سفن روسية في طرطوس السورية: استعراض قوة شرقي المتوسط

06 فبراير 2022
سفينة حربية روسية بعد مهمة لها في المتوسط (سيرغي مالغافكو/Getty)
+ الخط -

رست 6 سفن حربية روسية في ميناء طرطوس على الساحل السوري، أول من أمس الجمعة، في خضم التصعيد بين روسيا والقوى الغربية حول أوكرانيا. ولا يُستبعد أن يكون هدف هذه الخطوة استعراض القدرات العسكرية الروسية في شرقي البحر الأبيض المتوسط، لا سيما أن الأوضاع الراهنة في سورية لا تستدعي وجود هذا العدد من السفن الضخمة.

6 سفن روسية كبيرة وصلت إلى طرطوس

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أول من أمس، أن 6 سفن إنزال كبيرة من أسطول الشمال وأسطول بحر البلطيق الروسيين، وصلت إلى المركز اللوجستي للبحرية الروسية في طرطوس بسورية.

وأوضحت في بيان أن مجموعة الإنزال تضم سفن "بيوتر مورغونوف" و"غيورغي بوبيدونوسيتس" و"أولينيغورسكي غورنياك" و"كوروليف" و"مينسك" و"كالينينغراد".

وصلت السفن عبر أوروبا إلى الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط

وأكدت الوزارة أن السفن التي قطعت أكثر من 6 آلاف ميل بحري، وصلت عبر أوروبا إلى الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، كجزء من مناورات تجريها البحرية الروسية، تحت إشراف القائد العام للقوات البحرية، الأميرال نيكولاي إيفمينوف.

وأشارت إلى أن السفن ترسو حالياً في ميناء طرطوس بسواحل سورية، حيث تقوم بالتزود بالوقود ومياه الشرب والمواد الغذائية.

أزمة أوكرانيا واستعراض روسيا القوة شرقي المتوسط

ووصلت هذه السفن إلى الميناء السوري في خضم التصعيد بين روسيا والقوى الغربية، حول مجمل الأوضاع في أوكرانيا، ما يشي بأنّ موسكو تستعرض قدراتها العسكرية في شرقي البحر المتوسط.

وكان ميناء اللاذقية المجاور والقريب من القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في سورية (حميميم)، تعرض لغارتين إسرائيليتين خلال ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت. ويُعتقد أن الغارتين استهدفتا حمولات أسلحة إيرانية وصلت هذا الميناء.

وأدى ذلك إلى بروز استياء شديد في الشارع السوري الموالي للنظام، اتجاه الجانب الروسي، الذي لم يستطع ردع الطيران الإسرائيلي عن القصف الجوي لميناء اللاذقية.

ودفع هذا الأمر وزارة الدفاع الروسية، كما يبدو، إلى تسيير دوريات مشتركة بالتنسيق مع قوات النظام داخل الميناء ومحيطه في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي.

في السياق، اعتبر الباحث المختص في الشأن الروسي، طه عبد الواحد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "إعلان موسكو رسو سفن لها في ميناء طرطوس، رسالة أن لها وجوداً قوياً في شرقي المتوسط، حيث تنتشر قوة رئيسية أيضاً تابعة لحلف شمال الأطلسي".

ولفت إلى أن التحرك الروسي في البحر المتوسط "جاء متزامناً مع مناورات مشتركة روسية بيلاروسية على الحدود الغربية لدولة روسيا الاتحادية"، مشيراً إلى أن "هناك كذلك تنقلات كبيرة للقوات الروسية داخل أراضي الدولة".

وأوضح عبد الواحد أن روسيا "نقلت منظومة أس 400 في إطار التدريبات، من أقصى شرق روسيا قرب اليابان إلى بيلاروسيا".

وبرأيه، فإن "هذه التنقلات والمناورات والتدريبات والإعلان عن وصول سفن ضخمة إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط، كلها رسائل روسية للولايات المتحدة الأميركية، مفادها بأنه إذا لم نحصل على الضمانات الأمنية في أوكرانيا، ولا سيما مسألة عدم توسع حلف شمال الأطلسي إلى حدود روسيا، فإن الجيش الروسي قادر على مواجهة التحديات".

وكانت روسيا وحكومة النظام السوري قد وقعتا عام 2017، اتفاقية حول إقامة مركز لوجستي للمعدات الفنية للأسطول الروسي في طرطوس لمدة 49 عاماً، تجدد تلقائياً لـ25 عاماً أخرى، إذا لم يرسل أحد الطرفين كتاب نوايا عبر القنوات الدبلوماسية يطلب إنهاءها، على أن يكون موعد إرسال هذا الكتاب قبل سنة على الأقل من تاريخ انتهاء الاتفاقية.

طه عبد الواحد: تحركات روسيا رسائل للولايات المتحدة الأميركية

وتنصّ المادة الثانية من الاتفاقية على تسلّم الطرف الروسي (مجاناً وطوال مدة هذه الاتفاقية) الأراضي وقطع المناطق المائية في الميناء، والمنطقة الأمامية (منطقة وقوف المنشآت العائمة)، وأيضاً سطح الأرض وسطح البحر وقاعه.

ويعود الوجود الروسي في مرفأ طرطوس إلى عام 1971، مع إبرام النظام السوري اتفاقاً مع الاتحاد السوفييتي إبان عهد حافظ الأسد، أُنشئت بموجبه نقطة لوجستية سوفييتية في منطقة المرفأ.

وفي 30 سبتمبر/أيلول عام 2015، باشر الروس تدخلاً عسكرياً واسع النطاق إلى جانب النظام السوري الذي كان على وشك الانهيار، فأقاموا قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية على الساحل، التي شكّلت محطة انطلاق للطائرات الحربية والمروحية التي رجّحت كفة الصراع لصالح النظام. وتضمّ القاعدة مقر قيادة القوات الروسية في سورية، ومركز المصالحة الروسي، وتدار منها العمليات العسكرية كافة على امتداد سورية.

المساهمون