الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: أوروبا تشهد حالياً أكبر حشد لقوات عسكرية منذ الحرب الباردة
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مساء الجمعة، أنّ أوروبا تشهد راهناً "أكبر حشد لقوات عسكرية" منذ الحرب الباردة، مع وجود نحو 150 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، بحسب تقديرات الدول الغربية.
وصرّح ينس ستولتنبرغ لقناة "زد دي إف" الألمانية بأنّ الأمر "يتجاوز بكثير (إجراء) مناورات" و"روسيا قادرة بالتأكيد (...) على مهاجمة" أوكرانيا.
بيربوك تستبعد سيناريو الغزو الروسي الشامل
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الجمعة، إن السيناريو الأكثر ترجيحاً لهجوم روسي على أوكرانيا، ليس غزواً كاملاً، بل عملية مستترة أو انقلاب.
وقالت أمام مؤتمر ميونخ للأمن: "سيناريو الغزو الكامل قد يكون ممكناً، لكنني لست متأكدة من أنه السيناريو الأكثر ترجيحاً".
وأضافت: "ما يثير مخاوفي أكثر، أنّ السيناريو الأكثر ترجيحاً (عملية) مستترة أو انقلاب" أو أشياء من قبيل هجوم إلكتروني أو هجوم على البنية التحتية لأوكرانيا.
فرنسا وألمانيا تطالبان روسيا بـ"استخدام نفوذها" لدى الانفصاليين
إلى ذلك، حضّت فرنسا وألمانيا، اليوم الجمعة، روسيا على "استخدام نفوذها" لدى الانفصاليين في شرق أوكرانيا "للدعوة إلى ضبط النفس والمساهمة في احتواء التوتر".
وقالت بيربوك ونظيرها الفرنسي جان إيف لودريان في بيان مشترك إنّ "الانتهاكات العديدة لوقف إطلاق النار على طول خط الجبهة خلال الأيام الأخيرة تثير قلقاً بالغاً"، منددين "باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف مناطق مدنية من دون تمييز".
بريطانيا تنقل سفارتها وتدعو رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الجمعة، إن المملكة المتحدة نقلت سفارتها في أوكرانيا من العاصمة كييف، ودعت الرعايا البريطانيين إلى مغادرة البلاد في الوقت الذي ما زال فيه السفر ممكناً بالوسائل التجارية.
وقالت الوزارة إن عمل السفارة البريطانية في كييف انتقل إلى مكان آخر مؤقتاً، وإن العاملين يعملون من مكتب تابع للسفارة في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا.
وقالت الوزارة: "أي إجراء عسكري روسي في أوكرانيا سيؤثر بشدة بقدرة الحكومة البريطانية على تقديم المساعدة القنصلية في أوكرانيا". ومضت تقول: "يجب ألا ينتظر المواطنون البريطانيون دعماً قنصلياً متزايداً يساعد في أي إجلاء في مثل تلك الظروف".
هولندا ترسل معدات عسكرية لأوكرانيا
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الهولندي أن بلاده سترسل معدات عسكرية، بينها بنادق قناصة وخوذات، إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم روسي.
وقال الوزير فوبكه هويكسترا في بيان: "على أوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها من هجوم عسكري روسي محتمل على أراضيها". وأضاف أن الأسلحة الفتاكة الوحيدة التي سترسلها الحكومة الهولندية إلى أوكرانيا هي 100 بندقية قناصة و30 ألف ذخيرة بنادق.
The Netherlands intends to supply military goods to #Ukraine. This decision follows from a request by Ukraine for military support in light of the tensions at the Ukrainian-Russian border. Read more here⤵️
— Dutch Ministry of Foreign Affairs 🇳🇱 (@DutchMFA) February 18, 2022
كذلك ستزود كييف بـ3000 خوذة و2000 سترة واقية للرصاص "للحماية الشخصية للأقسام الحيوية من الجسم".
وستسلّم هولندا 30 جهازاً للكشف عن المعادن وروبوتين للكشف عن الألغام البحرية ورادارين لمراقبة ساحة المعركة، وخمسة رادارات لرصد الأسلحة لمساعدة الجنود على تحديد مصدر النيران.
في يناير/ كانون الثاني، شددت ألمانيا على أنها لن ترسل أسلحة إلى أوكرانيا، وعرضت بدلاً من ذلك 5000 خوذة عسكرية، وهو قرار وصفه رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو بأنه "مزحة".
حافظت هولندا على علاقات وثيقة مع أوكرانيا بعد إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH17 في عام 2014 التي كانت تقوم برحلة بين أمستردام وكوالالمبور. وأُسقِطَت الطائرة في الجو فوق منطقة النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. ولقي 298 شخصاً كانوا على متنها حتفهم، بينهم 196 هولندياً.
في عام 2016، رفض الناخبون الهولنديون اتفاقاً بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، ما أرغم رئيس الوزراء مارك روته على إعداد اتفاق تسوية يحد من التزامات بروكسل الدفاعية تجاه كييف وأي وعد بشأن عضوية أوكرانيا المستقبلية في الاتحاد الأوروبي.
ماكرون وبوتين يتحادثان السبت
أعلن قصر الإليزيه الجمعة أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحادث هاتفياً الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والسبت مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في محاولة منه "لتجنّب الأسوأ" في الأزمة الراهنة بين موسكو وكييف.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ "واجبنا هو تجنّب الأسوأ (...) نعتقد أنّ ما زالت لدينا الإمكانية لثني الرئيس بوتين عن المضيّ قدماً نحو مهاجمة أوكرانيا".
(رويترز، فرانس برس)