سجال بين أكبر حزبين في المعارضة التركية يعمّق أزمتها السياسية

سجال بين أكبر حزبين في المعارضة التركية يعمّق أزمتها السياسية

19 ديسمبر 2023
أكشنر: إذا كان هناك فشل فهو فشلي وسأتحمل المسؤولية (Getty)
+ الخط -

توسعت الهوة بين أهم حزبين في المعارضة التركية اليوم الثلاثاء، مع إعلان زعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشنر وجود تدخل في حزبها وحرب معلنة عليه، وأنها مستعدة لها، وهي تصريحات رأى فيها "حزب الشعب الجمهوري" تجاوزاً للحدود، ما يعمّق أزمة المعارضة السياسية. 

ويشهد الحزب الجيد، منذ أكثر من أسبوعين، وبعد قرار بعدم التعاون مع الحزب الجمهوري، استقالات وإقالات وإحالات على اللجنة التأديبية، وسجال بين أعضاء الحزبين. وبدت الأزمة أكثر وضوحاً اليوم بتصريحات أسماء بارزة في أبرز حزبين في المعارضة التركية.

وكانت زعيمة "الحزب الجيد" قد أعلنت، في لقاء حزبي بولاية أوشاق، "خوض الانتخابات المحلية بمفردنا في كل مكان"، متوقعة النجاح، وإن "كان هناك فشل، فهو فشلي، وسأتحمل المسؤولية".

وأضافت: "هناك بعض التصريحات التلفزيونية تحدثت عن تقاسم للأدوار والمناطق بين الحزب وحزب الشعب الجمهوري، لم أكن أعلم بها، ولهذا أرى أن صديقنا وحليفنا هو الشعب التركي"، مبينة أن حزبها لم يتدخل سابقاً في الشؤون الداخلية لأي حزب، لكنها ترى اليوم "وعوداً تُطلق، ويُجبر الناس على الاستقالة"، وإن "كان هذا إعلان حرب، فإني أقبله، وأنا مستعدة ومتمرسة وراءه".

وشهدت الفترة السابقة استقالات في الحزب، لدرجة أن عدد النواب البرلمانيين انخفض من 43 نائباً إلى 39 نائباً، فضلاً عن استقالات في المجلس البلدي لمدينة إسطنبول الكبرى، بعد إقالة وإحالة على المجلس التأديبي بسبب دعم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عن حزب الشعب الجمهوري.

وإزاء تصريحات أكشنر اليوم، ردّ رئيس بلدية إسطنبول، وثاني أقوى شخص في حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، على تصريحاتها، رغم أنهما كانا معاً في تحالف "الشعب والطاولة السداسية" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في أيار/مايو الماضي.

وقال أوغلو في كلمة له: "لقد جربوا عدة ألاعيب لسنوات، ولا يمرّ يوم واحد من دون أزمة، يعتقدون أن بإمكانهم إخافتنا، لن نستسلم، أنتم ستستسلمون، لن نعطيهم الفرصة، والآن نحن أمام لعبة جديدة، إنهم يحرضون أصدقاءنا ضدنا، أولئك من نكافح معهم كتفًا بكتف، ونتشارك معهم الطاولة نفسها، والذين نعمل معهم".

وأكمل: "بعض الأصدقاء، للأسف، يقعون في ذلك الفخ، وفي بعض الأحيان يطلقون جملاً تتجاوز حدودهم، وكما قلنا منذ البداية، لا يمكن للصديق القديم أن يصبح عدواً، سنغلق آذاننا عن الكلمات السيئة".

شغلت هذه التصريحات الرأي العام المحلي، وزادت من سخونة السجالات، خصوصاً مع انتخابات إسطنبول المفصلية لأحزاب المعارضة التركية، إضافة إلى تحدٍّ يواجهه إمام أوغلو، يتمثل بخسارته حكم المدينة في حال عدم التحالف مع "الحزب الجيد".

وفي سياق الانتخابات المحلية، أعلنت المتحدثة باسم حزب المساواة والديمقراطية الشعبية الكردي عائشة غول دوغان، اليوم الثلاثاء، القرارات التي اتُّخِذَت في اجتماع المجلس التنفيذي المركزي لحزبها، وهو الحزب الكردي الوحيد في البرلمان.

وخاض الحزب المذكور الانتخابات البرلمانية السابقة باسم حزب اليسار الأخضر خوفاً من إغلاق الحزب على خلفية دعوى قضائية في المحكمة الدستورية العليا. وأفادت المتحدثة باسم الحزب بأنه سيعلن مرشحيه في 27 قضاءً في مناطق غرب تركيا التي لا تشهد أغلبية كردية، فيما قرر الحزب نهاية الأسبوع الماضي انفتاحه للتعاون مع بقية الأحزاب، في مؤشر على دعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري في كبرى البلديات، خصوصاً أن القرار اتُّخذ عقب لقاء زعماء الحزبين الأسبوع الماضي.

وينتظر أن يدعم الحزب الكردي أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، ومنصور يافاش في أنقرة، وهما رئيسا البلدية الحاليان، حيث أعلن حزب الشعب الجمهوري ترشيحهما مجدداً، وينتظر أيضاً أن يعلن حزب الشعب الجمهوري مرشحيه في كامل إسطنبول الأسبوع المقبل.