كشفت مصادر مصرية خاصة عن تطورات جديدة مرتقبة بشأن المبادرة الإماراتية للوساطة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل زار أبوظبي الأسبوع الماضي، لبحث طرح إماراتي جديد بتنشيط المبادرة الخاصة بالوساطة. وأضافت أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، أبلغ القيادة المصرية أخيراً بأن هناك تفاهمات مع الإدارة الأميركية، بشأن صيغة جديدة للمبادرة الإماراتية للوساطة.
استياء مصري من نهج الإدارة الأميركية الجديدة بشأن أزمة السد
وكشفت المصادر أن هناك تحركاً جديداً على صعيد التطورات الخاصة بالمبادرة الإماراتية، سيبدأ عقب صدور موقف عن جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة أزمة السد، التي جرت يوم الخميس الماضي. وبحسب المصادر نفسها، فإن زيارة كامل إلى أبوظبي أخيراً، سبقتها زيارة إلى واشنطن، حيث التقى هناك مسؤولين رفيعي المستوى، وجرى النقاش بشأن أزمة السد وفرص التوصل لحل يمنع تفجر الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي. وأشارت إلى الاستياء المصري من نهج الإدارة الأميركية الجديدة بشأن أزمة السد، مؤكدة، في الوقت نفسه، أن الإدارة الأميركية تميل دفة صناعة القرار داخلها نحو الجانب الإثيوبي، بدعوى أن أديس أبابا هي رمانة ميزان منطقة القرن الأفريقي، وأي اضطراب بها سيفجر تلك المنطقة بالكامل.
وذكرت المصادر أن الدور الإماراتي الجديد وتنشيط الوساطة مجدداً، وقبول مصر به، جاء برغبة أميركية، وبمطلب من جانب إدارة الرئيس جو بايدن للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وفي هذا الإطار، يبرز موقف واشنطن، الذي أعلنته المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس – غرينفيلد، من أن الحل لهذه الأزمة يكون عبر الاتحاد الأفريقي، وهو ما اعتبره مصدر دبلوماسي مصري، تحدث لـ"العربي الجديد"، أنه يعني عدم وجود إرادة أميركية واضحة بالانخراط المباشر في هذه القضية. وأضاف أن هناك مؤشرات متعددة على هذا المسلك، من بينها ما قاله المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ من أن الجهود الأميركية متواصلة عبر الاتحاد الأفريقي لحل أزمة سد النهضة.
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الإمارات، التي سبق أن قدمت تصورات خاصة بحل قضية سد النهضة، أضافت إليها بعض العروض الجديدة، من بينها السعي لحصول مصر على منح وقروض مالية دولية جديدة، تساعد في تجاوز التأثيرات السلبية المحتملة لعمليات ملء خزانات السد، بعد أن كانت التصورات السابقة تركز بالأساس على أن تشمل ضمان تعظيم استفادة مصر من المشاريع التنموية والاستثمارات الإماراتية في المنطقة، وإدخال القاهرة شريكاً في بعضها. كما تعهّدت الإمارات بضمان عدم الإضرار بدولتي المصب، وتقديم مساعدات أخرى للمصريين لإنجاز مزيد من المشاريع الداخلية لتلافي الأضرار الناشئة عن سد النهضة وتحسين إدارة المياه. وأشارت المصادر إلى أن هناك موقفاً سودانياً أكثر إيجابية تجاه الطرح الإماراتي، وهو ما قد يساعد في تقبل هذا الطرح مصرياً.
تعهّدت الإمارات بتقديم مساعدات للمصريين لإنجاز مشاريع لتلافي الأضرار الناشئة عن السد
وحاول وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، خلال لقاء نظمه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أمس السبت، طمأنة المصريين، مشيراً إلى استعدادهم لكل السيناريوهات بشأن السد، الذي اعتبر أن به عيوبا جسيمة تم إعلانها وأخرى لم يتم الإعلان عنها، مؤكداً أن إثيوبيا ليست لديها إرادة سياسية للوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد. كلام يأتي بعد ساعات من توجيه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد رسالة إلى الشعبين المصري والسوداني على "تويتر"، متجاهلاً الأنظمة. بدوره، دعا وزير الري السوداني ياسر عباس، أمس، إثيوبيا إلى استئناف عملية التفاوض، وحثها على الامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات أحادية الجانب، مؤكداً أن الخرطوم ترحب بمشاركة مجلس الأمن لحل الأزمة.