ذكرت مصادر رسمية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس سريلانكا غوتابايا راجاباكسا عالق في بلاده، بعدما منعه موظفو الهجرة في المطار من المغادرة.
وقال مسؤولون، وفق "فرانس برس"، إن الرئيس يريد السفر إلى دبي، إلا أن موظفي الهجرة رفضوا ذهابه إلى جناح كبار الشخصيات لختم جواز سفره، فيما أصرّ على عدم المرور عبر المرافق العامة، خوفاً من انتقام مستخدمي المطار الآخرين.
ووعد راجاباكسا في وقت سابق بالتنحي غداً الأربعاء، وإتاحة المجال أمام انتقال سلمي للسلطة، ويُعتقد أنه يريد مغادرة البلاد قبل تنحيه لتجنّب احتمال اعتقاله، كونه ما زال يتمتّع بالحصانة.
وذكرت "فرانس برس" أن الرئيس وزوجته أمضيا ليلتهما في قاعدة عسكرية قرب المطار الدولي الرئيس، بعدما فاتتهما أربع رحلات جوية كان بإمكانها نقلهما إلى الإمارات.
وفي وقت سابق من اليوم، فوّت شقيق راجاباسكا، باسيل، الطائرة التي كان يفترض أن تقلّه إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع موظفي المطار. وحاول باسيل استخدام خدمة مدفوعة للمسافرين من رجال الأعمال، لكن موظفي المطار والهجرة قالوا إنهم ينسحبون من خدمة المسار السريع فوراً.
وقال مسؤول في المطار لـ"فرانس برس" إن مسافرين آخرين اعترضوا على صعود باسيل إلى طائرتهم، مشيراً إلى أن الوضع كان متوتراً، فغادر الأخير المطار على عجل.
سياسياً، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حزب ساماغي جانا بالاويغايا، المعارض الرئيس في سريلانكا، تأكيده أن الحزب سيسمّي زعيمه ساجيث بريماداسا لرئاسة البلاد خلال الانتخابات المقررة في البرلمان في 20 يوليو/تموز الحالي.
ونُقل رئيس سريلانكا جواً إلى قاعدة عسكرية قريبة من المطار الدولي الرئيسي أمس الإثنين، على ما أعلن مسؤولون، ما يثير التكهنات عن احتمال فراره إلى منفى في الخارج.
وكان الرئيس البالغ من العمر 73 عاماً قد لجأ إلى منشأة تابعة للبحرية في شمال شرق البلاد، حسبما أعلن مسؤول كبير في الدفاع، مضيفاً أنه نُقل إلى قاعدة كاتوناياكي، المحاذية للمطار الدولي الرئيسي.
وكان الرئيس قد فرّ من القصر الرئاسي في كولومبو بمواكبة أمنية من سلاح البحرية، السبت، قبل وقت قصير من قيام آلاف المحتجين باقتحام المجمع الرئاسي. وقال المسؤول إن راجابكسا "أُعيد مع حاشيته جواً إلى كولومبو على متن مروحيتين من طراز بيل-412".
وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائياً، إلى حين انتخاب البرلمان نائباً يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وينظم المتظاهرون اعتصامات خارج مكتب الرئيس منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالته على خلفية الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد.
ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حدّ أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.
وتولى ويكرمسينغ، وهو نائب معارض، رئاسة الوزراء في مايو/أيار في محاولة لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لتكون هذه سادس مرة يعيّن فيها في المنصب.
وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في إبريل/ نيسان، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.
واستهلكت سريلانكا تقريباً إمداداتها الشحيحة أساساً من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية للتخفيف من حركة السير وتوفير الوقود.