حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مطلعة تُفيد بأن "حزب الله" اللبناني أنهى، يوم أمس الثلاثاء، تخريج دفعة جديدة من مقاتليه في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، بعد تدريبات مكثفة تلقاها متطوعون جدد ضمن صفوفه، استمرت لأشهر بإشراف قادة الحزب (لبنانيو الجنسية).
وأوضحت المصادر أن "حزب الله" خرج في دفعته الأخيرة 150 مقاتلا محليا ظهر أمس الاثنين، ضمن معسكر أنشأه مؤخراً في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، القريبة من الطريق الدولي حلب – دمشق المعروف بطريق (أم4)". مُشيرةً إلى أن العناصر خضعوا لدورة مدتها 75 يوماً، تدربوا من خلالها على الدبابات والمدافع الميدانية ومدافع الهاون، بالإضافة لتدريب سرية قناصين يقدر عدد عناصرها بـ25، أشرف على تدريبهم قادة لبنانيون، مقراتهم الرئيسية في محيط بلدة التمانعة بالقرب من مدينة خان شيخون جنوب إدلب.
ولفت المصدر إلى أن "هذه الدورة هي الثالثة لمليشيا الحزب، التي تقيمها في مناطق ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الشرقي"، مضيفاً أن "مقرات وثكنات ومعسكرات (حزب الله) والمليشيات الإيرانية جميعها تركزت في ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الشرقي، بالإضافة لغرفة عمليات لهم في قرية معرشورين شرق معرة النعمان جنوب إدلب".
وأكد ذات المصدر أن المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني ولواء "الرضوان" شاركت ضمن الحملة العسكرية الأخيرة بأكثر من 900 مقاتل من جنسيات مختلفة، وهم الذين سيطروا على كامل أرياف حلب المذكورة ومدينة سراقب شرق إدلب، تقاطع الطرق الدولية، وذلك بتنسيق ودعم جوي من القوات الروسية في قاعدة حميميم الجوية.
وحول المتطوعين الجُدد في الميليشيا، لفت المصدر إلى أن سماسرة سوريين مقربين من الحزب ومليشيا "الحرس الثوري" الإيراني عمدوا، في الأشهر الستة الماضية، إلى تجنيد أكثر من 1250 شاباً من محافظات حماة واللاذقية ودمشق وحمص وطرطوس عبر مكاتبهم المنتشرة ضمن المحافظات السورية التي يُسيطر عليها النظام، مقابل راتب شهري قدره 150 ألف ليرة سورية، مستغلين الوضع المعيشي المتدني، وسوء الأحوال المادية لدى الكثير من العوائل، وارتفاع نسبة البطالة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وشاركت مليشيا "حزب الله" اللبناني في عمليات التعفيش ضمن الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، وأبرز المناطق التي كانت من حصة المليشيا مدينة سراقب شرق إدلب، وبلدات العيس، والزربة، وخان طومان، والشيخ علي، وعنجارة، وقبتان الجبل، وعندان، وخان العسل، وأورم الكبرى، والراشدين، وريف المهندسين جنوب غربي حلب، حيث عملت على بيع أثاث المنازل في المناطق الموالية، أبرزها منطقة السيدة زينب في دمشق، معقل الحزب والمليشيات الإيرانية، بأسعار بخسة، بالإضافة لشحن الألومنيوم والنحاس والحديد المستخرج من المنازل إلى مرفأ اللاذقية الذي تُشرف عليه إيران عبر تُجار محليين.
وكانت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية قد كشفت لـ"العربي الجديد"، في التاسع من فبراير/ شباط الحالي، أن "القوات الروسية خرّجت دُفعة عناصر من قوات (الحرس الجمهوري) التي دربها ضباط من القوات الخاصة الروسية، بأوامر وتعليمات من قاعدة حميميم الجوية، والذين بلغ عددهم 75 عنصراً، خضعوا لتدريبات على دبابات روسية من طراز (T60 وT72) سلمتها القوات الروسية لملاك الحرس الجمهوري في وقت سابق".