظة حلب.

وكان من المقرر، بحسب بنود الاتفاق، دخول رتل عسكري لـ "هيئة تحرير الشام"، السبت، مدينة أعزاز وصولاً إلى مدينة جرابلس، ومن ثم يعود إلى منطقة إدلب، تزامناً مع البدء بفتح طريق أعزاز - عفرين وبعض الطرق التي كانت مغلقة بسبب الاشتباكات، لكن أهالي ونشطاء مدينة أعزاز منعوا الرتل العسكري من دخول المدينة.

ورصدت كاميرا "العربي الجديد"، تظاهر العشرات من نشطاء وأهالي مدينة أعزاز، وقطعهم عدة طرقات بإشعال الإطارات البلاستيكية، معبرين عن رفضهم لدخول "الهيئة" إلى المنطقة.

وأشارت مصادر محلية من مدينة عفرين لـ "العربي الجديد"، إلى أن الرتل العسكري التابع لـ "الهيئة" عاد إلى مدينة عفرين متجهاً إلى منطقة إدلب (منطقة نفوذ هيئة تحرير الشام) شمال غربي سورية.

وأفادت المصادر بأنّ تظاهرة في مدينة مارع خرجت، اليوم السبت ،عقب التظاهرة التي خرجت في مدينة أعزاز شمالي محافظة حلب، أمس الجمعة. ومن المقرر أن يتوجه متظاهرو مدينة مارع إلى مدينة اعزاز دعماً لأهالي المدينة في موقفهم ضد "هيئة تحرير الشام".

ومن المقرر أن يتم فتح جميع الطرقات، لا سيما طرقات عفرين - أعزاز، اليوم السبت، وذلك بعد قطع غالبية الطرقات المؤدية إلى المدينتين بفعل الاشتباكات خلال الأيام الماضية.

ووثق فريق "منسقو استجابة سورية" قبل أمس الخميس، مقتل أربعة مدنيين، بالإضافة إلى إصابة 28 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة الاشتباكات والقصف المتبادل شمال شرقي محافظة حلب.

وأكد الفريق أن الاشتباكات تسببت بنزوح أكثر من 950 عائلة من المخيمات المنتشرة في المنطقة، ونزوح أكثر من 2500 عائلة كنزوح مؤقت من المخيمات، موضحاً أنه جرى استهداف أكثر من سبعة مخيمات، نتيجة الاشتباكات في محيط تلك المخيمات في ريف عفرين والباب شمالي حلب، بالإضافة إلى استهداف 4 منشآت خدمية أخرى.

تقارير عربية
التحديثات الحية

استهداف خلية لـ"داعش" في درعا

من جانب آخر، تمكنت المجموعات المحلية التي كانت سابقاً تعمل ضمن فصائل "الجيش الحر" التابعة للمعارضة السورية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي جنوبي سورية، من نسف مبنى كانت تتحصن فيها مجموعة من قادة وعناصر خلايا تنظيم "داعش"، ما أدى إلى مقتل عدد من قادة خلايا التنظيم.

وقال الناشط أبو البراء الحوراني في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعات محلية من أبناء مدينة جاسم بمشاركة شُبان من أبناء الريف الغربي لمحافظة درعا جنوبي البلاد، تمكنت من نسف مبنى يتحصن فيه خلايا وقادة ينتمون لتنظيم داعش"، مؤكداً مقتل أربعة أشخاص من التنظيم كانوا داخل المبنى من بينهم "القيادي أبو عبد الرحمن العراقي، والقيادي أبو مهند اللبناني، والقيادي أبو لؤي القلموني".

وأشار إلى أن فرض حظر التجوال تم تمديده في المدينة من قبل المجموعات المحلية لليوم الثاني على التوالي.

ولفت الحوراني إلى أن "قوات النظام لم تشارك في العملية بتاتاً"، معتبراً أن "قوات النظام تساند خلايا التنظيم من خلال القصف المدفعي الذي يستهدف أطراف مدينة جاسم، بالإضافة إلى قطع التيار الكهربائي ومادة الخبز عن المدينة"، موضحاً أن "حشود النظام العسكرية لا تزال منتشرة على أطراف مدينة جاسم، دون تواجد أي عنصر من قوات النظام داخل المدينة".

وأشار الحوراني إلى أنه "يوجد عدد لا بأس فيه من عناصر خلايا تنظيم داعش داخل مدينة جاسم، وجميع المجموعات المحلية في المدينة تعمل بشكل منتظم حتى استئصال كافة هؤلاء الأشخاص المنتمين للتنظيم بهدف تأمين المدينة بشكلٍ كامل".