زيلينسكي يواجه روسيا مباشرة في مجلس الأمن ويطالب بتجريدها من "الفيتو"

21 سبتمبر 2023
زيلينسكي لمجلس الأمن الدولي: الغزو الروسي إجرامي (Getty)
+ الخط -

واجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، روسيا مباشرة في مجلس الأمن الدولي، قائلا إن الغزو الروسي لبلاده "إجرامي"، مطالباً بتجريد موسكو من حق النقض (الفيتو).

وجلس زيلينسكي بزيه العسكري، للمرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في الغرفة نفسها مع مسؤول روسي، في جلسة شهدت جدلاً محتدماً بين المندوب الروسي، فاسيلي نيبنزيا، ورئيس الوزراء الألباني، آيدي راما، الذي ترأس جلسة مجلس الأمن الدولي.

يشار إلى أن هذه الجلسة تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى والتي يحضرها أكثر من 145 رئيسا وقائد دولة، وعقدت تحت عنوان "التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة من خلال تعددية الأطراف الفعالة: صون السلام والأمن في أوكرانيا".

وصرح زيلينسكي فيما كان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة يجلس أمامه بأن "معظم العالم يعرف حقيقة هذه الحرب. إنها عدوان إجرامي وغير مبرر من جانب روسيا ضد بلدنا يهدف إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا ومواردها".

ودعا الأمم المتحدة إلى تجريد روسيا من حق النقض في مجلس الأمن، قائلا إنه إصلاح جوهري من شأنه أن يعزز في الوقت نفسه تمثيل العالم النامي -حيث كان الدعم لأوكرانيا فاترا- في الأمم المتحدة.

وقال زيلينسكي إن "وجود حق النقض في أيدي المعتدي هو ما دفع الأمم المتحدة إلى طريق مسدود.. من المستحيل إنهاء الحرب لأن كل الجهود يعترضها المعتدي أو أولئك الذين يتغاضون عن المعتدي".

وكرر الموقف الأوكراني بأن حق النقض كان يخص الاتحاد السوفييتي، أحد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية التي أنشئت بعدها الأمم المتحدة، وليس روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي: "للأسف، هذا المقعد في مجلس الأمن الذي تحتله روسيا بشكل غير قانوني.. استولى عليه كاذبون مهمّتهم تبييض العدوان والإبادة الجماعية".

من جهته، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، الذي طلب التحدث مرارا، إن السماح لزيلينسكي باعتلاء المنصة للتحدث أولا يخاطر "بتقويض سلطة مجلس الأمن" وتحويله إلى "استعراض فردي".

ورد رئيس الوزراء الألباني، آيدي رام، على المبعوث الروسي بهدوء لكن بامتعاض واضح قائلا: "هناك حل. أوقفوا الحرب، ولن يعتلي الرئيس زيلينسكي المنصة".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد تحدث قبل زيلينسكي وانتقد روسيا بشدة.

وقال: "يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا الذي ينتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية والانقسامات، ويهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد التهديد النووي ويسبب شقوقا عميقة في عالمنا المتعدد الأقطاب بشكل متزايد".

وقال: "لطالما كانت الأمم المتحدة واضحة في إدانتها لهذه الحرب، واعتمدت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قرارا تطالب فيه روسيا بمغادرة أوكرانيا، وقرارا ثانيا ترفض فيه جهود روسيا لضم الأراضي الأوكرانية".

وتوقف الأمين العام عند مقتل المدنيين وتأثير الحرب ليس فقط على أوكرانيا بما في ذلك لجوء ونزوح الملايين وتدمير أوكرانيا واقتصادها، بل أشار كذلك إلى  تأثيرها على الاقتصاد العالمي وسوق الأغذية وأسعارها.

من جهته تحدث وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، عن معاناة الأوكرانيين وتدمير مخازن الحبوب والبنية التحتية ومقتل وجرح الألاف ناهيك عن نزوح الملايين.

وقال: "الرئيس بوتين أعلن إنه يريد محو أوكرانيا ويعيد إحياء الإمبراطورية الروسية.. روسيا انتهكت قرارات مجلس الأمن"، متهماً روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقال إنها تدق طبول الحرب النووية.

واتهم روسيا كذلك باستخدام الجوع كسلاح في انسحابها من مبادرة الحبوب وقصفها للبنية التحتية الأوكرانية بما فيها مخازن الحبوب والموانئ، مشيراً إلى استخدام روسيا لمسيرات إيرانية لمهاجمة الأوكرانيين واعتبر ذلك انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 2231.

بالمقابل، قال وزير الخارجية الروسي، الذي حضر الجلسة، لكنه لم يحضر أثناء حديث زيلينسكي ودخل القاعة لاحقا، إن حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن الدولي هو أداة قانونية "مشروعة" ممنوحة للأعضاء الخمسة الدائمين في هذه الهيئة.

واتهم لافروف، في كلمته التي ألقاها أمام بلينكن، الغرب بتسليح كييف ودفعها نحو صراع عسكري ضد روسيا.

وقال: "تم الدوس على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية مرات عدة". وأضاف أن روسيا منفتحة على التفاوض حول مخرج من الأزمة الأوكرانية واتهم زيلينسكي برفض الانخراط في محادثات.

وأوضح لافروف: "في ما يتعلق بالمفاوضات، نحن لا نرفض التفاوض. لكنني أريد أن أذكّر وزير الخارجية المحترم (أنتوني بلينكن) بأن الرئيس زيلينسكي وقع مرسوما يحظر إجراء مفاوضات مع حكومة بوتين".

وتابع: "أعتقد أنه لن يكون من الصعب جداً إعطاء أمر لزيلينسكي بإلغاء المرسوم"، مشيراً إلى أن رفض الغرب التعامل مع روسيا على قدم المساواة خلال سنوات أدى إلى الأزمة الحالية في أوكرانيا.

المساهمون