سجل حافل بالانقلابات في السودان: 12 انقلاباً في 64 عاماً

21 سبتمبر 2021
تم إفشال 8 محاولات من أصل 11 محاولة انقلابية في السودان (إبراهيم حميد/فرانس برس)
+ الخط -

استفاق السودانيون، الاثنين، على خبر قيام قوة عسكرية سودانية مجهولة بمحاصرة منزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، إضافة إلى اعتقال أغلبية أعضاء مجلس الوزراء، وعدد كبير من قيادات الأحزاب المؤيدة للحكومة وعضو في مجلس السيادة السوداني، ليرتفع عدد محاولات الانقلاب في هذا البلد العربي الأفريقي إلى 12 محاولة على مدار 64 عاماً.

ومن بين محاولات الانقلاب التي شهدتها البلاد خلال العقود السبعة الماضية، نجحت 3 منها، فيما تم إفشال 8 محاولات، وكانت على النحو التالي:

أول انقلاب 1957

قادته مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة إسماعيل كبيدة، في يونيو/حزيران 1957، ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال (1956)، برئاسة الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري.

حكم على ذلك التحرك بالفشل، حيث تم إحباطه في مراحله الأخيرة، ليكون أول محاولة انقلاب فاشلة.

انقلاب إبراهيم عبود 1958

أول انقلاب ناجح قاده الفريق إبراهيم عبود، في نوفمبر/تشرين الثاني 1958، ضد حكومة منتخبة مكونة من ائتلاف "حزب الأمة" و"الحزب الاتحادي الديمقراطي" (أكبر حزبين)، وحينها كان يرأس إسماعيل الأزهري مجلس السيادة وعبد الله خليل رئاسة الوزراء.

ونجح انقلاب عبود، ليحكم الرجل البلاد نحو 7 سنوات، حتى تم إسقاطه بثورة شعبية عام 1964.

انقلاب نميري 1969

بعد سنوات من حكم ديمقراطي لحكومة منتخبة، نفذ العميد جعفر نميري حينها، ومعه مجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" والأحزاب القومية العربية، انقلاباً، وهو الانقلاب الذي أُطلق عليه اسم "انقلاب 25 مايو"، وأدى إلى وصول نميري إلى السلطة، ليمتد حكمه 16 عاماً، قبل أن تتم الإطاحة به عبر انتفاضة شعبية في إبريل/نيسان 1985.

انقلاب هاشم العطا 1971

جرى في 19 يوليو/تموز 1971، ونفّذه الضابط هاشم العطا ومجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" في الجيش السوداني.

وتمكّن العطا من الاستيلاء على السلطة ليومين، قبل أن يعود نميري إلى السلطة ويحاكم الانقلابيين، وتم إعدامهم ومعهم عدد من قادة "الحزب الشيوعي"، على رأسهم زعيم الحزب، عبد الخالق محجوب.

انقلاب حسن حسين 1975

خلال حكم نميري، قاد الضابط في الجيش حسن حسين محاولة انقلاب جديدة في سبتمبر/أيلول 1975، لكن تم إحباطها وكان مصير الانقلابيين الإعدام في النهاية.

انقلاب 1976

حاولت القوى السياسية التي كانت تعارض حكم نميري السيطرة على السلطة، فقاد العميد محمد نور سعد محاولة انقلاب جديدة في يوليو/تموز 1976، بمشاركة عناصر تسللت عبر الحدود من ليبيا إلى السودان.

ودارت معارك في شوارع الخرطوم بين القوات الحكومية وقوات الانقلابيين، وأسفرت عن مقتل مئات من الانقلابيين، فيما تم لاحقاً إعدام قائد الانقلاب.

انقلاب الإنقاذ 1989

نجح العميد عمر البشير، في 30 يونيو/حزيران 1989، في تنفيذ انقلاب عسكري بمساعدة "الجبهة القومية الإسلامية" بزعامة الراحل حسن الترابي، وتمكن من انتزاع السلطة من الحكومة المدنية المنتخبة التي كان يرأسها الراحل الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك.

وبقي البشير في السلطة إلى أن تم عزله في عام 2019 من قبل قيادة الجيش، بعد احتجاجات شعبية استمرت لأشهر.

انقلاب 28 رمضان 1990

شهد حكم البشير عدداً من الانقلابات، أبرزها "انقلاب 28 رمضان" في إبريل/نيسان 1990، بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء محمد عثمان. وفشل الانقلاب، وأعدم نظام البشير 28 ضابطاً شاركوا في الانقلاب، بمن فيهم قادته.

انقلاب حزب البعث 1992

في مارس/آذار 1992، وقع انقلاب بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى "حزب البعث"، لكن الانقلاب فشل وتم وضع قادته في السجن.

لم تشهد البلاد عقب ذلك انقلابات حتى اندلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وهي احتجاجات استمرت حتى عزل البشير من قبل الجيش.

وأعلن وزير الدفاع آنذاك عوض بن عوف، استلام السلطة في 11 إبريل/نيسان، وعزل البشير، وتكوين مجلس عسكري برئاسته لإدارة حكم البلاد لفترة انتقالية تعقبها انتخابات، إلا أن الضغط الشعبي أجبره على تقديم استقالته بعد 24 ساعة، ومعه عدد من أعضاء المجلس، أبرزهم رئيس الأركان كمال عبد المعروف، ومدير المخابرات صلاح قوش.

وتولّى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري، ودخل في تفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير (تحالف أحزاب قاد الاحتجاجات الشعبية ضد البشير).

وأسفرت المفاوضات عن توقيع وثيقة دستورية، في 17 أغسطس/آب، بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية تستمرّ 39 شهراً تعقبها انتخابات، قبل أن تعدّل لاحقاً عقب توقيع اتفاق سلام في أكتوبر/تشرين الأول مع الحركات المسلّحة، لتصبح الفترة الانتقالية حتى يناير/كانون الثاني 2024.

وأثناء فترة حكم المجلس العسكري التي استمرّت من 11 إبريل/نيسان وحتى 17 أغسطس/آب 2019، أعلن المجلس عن إحباط انقلابين:

انقلاب هاشم عبد المطلب 2021:

في 11 يوليو/تموز 2021، أعلن الجيش إحباط محاولة انقلاب هدفت إلى الإطاحة بالمجلس العسكري، وتم اعتقال 12 ضابطاً.

وفي 24 من الشهر ذاته، أعلن عن اعتقال رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد، بوصفه قائد ومخطط المحاولة الانقلابية.

انقلاب سبتمبر 2021

أعلن العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش، إحباط محاولة انقلابية شهدتها البلاد، في 21 سبتمبر/أيلول، والسيطرة على الأوضاع تماماً.

وبينما لم تتوفر تفاصيل كاملة عن المحاولة، قال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، في تصريح لـ"الأناضول"، إن "الأوضاع حالياً تحت السيطرة، حيث تم إلقاء القبض على بعض المتورطين في المحاولة الانقلابية وإخضاعهم للتحقيق لمعرفة تفاصيل المخطط ومدبريه والقائمين عليه".

وأضاف أن "الجيش يتفاوض حالياً مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، جنوبي الخرطوم، شاركت في الانقلاب للاستسلام من دون مقاومة تفاديا لضربهم".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون