استمع إلى الملخص
- التحديات الداخلية لحزب العمال: يواجه الحزب تحديات بسبب القضية الفلسطينية، حيث تراجعت شرائح عديدة في التصويت رغم فوزه بالأغلبية. شهد المؤتمر أنشطة تضامنية مع فلسطين، وركز ستارمر على التغيير ودعا للحفاظ على الإيمان وسط الخيارات الصعبة.
- الانتقادات والقرارات المثيرة للجدل: علق ستارمر على الانتقادات، مؤكداً أن القرارات الصعبة ضرورية رغم عدم شعبيتها. أدان أعمال الشغب وشدد على القيم البريطانية وسيادة القانون، ولم يتضح بعد إن كان سيلتقي المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة.
تعرّض رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، لمقاطعة خطابه، خلال كلمته أمام مؤتمر حزب العمال المنعقد، اليوم الثلاثاء، في مدينة ليفربول، وذلك بسبب استمرار دعم المملكة المتحدة لإسرائيل بالسلاح، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة. وكان زعيم حزب العمال يلقي خطابه الرئيسي في المؤتمر قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقام أحد الطلاب الأعضاء، ويدعى دانييل رايلي (18 عاماً) بمقاطعة خطابه قائلاً "أطفال غزة"، قبل أن يخرجه رجال الأمن للخارج.
واستأنف ستارمر حديثه بعد المقاطعة، قائلاً "من الواضح أن هذا الرجل حصل على تصريح من مؤتمر 2019. لقد غيّرنا الحزب"، في إشارة إلى الوقت الذي كان فيه الحزب بزعامة جيرمي كوربين. ودعا ستارمر في خطابه إلى "ضبط النفس وخفض التصعيد" بين إسرائيل وحزب الله، وحثّ "جميع الأطراف على التراجع عن حافة الهاوية"، وذلك بعد يومٍ دام من العدوان الإسرائيلي على لبنان، خلّف مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
Someone heckles Keir Starmer about the mass slaughter of children in Gaza.
— Owen Jones (@owenjonesjourno) September 24, 2024
Starmer laughs and suggests he got his pass from the 2019 Labour conference.
Genuinely vile behaviour.
pic.twitter.com/3S5g92hvYX
ودعا ستارمر كذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، داعياً إلى إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس "كتأكيد على الالتزام بحل الدولتين، دولة فلسطينية معترف بها إلى جانب إسرائيل، آمنة ومأمونة". وتناولت وسائل الإعلام البريطانية الخطأ الذي وقع فيه ستارمر، حيث دعا في كلمته إلى إعادة "النقانق" بدلاً من "الرهائن"، ومن ثم صحح نفسه على الفور.
وتشكّل القضية الفلسطينية تحدياً لحزب العمال، على ضوء تراجع شرائح عديدة وتاريخية في التصويت للحزب في الانتخابات الأخيرة، على الرغم من فوزه بالأغلبيّة الساحقة. وشهد المؤتمر السنوي في ليفربول عدداً من الأنشطة لحركات التضامن مع فلسطين خارج وداخل قاعة المؤتمر، لتسليط الضوء على الإبادة الجماعيّة المستمرة في غزة، وعلى دور حكومة حزب العمال في استمرارها بتزويد إسرائيل بالسلاح.
وتركز الجزء الأكبر من خطاب ستارمر الذي امتد لقرابة الساعة على موضوع التغيير، وهو الشعار الذي رفعه خلال انتخابات مجلس العموم البريطاني في يوليو/ تموز الماضي، والتي جلبت الحزب إلى السلطة بعد 14 عاماً في المعارضة، في ظل صدور استطلاعات رأي جديدة تشير إلى تراجع شعبية الحزب. وحثّ ستارمر الجمهور على الحفاظ على الإيمان، وسط الخيارات الصعبة وغير الشعبية التي اتخذتها الحكومة، وأخبرهم بأنه يفهم نفاد صبرهم من أجل التغيير الحقيقي.
وعلّق على الانتقادات التي تطاول حكومته بالقول: "أتفهم أن العديد من القرارات التي يجب أن نتخذها لن تحظى بشعبية. إذا كانت شعبية، فسوف تكون سهلة. لو كان هذا المسار شائعاً أو سهلاً لكنا سلكناه بالفعل". وقال إن الانتقادات الصاخبة لحكومته لن تشتت انتباهه، قائلاً: "كل تلك الصيحات والهتافات، والنصائح السيئة من الناس الذين ما زالوا يتوقون إلى سياسة الأداء الصاخب، إنها سياسة ضعيفة وجبانة مبنية على الخيال".
وحاول ستارمر وضع حد لأسبوع من الخلافات العنيفة بشأن قضيّة التبرعات، مصرّاً على أنه اتبع القواعد عندما أخذ ملابس ونظارات مصممة بقيمة آلاف الجنيهات من وحيد علي، رجل الأعمال الإعلامي والمتبرع لحزب العمال. وبعد أيام من الدعاية السيئة في وسائل الإعلام البريطانيّة، قال الحزب إنه والوزراء الآخرين لن يقبلوا بعد الآن أي ملابس مجانيّة.
كما أدان ستارمر أعمال الشغب خلال الصيف، ولقي تصفيقاً حاراً عندما قال إن المملكة المتحدة ترفض بشكل لا لبس فيه أولئك المتورطين في "أعمال البلطجة العنيفة والعنصريّة الدنيئة". وأضاف "لأولئك الذين يقولون إن الطريقة الوحيدة لحب بلدك هي كراهية جارك، لأنهم يبدون مختلفين، أقول إننا لا نرفضك فحسب، بل نعلم أنك لن تفوز أبداً". وشدد على أن "القيم البريطانية التي ندافع عنها، ليست فقط سيادة القانون، ولكن حب هذا البلد وجيراننا، واحترام الاختلاف تحت نفس العلم، أقوى من الطوب وأنت تعلم ذلك". ومن غير المعلوم إن كان ستارمر سيلتقي المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة كامالا هاريس ودونالد ترامب خلال جولته إلى الولايات المتحدة، في الوقت الذي حثّه العديد من المستشارين في الحزب على ذلك.