سبات الشارع العربي

10 يونيو 2024
تظاهرة أمام البيت الأبيض دعماً لغزة، 8 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وكالات الأنباء تغطي التورط الأميركي في مجزرة النصيرات بغزة، مما أثار تظاهرات كبيرة أمام البيت الأبيض، معبرة عن تغير الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
- "حماس" تنتقد الدور الأميركي المتواطئ في الحرب على غزة، بينما الشارع العربي يظل متفرجًا، ما يعكس استمرار السبات العربي تجاه المأساة الفلسطينية.
- المقاومة الفلسطينية تحتفظ بأوراق قوة رغم الضغوط الدولية، مؤكدة على استمرار النضال وعدم تأثر قدرتها على التفاوض بالعمليات الإسرائيلية الأخيرة.

بينما كانت وكالات الأنباء ومختلف المواقع الإخبارية في العالم تنقل أخبار التورط الأميركي المباشر في المجزرة الإسرائيلية في مخيم النصيرات، السبت، كان الآلاف يتظاهرون أمام البيت الأبيض، رافعين أعلاماً فلسطينية عملاقة، لا يمكن لإدارة الرئيس جو بايدن أن تتجاهلها أو أن تزيلها من حساباتها في الفترة المقبلة، لأن شيئاً ما تغيّر في وعي العالم تجاه القضية الفلسطينية. وحدهم العرب، أغلب العرب، كما هم، لا يحركهم شيء، يتفرجون على المأساة وينددون على موقع فيسبوك، كأننا أمام موت الشارع العربي، أو على الأقل نومه الطويل الذي لا ينتهي.
مجزرة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي هزّت العالم، كما مجازر أخرى سبقتها، بينما يغط الشارع العربي في سباته الطويل، وبيانات باهتة من هنا وهناك، لتفادي اللوم وتسجيل موقف.

"حماس" قالت عن التقارير التي كشفت التورط الأميركي في عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين، إن ذلك يدل على "دور الإدارة الأميركية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي تُرتَكب في قطاع غزة، وكذِب مواقفها المُعلَنة حول الوضع الإنساني وحرصها على حياة المدنيين". أما بيان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، فأكد أن "الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.. وهذا يشمل المفاوضات الجارية أو وسائل أخرى"، وكأنه يعتبر أن استعادة أربعة أسرى بعد ثمانية أشهر من الحرب إنجاز كبير لأقوى جيوش العالم وتكنولوجيته، في مواجهة مقاومة شعبية تصنع سلاحها ذاتياً.

لكن كلام الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، جاء مباشرة بعد هذا النصر المزعوم ليسحب البساط من تحت الأميركيين والإسرائيليين، وينغّص الفرحة المغشوشة، لأنه أكد أن "المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي... أول من تضرر بها أسراه"، وأن "العملية ستشكّل خطراً كبيراً على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم". وأشار في منشور مقتضب على حسابه في منصة تليغرام إلى أنّ "العدو تمكّن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم في أثناء العملية".

وهذا سيقلب الطاولة على جو بايدن وبنيامين نتنياهو، لأن المقاومة لا تزال تحتفظ بالعشرات من الأسرى، ولا تزال الأوراق الصلبة بين أيديها، ولن تُضعِف هذه العملية من قدرتها على التفاوض، برغم كل الضغط المسلط عليها دولياً، وهو ما أشار إليه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق بقوله إن "المقاومة لا تزال في قلب المعركة وفي جعبتها الكثير"، وإن "هذه العملية لن تغيّر من الثمن النهائي الذي سيدفعه الاحتلال مرغماً".

المساهمون