سجال بين المعارضة التركية ونجل أردوغان بسبب اللاجئين السوريين

16 سبتمبر 2024
لاجئون سوريون في كليس قرب الحدود السورية 11 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصريحات بلال أردوغان**: دافع بلال أردوغان عن اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرًا إلى أن نسبة الجرائم بينهم أقل وأنهم يمثلون ربحًا اقتصاديًا على المدى المتوسط.

- **رد المعارضة**: زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، انتقد الحكومة وتعهد بإعادة السوريين إلى بلادهم، مشيرًا إلى مشاكل البطالة بين الشباب الأتراك.

- **تأثير سياسي**: قضية اللاجئين السوريين تُستخدم كورقة سياسية، مما أثر على تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية، رغم فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2023.

عاد السجال حول اللاجئين السوريين في تركيا إلى أجندة الأحداث في البلاد مجددا، اليوم الاثنين، بعد رد زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة أوزغور أوزال على بلال أردوغان نجل الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث جدد أوزال تعهده بإعادة السوريين إلى بلادهم.

نجل الرئيس التركي دافع عن اللاجئين في تركيا وخاصة السوريين خلال فعالية طلابية أمس الأحد، معتبرا أن نسب الجريمة بين اللاجئين قليلة مقارنة بالأتراك، وهو ما رد عليه أوزال اليوم بقوله إنهم سيرسلون الحكومة إلى الاستقالة والسوريين إلى بلادهم.

بلال أردوغان وهو رئيس وقف "نشر العلوم" في تركيا، قال في فعالية أمس: "بصفتي رجلاً اقتصادياً، أقول إن اللاجئين يُعتبرون ربحا في الاقتصاد على المدى المتوسط، إن إدارة الأمر جيدا تؤدي للربح، ولكن يتم ربطهم بالجرائم وهذا تصرف لا أخلاقي وغير مسؤول". وأضاف: "بالتأكيد، إن الجرائم المرتكبة من قبل اللاجئين بحسب نوعها هي منخفضة مقارنة بالمواطنين الأتراك، كيف يمكن للاجئ أن يتجرأ ويرتكب جريمة؟ حيث يتم ترحيله فورا وإعادته لدولته، وكل العالم هكذا ويدرك اللاجئون ذلك، ولكن هناك من يحاول إيجاد أي شيء لخلق الفتن بين الشعب، يفعلون ذلك لإلحاق الضرر بالبلاد ومن أجل نسبة 1 أو 2% من الأصوات".

وردا على هذه التصريحات، قال أوزال في كلمة له: "لم يجد حزب العدالة والتنمية رجلا ليمسك المايكروفون فتولى بلال أردوغان الأمر وفي نهاية الأسبوع. وهذا يدل على أن الأمور في العدالة والتنمية لا تسير بشكل جيد وستكون النتيجة أسوأ مما هو منتظر من قبلهم". وأضاف: "ما لم يستطع والده قوله يحاول قوله، أسعدنا ذلك، أمسك المايكروفون وتحدث عن أن نسبة الجرائم لدى السوريين أقل مقارنة بالأتراك، ووفق قوله إن السوريين منسجمون بالبلاد أكثر من مواطنينا، يراهم منسجمين ويرغب ببقائهم في البلاد".

وخاطب نجل أردوغان قائلا: "أنت يا بلال أبقِ على السوريين هنا، نحن بداية سننهي حكمكم ومن ثم نرسل السوريين إلى بلدهم. يقول إنهم قوى عاملة رخيصة في وقت لدينا فيها عدد كبير من الشباب دون عمل، كيف له أن يمتدح السوريين بأنهم قوى عاملة رخيصة، وكيف له أن يصورهم دون ارتكاب أي جريمة وكأنهم أبرياء. إن هذا غير وجداني، هذا هو حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان وبلال أردوغان".

وتشكل مسألة اللاجئين السوريين في تركيا ورقة سياسية تستخدمها المعارضة للنيل من الحكومة، فيما تدافع الحكومة عن وجود السوريين في تركيا وفي نفس الوقت تقول إنها تعمل على إعادتهم بشكل طوعي ومشرّف، ولهذا بدأت مرحلة تطبيع العلاقات مع النظام السوري. ويسود اعتقاد سياسي وشعبي بأن الحرب انتهت في سورية وأن على السوريين العودة إلى بلادهم وأن هذا يتم عبر إقامة العلاقات مع نظام بشار الأسد، وهو ما دفع قادة الأحزاب السياسية لإطلاق تصريحات بهذا الصدد.

وأثرت هذه الورقة على تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي جرت بالسنوات الأخيرة، رغم فوز الرئيس أردوغان وتحالفه التحالف الجمهوري بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت بالعام 2023، بفارق بسيط، لكنها أثرت بشكل واضح على أصوات الحزب بالانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار/مارس الماضي. وأطلقت الحكومة التركية بناء على هذه التطورات خطة التطبيع مع النظام تشمل عودة السوريين، وسبق أن أفاد زعيم المعارضة أوزغور أوزال بأن هناك طلبا للقاء بشار الأسد من قبل الحزب، فيما صرح زعيم حزب الرفاه من جديد والمتحالف مع أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل أيام بأن "الحرب انتهت في سورية وفاز بها الأسد وعلى السوريين العودة لبلادهم". ومن المؤكد أن هذا الملف سيبقى مستمرا في سجال السياسة بتركيا، وستحظى التصريحات المتبادلة باهتمام من قبل الأطراف السياسية وستناقشها وسائل الإعلام بشكل مكثف في الفترة المقبلة.

المساهمون