سجال روسي غربي في مجلس الأمن حول "كراهية الروس"

15 مارس 2023
دعت روسيا عدداً من المؤيدين والمروجين لادعاءاتها إلى مجلس الأمن (Getty)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، اجتماعاً حول أوكرانيا بطلب من روسيا ناقش فيه "كراهية الروس" تحت بند "التهديد للأمن والسلم الدوليين"، فيما طالب ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بمن فيهم ممثلون عن اليابان وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألبانيا، بضرورة الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية.

ودعت روسيا للاجتماع، في إطار سلسلة من الاجتماعات التي تطلب عقدها في مجلس الأمن حول مواضيع مشابهة في محاولة لتأطير عدوانها على أوكرانيا كجزء من محاربة "النازيين الجدد" و"كراهية الروس" وإنقاذ الأقلية الروسية "المستهدفة في أوكرانيا".

ومنذ اجتياحها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تروج روسيا، خلال اجتماعات مجلس الأمن أو الجمعية العامة، لاجتياحها أوكرانيا على أنه رد على "حرب ومعاداة للروس ولغتهم وثقافتهم في أوكرانيا"، وأن اجتياحها جاء ضمن محاولة إنقاذ الأقليات الروسية والثقافة الروسية والدفاع عنهم.

ودعت روسيا عددا من المؤيدين والمروجين لادعاءاتها كالمدير التنفيذي لمجموعة "روسيا سيغودنيا" الإعلامية، كيريل فيشينسكي، والذي تحدث عما سماه "استهداف الروس والثقافة الروسية بشكل ممنهج في أوكرانيا حتى قبل بدء الاجتياح الروسي الأخير".

بالمقابل، قدم المؤرخ لمنطقة أوروبا الشرقية من جامعة ييل الأميركية، تميثي سنايدر، إحاطته أمام مجلس الأمن، بدعوة من الدول الغربية، حول الموضوع.

وانتقد سنايدر بشدة الادعاءات الروسية، مشدداً في الوقت ذاته على أن الضرر الذي يلحق بروسيا وثقافتها نابع بشكل أساسي من سياسات روسيا الداخلية والخارجية، بما فيها حربها وسياساتها التي تضيق على حرية التعبير ومحاربتها أي معارض لحربها على أوكرانيا داخل أراضيها، مشيراً إلى أن ذلك أدّى إلى خروج الآلاف من الروس وتركهم لبلادهم بمن فيهم كتاب ومبدعون وصحافيون.

وقال: "لقد استُخدمت مسألة "كراهية الروس" كنوع من تبرير الحرب على أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك الادعاء "استراتيجية خطابية استخدمتها الدول الاستعمارية في تبرير حروبها في ما مضى في مناطق أخرى من العالم حيث تزعم الإمبراطوريات عندما تهاجم مناطق أخرى أنها الضحية".

ورأى أن ذلك يأتي في سياق محاولة "نزع الطابع الإنساني عن الضحية في محاولة لتغيير الواقع والعدوان"، كما تحدث عن "تدمير الإعلام الروسي الحر، والرقابة العامة والقمع لحرية التعبير داخل روسيا".

وأضاف: "قتل العدوان الروسي على أوكرانيا أكبر عدد من الناطقين بالروسية خارج البلاد ناهيك بقتل الأوكرانيين"، مشيراً كذلك إلى ما سماه "شيطنة الأوكرانيين في الإعلام الروسي الرسمي". 

من جهته، هاجم ممثل روسيا، فاسيلي نيبنزيا، خلال الاجتماع ما جاء في مداخلة سنايدر، ووصفها بـ"الكذب والخرافات"، مشدداً على أن "عقيدة أوكرانيا تستند إلى النازية وكراهية روسيا".

وفي مداخلاتهم خلال الجلسة، تحدث أغلب ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بمن فيهم ممثلون عن اليابان وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألبانيا، عن ضرورة وقف الأعمال العدائية وتطبيق القانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة، والانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية.

وقال مستشار الشؤون السياسية في بعثة المملكة المتحدة للأمم المتحدة، فيرغوس إيكرسيلي إن الحديث عن "وجود عداء لروسيا أو الروس اختراع وبند جديد في قائمة لا تنتهي من المبررات للحكومة الروسية التي اخترعتها لتبرير حربها على أوكرانيا".

وأضاف: "لسنا من المعادين لروسيا ولدينا علاقات تاريخية معها، وحاربنا معاً في حربين عالميتين وتحترم بلادنا احتراما عميقا الإرث والثقافة الروسيين... ولا نرغب أن تفشل روسيا كدولة كما يزعم الوفد الروسي. ونريد أن تتمتع روسيا بالرخاء والاستقرار، ولكن ألا تغزو أو تحاول ضم أراضي جيرانها".

 وقال "إن روسيا قتلت عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين، وتسببت في نزوح المدنيين، وهناك تقارير واسعة النطاق حول الأعمال الوحشية ضد المدنيين، بما فيها ضرب المستشفيات والمواقع الثقافية والبنية التحتية"، مشدداً على ضرورة وقف روسيا حربها.

أما مستشار الشؤون السياسية في البعثة الأميركية للأمم المتحدة، جون كيلي، فقال إن بلاده ترحب عموماً بالنقاشات الجادة حول الآثار المروعة لخطابات الكراهية، ولكن "يمثل هذا الاجتماع فرصة ضائعة، حيث دعا الاتحاد الروسي لعقده".

 وتساءل الدبلوماسي الأميركي "هل لنا أن ننظر بجدية لهذه الادعاءات في الوقت الذي تنتشر فيه الصواريخ الروسية على المدن الأوكرانية وتقضي على المدنيين، فالقوات الروسية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، بما فيها الاغتصاب الممنهج والقتل وتعذيب المدنيين".

المساهمون